وجّه رسالة للأمة العربية

مشعل: معركة القدس لها 4 أبعاد الأرض والإنسان والسيادة السياسية والمقدسات

وفد حماس برئاسة مشعل يختتم زيارته إلى المغرب.jpg
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

 

أكّد رئيس حركة حماس في إقليم الخارج، خالد مشعل، مساء يوم الأحد، على أنّه من التعبد أن نحمي المسجد الأقصى ونستنقذ القدس، وأن نصطف مع أهلنا في حي الشيخ جراح وباب العامود، وفي كل البلدة القديمة والقدس كل القدس، وفي قلبها المسجد الأقصى المبارك.

وقال مشعل في مقابلة صحفية على قناة الحوار، رصدته وكالة "خبر": إنّ "ما يجري في القدس ليس رسالة يريد العدو إيصالها، هذا سلوك إسرائيلي عدواني بدأ من بداية تأسيس المشروع الصهيوني، وليس من عامي 48 و67 فقط، والمخطط الصهيوني بدأ عنوانه من احتلال القدس".

وأضاف: إنّ "ما يفعله الصهاينة اليوم وغدًا الإثنين يعتبره الصهاينة ذكرى احتلال القدس، فهم يستكملون المخطط، هم بدأوا المخطط ويستكملونه اليوم، فنحن أمام معركة السيطرة على القدس".

وتابع: "إخواني وأخواتي يا أصدقاءنا في العالم، اليوم معركة القدس لها أربعة أبعاد: معركة الأرض والإنسان والسيادة السياسية ومعركة المقدسات، وينبغي أن نخوضها.. هم يريدون السيطرة على الأرض وتهجير الإنسان المقدسي الأصيل في أرضه، وأن تكون لهم السيطرة على الأرض، وعلى المقدسات في القدس، وخاصة المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل".

واعتبر أنّ "هذه المعركة آن الأوان أن نخوضها بكل إمكاناتنا، وأبناء القدس يخوضونها بشرف وقد حققوا انتصارات، وكلما فتح العدو بابًا للسيطرة ومد ذراعه على الأقصى والقدس يتراجع مذمومًا مدحورًا أمام الإرادة المقدسية ملتحمة مع الإرادة في الضفة الغربية وغزة والـ 48 والشتات وأصدقائنا في العالم، وننتصر رغم الخذلان الرسمي ورغم اختلال موازين القوى التي لا تسير لصالحنا".

ووجّه تحيته إلى أهالي في القدس في كل مواقعهم في حي الشيخ جراح، وفي ساحات الأقصى، وباب العامود ولأهلنا في الـ 48 الذين هبوا للنصرة والدفاع، وقد أوقف العدو باصاتهم؛ ولكن إخوانهم في القدس أتوا وأخذوهم بسياراتهم.

وأشاد على رجال القدس رجالًا ونساءً مسلمين ومسيحيين علماء وأبطالًا وشبابًا،لافتًا إلى أنّ اللقطات العظيمة التي رأيناها في الساحات هي العبادة في محراب الجهاد

وأردف: "وتحية كل التحية لمن ناصرهم من غزة والضفة والـ 48 والمخيمات والشتات وكل الأمة على المستويين الرسمي والشعبي؛ ولكنا نريد المزيد، فإن الملائكة لم تضع أسلحتها بعد، فالمعركة مستمرة وقد تكون في ذروتها بعد غد الإثنين.

وأثنى على شباب وشابات السوشيال ميديا الذين نصروا القدس والمسجد الأقصى، متابعًا بقوله: "فهذه معركة مفتوحة، والله هذا جهادٌ كله جهاد، جهاد الصدور العارية وجهاد السواعد وجهاد العقول وجهاد الإعلام والجماهير والموقف السياسي والدعم المالي والدماء، وهي أعلى مراتب الجهاد فكلكم يا أحبابي في ساحة جهاد في ليلة عظيمة".

وأردف بقوله: "لا نريد للعدو أن يستفرد بنا في موضع معين. اليوم المعركة داخل المسجد الأقصى المبارك ونعتبر هذه هي المعركة الوحيدة، نعم هذا قلب المعركة؛ ولكن الشيخ جراح معركة، وقد يفاجئوننا في أحد أبواب المسجد الأقصى، وحتى على تخوم القدس قد يمنعون قوافل النصرة القادمة من أهلنا في الـ 48 هذه معركة واحدة"

وحول تصريح قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف حول الشيخ جراح والمسجد الأقصى، قال: "ما وعدكم به قائد الأركان محمد الضيف هو عند وعده، والقسام عند وعده والأجنحة العسكرية عند وعدها هذه معركتنا جميعا وليست معركتكم وحدكم". 

وأشار إلى أنّ هذه ليست معركة فلسطين وحدها هذه معركة فلسطين معركة الشعب الفلسطيني والأمة؛ بل هي معركة العالم الحر ضد الاحتلال ومعركة العدالة ضد الظلم، وأهل القدس هم خط الدفاع الأول.

وأكّد على الشعب الفلسطيني شعب واحد وإن اختلفت شرائحه السياسية، والقدس توحدنا وهي عاصمتنا ولا فلسطين بدون القدس، مبيّنًا أنّ حركة حماس إلى جانب فتح والقوى الفلسطينية، شركاء في هذه المعركة معركة الدفاع عن القدس.

وأوضح أنّه "علينا أن نوسع دائرة المعركة داخل أراضينا المحتلة في الضفة الغربية كي نشتت هذا العدو ولا يستفرد بالقدس وأهلها... بعد إخفاق مسار التسوية وتعثر صندوق الانتخابات معركة القدس هي فرصة لنتوحد جميعًا في الميدان الذي لا نختلف فيه".

