يستطيع الكثيرون حمل الكاميرا والتقاط الصور الفوتوغرافية، ولكن يكمن جزء من جمال التصوير الفوتوغرافي في التقاط لحظة خاصة واحدة من المحتمل ألا تظهر بنفس الطريقة مرة أخرى، وهذا ما فعله المصور الألماني فلوريان كريشباومر حينما التقط صورة تمزج أكثر من مشهد طبيعي وتظهر ملامح الليل والنهار في صورة واحدة رائعة، ليصور لقطة وكأن الزمن تجمد عندها لجزء من الثانية.
المصور الألماني فلوريان كريشباومر، فى عام 2011، صور أول فيديو بفاصل زمني لأفق دبى، متطلعاً إلى التقاط الانتقال بين ساعات مختلفة من النهار والليل، ومن لحظة سطوع الفجر والعكس، حيث تتميز دبي بالمعالم العمرانية المذهلة مثل أطول برج في العالم، وهو برج خليفة، إضافة إلى أبراجها الأخرى العديدة التى تزين الصورة.
وتحدث فلوريان كريشباومر، لموقع CNN، عن أنه "غالباً فقط عندما يرى عدة ساعات مضغوطة في بضع ثوانٍ، حينها يمكن للبشر حقاً فهم التغيير في الضوء والألوان الذي يحدث خلال فترة 24 ساعة من اليوم، وكانت تقنية الفاصل الزمني هي الوسيط المثالي لجعل هذا ممكناً".
وخطر على بال "كريشباومر"، سؤال في أوائل عام 2020، وهو ماذا لو كان بالإمكان الجمع بين ساعات الليل والنهار في صورة واحدة؟، وحينها بدأ العمل على ما أصبح يُعرف بسلسلة "Timeblend Dubai"، أي "امتزاج الزمن في دبى"، وكان من المهم بالنسبة له تغطية مجموعة واسعة من المناطق المحيطة بدبي، ونتيجة لذلك تغطي السلسلة العديد من المناظر الحديثة في دبي، مثل وسط مدينة دبي، ومنطقة دبي مارينا، ومنطقة نخلة جميرا.
كما حرص كريشباومر على توثيق الأجزاء التاريخية في المدينة، مثل حي الفهيدي التاريخي، وبرج الساعة ديرة، موضحا أنه عندما بدأ العمل على المشروع تعلّم الكثير عن كيفية تأثير الضوء على المشهد، وكيف تبدو بيئة دبي مختلفة خلال دورة الـ24 ساعة.
وقال: "كان عليّ أن أتعلم كيف أقرر أي أجزاء من التركيبة تعمل بشكل أفضل في الليل، وأيها أفضل خلال النهار، وأي وقت من اليوم هو الأفضل لجو معين أحتاج إلى التقاطه، وعدد الصور المختلفة التي أحتاجها لإنشاء مزيج سلس، ولن يسمح ضوء نهار واحد وصورة ليلية واحدة بذلك".
وأوضح، أن الهدف النهائي من سلسلة "امتزاج الزمن في دبي" هو السماح لعين المشاهد بالتجول خلال التغييرات في المشهد حيث يتدفق الليل والنهار إلى بعضهما البعض في انتقال واحد مستمر لا يكون واضحاً للمراقب عادةً، ولكنه يبدو طبيعياً تماماً.
وبدأ كريشباومر التقاط الصور لمشروعه بين أبريل وديسمبر عام 2020، وكانت عملية طويلة استغرقت ساعات طويلة من استكشاف المواقع، والتصوير، والتحرير، وإعادة التصوير، وإعادة التحرير، والطباعة، وتتضمن جميع الأعمال في السلسلة ما لا يقل عن 6 صور فردية، التُقطت في أوقات مختلفة من اليوم وغالباً في أيام مختلفة، وأحياناً دُمجت حوالي 20 صورة في صور واحدة.