عمليتا تل أبيب وغوش عتصيون تحطمان وهم "الهدوء المتوتر"

20152011212233
حجم الخط

   بعد بضعة أيام من الهدوء النسبي، تحطم،  أول من أمس، وهم الهدوء المتوتر بصخب كبير: عمليتان، خمسة قتلى، وتخوف من أن نكون نقف على شفا انعطافة خطيرة في موجة «الارهاب» الحالية.  ذكّرت العملية الاولى في تل ابيب بالعملية التي نفذت بالضبط قبلها بسنة ويوم في حي هار نوف في القدس. مرة اخرى كنيس، مرة اخرى مصلون، مرة اخرى الخليط الفظيع من الدم وأدوات الصلاة. مثلما في الاحداث السابقة في الاسابيع الاخيرة، هذه المرة ايضا منع العمل السريع الذي قام به بعض المواطنين وقوع إصابات أكبر. وخلافا لاحداث سابقة لم يكن «المخرب» ماكثا غير قانوني، بل عامل يعمل في اسرائيل بتصريح، متزوج واب لأطفال. تعد هذه حالة اولى بعد فترة طويلة يقوم فيها فلسطيني يحمل تصريح عمل بتنفيذ عملية. وامتنعت اسرائيل حتى الان عن فرض اغلاق على «المناطق» وعقاب جماعي للفلسطينيين. الميل في جهاز الامن هو للامتناع في هذه المرحلة عن تغيير السياسة، ولكن مزيدا من العمليات من جانب أصحاب التصاريح ستلزم على الاقل بتشديد الفحوصات للخارجين والداخلين ويحتمل ايضا سحب التصاريح من بعضهم. العملية الثانية، في غوش عصيون، كانت استمرارا للميل الذي يلوح منذ نحو اسبوعين – الانتقال من عمليات الطعن الى عمليات إطلاق النار. في هذه اللحظة لا تشخص اسرائيل منظمات تقف خلف العمليات المختلفة، ولكنها جملة مصادقة من الفلسطينيين الذين نجحوا في أن يحصلوا على أسلحة ويخرجوا لقتل اسرائيليين. ومع ذلك، فان استمرار الميل سيلزم بتغيير السياسة هنا ايضا: فتكاد تكون كل العمليات تمت اثناء الحركة، في المحاور المشتركة التي تتحرك فيها سيارات اسرائيلية وفلسطينية بالتوازي، ويحتمل الا يكون ثمة مفر امام اسرائيل من العودة لتنفيذ فصل في الطرقات. المؤيدون الرئيسون لمثل هذه الخطوة هم المستوطنون في «المناطق»؛ اما في جهاز الامن فيعارضونها ليس فقط لانها أثارت في الماضي انتقادا دوليا شديدا بل ايضا خشية أن يسهل بذلك على «المخربين» تشخيص السيارات الاسرائيلية والمس بها (احد القتلى، أول من امس، كان فلسطينيا، نتيجة خطأ في التشخيص). عمليتا أول من أمس في ما كان اليوم الاكثر دموية منذ بدء موجة العنف الحالية قبل سبعة اسابيع، خرجت هي ايضا من منطقة الخليل، التي تصدرت في الشهر الاخير معظم العمليات والمصابين. ويحشد الجيش والمخابرات معظم الجهود في هذه المنطقة، بنجاح جزئي فقط؛ فالتقديرات هي ان العمليات ستستمر وستستوجب الابقاء على حجم كبير من القوات في الضفة بشكل عام وفي الخليل بشكل خاص في الاشهر القريبة القادمة ايضا. ورغم الثمن الدموي الباهظ، من المعقول ان تحاول اسرائيل الامتناع عن خطوات كاسحة في المنطقة، والسبب ليس فقط الزيارة القريبة لوزير الخارجية الاميركي، جون كيري (في مسعى معد للفشل لاعادة تحريك الاتصالات بين نتنياهو وابو مازن) والتخوف من أن تنضم الى دائرة العنف من الطرف الفلسطيني القوات المدربة والمسلحة للتنظيم، بل أيضا الرغبة في الامتناع عن توجيه الاضواء الى الضفة بينما يركز العالم على الحرب ضد «داعش». عن «إسرائيل اليوم»