وبيّن أنّ ما يحدث اليوم بالقدس أكبر بكثير من الخطوة البائسة التي قام بها شارون عام 2000، والتي سببت انتفاضة الأقصى واليوم نحن أولى بالوحدة والالتفاف لمقاومة هذه الممارسات العدوانية القاسية بحق أهلنا بالقدس، نحن قادرون على هبة ثم انتفاضة تعيد لنا القدس.

وفيما يتعلّق بانتهاكات حي الشيخ جراح، اعتبر مشعل، أنّ محاولة العدو في حي الشيخ جراح هي محاولة تطهير عرقي لإسكان المستوطنين مكان أهل القدس الأصليين.

وأوضح أنّ العالم لا يتعامل مع القيم والأخلاق إلا القليل منهم، وبالتالي علينا كفصائل أن نحدث الفعل على الأرض كي تحترم مطالب الشعب الفلسطيني أمام العالم، الفعل سيأتي بالدعم، والفعل سيأتي بالتأييد.

وذكر أنّ هذه الصلابة في ميدان القدس والاستعداد العسكري في غزة جعلت المسؤولين في المنطقة يتوافدون خوفًا من تفجير المنطقة، مبيّنًا أهمية التفريق بين جاهزية المقاومة بكل وسائلها وبين إدارتها في اللحظة المناسبة والمكان المناسب، لدينا معركة وخياراتنا مفتوحة وجاهزيتنا عالية؛ ولكن متى نستخدم كل وسيلة للدفاع عن النفس هذا حقنا الطبيعي في الوقت المناسب.

وتابع: "نعم نحن مع المقاومة الشعبية، ولكن إذا ما أمعن العدو في إيلام أهلنا وشعبنا ولا يرعوي، فلا نجد إلا أن نستعمل كل الخيارات حتى العسكرية لردع هذا المحتل الغاشم... لدى القيادة الفلسطينية السياسية والعسكرية من الخبرة لتعرف ماذا تفعل".

وأشار إلى أنّ ما يحدث في الأقصى ليس طوشة بين طرفين هذا احتلال فيه احتداء على إرثنا الديني ومقدساتنا وأرضنا وحياتنا وأرواحنا، هذه معركة بين المحتل وبين أصحاب الأرض، ونحن ندافع أن أنفسنا، ليس المطلوب منا أن نخفض التصعيد بل المطلوب أن يرفع الاحتلال عدوانه عن الأقصى والشيخ جراح وقدسنا المحتلة ويتوقف التهجير.

وأكّد  على أنّ القضية الفلسطينية قضية تحرر واحتلال ولا يوجد حل بيننا وبين المحتل إلا أن يرحل عن بلادنا، وهذا هو الحل الوحيد، لافتًا إلى أنّه لا هدوء في المنطقة دون زوال الاحتلال.

ونوّه خلال حديثه إلى ألا "تطلبوا من الضحية ومن المعتدى عليه أن يهذب سلوكه ويضبط أعصابه نحن شعب يُطرد من أرضه، ومن حقه أن يدافع عن نفسه بكل الوسائل... فلا حياة إذا ضاعت المقدسات وضاع إرثنا وتاريخنا".

وبيّن أنّه برغم الجراح في كل عواصمنا العربية نقول لكل شعوبنا الحية لا تنسى قضيتك المحلية، ولكن عليك أن تنتبه لقضية الأمة المركزية، القدس هي بؤرة الصراع والاحتلال هو بؤرة الشر في المنطقة، ومتى ما يزول عن أرضنا ستزول معاناتكم أيضًا.

وأردف: "لا يوجد أمة محترمة لا تملك إلا خيارًا وحيدًا هو التسوية والسلام والتطبيع مع الاحتلال، لا يصنع السلام إلا لمن يستطيع الحرب، الذي يطرح السلام وحده كخيار وحيد فهذا طرح استسلام، من يصنع السلام هم الأقوياء وليسوا الضعفاء".

وفيما يخصّ الحراك العربي تعقيبًا على انتاكات الاحتلال بالقدس، قال مشعل: "العرب لا يكفي منهم المناشدة والاجتماعات، نعم كل حراك يخدم القضية الفلسطينية هو حراك مهم؛ ولكن هذا لا يكفي، نريد برنامجًا، لا نريد من الجيوش العربية أن تقاتل ونحن نعرف وضعها وإمكاناتها".

ولفت إلى وجود صمود فلسطيني أسطوري ينوب عنهم، ويريدون منكم أن تدعموا هذا الصمود دعمًا ماليًا سياسيًا إعلاميًا، أعطوا الشعب الفلسطيني دعما يليق بصموده وتضحياته، وأوقفوا مهزلة التطبيع.

رباعية مشعل في مطالبه للأمة، دعا إلى إعطاء رسالة غضب من الأمة أنها مع فلسطين والقدس ودعم أهلها الصامدين. ورسالة قوية في الاتجاه الآخر تجاه العدو أن اي استفراد بشعبنا سيواجه بثورة من أمتنا، مطالبًا بتقديم الدعم للقدس ولشعبنا ماليًا وماديًا وسياسيًا لتعزيز صموده.

وحثّ رموز الأمة وقادة الفكر فيها، على المبادرة بالضغط على قادتهم وحكوماتهم، من أجل العمل على سياسيات جديدة تجاه العدو أكثر حسمًا وجدية، مع مطالبة المطبعين بالتوقف عن كل أشكال التطبيع.

وطالب بالتحرك معًا ( فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميصا ) على الساحة الدولية عبر برنامج موحد من أجل نصرة الحق الفلسطيني وملاحقة العدو الصهيوني في كل المحافل.