بقلم: بسام أبو شريف

بايدن ليس عنصرياً لكنه بالتأكيد عدو ! ماهو مخطط بايدن الذي يُطلق عليه "الحل الدبلوماسي"؟ 

بسام أبو شريف
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

الاشتباك القوي جدا ، الذي جعل العالم يقف على ساق واحدة مدة اسبوعين ، ومازال غير قادر على الوقوف على ساقين سيكون له آثاربعيدة المدى ، وعميقة التأثير ، ويهمنا هنا ونحن لا ننتمي لجوقات المديح أو الذم ، بل ننتمي لكلمة الحق والعدل والعدالة نقول بكل وضوح : - ان التوجه الأساسي والاستراتيجي ، الذي عبر عنه الأخوة اسماعيل هنية ، وخالد مشعل ، وزياد النخالة ، هوالتوجه المستند لقناعة عميقة بالحق الفلسطيني ، ومرتبط بالارادة القوية للشعب الفلسطيني ، و يستمد عنفوانه من تصميم شعب فلسطين لتحرير وطنه . 

هذا هو مايريده الشعب الفلسطيني ، وما هو مصمم عليه ، ولذلك وجدت غرفة العمليات المشتركة كل هذا الدعم ، والصبر ، والتصميم من أبناء شعبنا في كل مكان تواجدوا فيه من غزة الى لوس انجليس بالولايات المتحدة ، ليس هذا فحسب ، بل ان الهزة القوية التي وقعت في فلسطين ، وخلال صدام مع قوات الاحتلال أصابت كل جدران قلاع اسرائيل والبيت الأبيض ( بيت الارهاب الدولي ) ، بزلزال لم يستوعب ساكنو هذه القلاع مداه ، ولا معناه ولا المترتب عليه لذلك من الضروري على قياداتنا ، وغرف عملياتنا المشتركة ، والمبدعين من أبناء شعبنا أن يعيدوا دراسة كل تصريح صدر عن الاميركيين ، وعن الاسرائيليين ، وعن الدول والأنظمة العربية ، وعن الاوروبيين لنعرف مكان ودور كل واحد منهم خلال المعارك التي ستنشب لاحقا ذلك أن اسرائيل خبيثة ، وتخفي ما لاتظهر ، وتكذب وتتآمر ، وتخطط لارتكاب جرائم دون أن تتهم بخرق اتفاق وقف اطلاق النار ، سوف نحاول عبر رسائلنا العلنية القصيرة أن نشير الى أهم هذه الأمور لنستكشف سويا ما يخطط العدو لنا ، ومن من أنظمة المنطقة يساند هذا المخطط ، ومن يعارضه ، وماذا يخبئ الاسرائيليون والاميركيون لشعبنا في الضفة الغربية والقدس ، وماذا عن المستوطنات غير الشرعية وغير المشروعة ؟؟! 

أعلن الرئيس بايدن أن استراتيجيته للشؤون الخارجية تقوم على أساس اللجوء للدبلوماسية وليس الحروب لايجاد الحلول السلمية لمشاكل العالم ، وبدأ ترجمة استراتيجيته بهجوم غير مسبوق كاد أن يقود لحرب عالمية عندما اتهم الرئيس بوتين بأنه قاتل ، وحشد لاوكرانيا بتخطيط اسرائيلي مسبق ( المخططون والاستراتيجيون في اوكرانيا جميعهم اسرائيليون ) والمستشارون الذين يتخذون القرارات في اوكرانيا هم صهاينة متطرفون ، ومدعومون ماليا من مليارديرات اليهود الروس ! ، ودعا لوقف الحرب في اليمن وقام باسناد المعتدين بالطائرات والذخائر ، وحرض على فعل المستحيل كي لا تسقط مأرب ، وظهر لنا وزير خارجية السعودية " ابن سلمان أيضا " ، بمبادرة هي في الحقيقة مضحكة لأنها مؤامرة مكشوفة كلعبة أطفال . 

ظن بايدن أنه يستطيع أن يرفض الحروب علنا ، ويحرك أتباعه بالحروب ميدانيا ليحاول هو اطفاء نارها تحت شعار الحل الدبلوماسي ، لكن أبطال اليمن كشفوه ، ووقفوا بصلابة ضد الخداع والخديعة ، واستمروا بكفاحهم لتحرير أرض اليمن ، وعلى رأس القائمة مأرب وعدن هذا هو بايدن : صهيوني مخادع يتصرف ، وكأن البشر تعيش في مجاهل الماضي بينما هم يعيشون في العام 2021 ، نسي خبراء البيت الأبيض ( بيت الارهاب الدولي ) ، أن يقولوا للرئيس بايدن الذي كان منهمكا في ترتيب حملته الانتخابية للوصول الى البيت الأبيض ان فصائل المقاومة كانت تمتلك قوة سنطلق عليها " قوة 10 " ، في عام 2010 ، وانها تمتلك في العام 2021 قوة 50 لقد ازدادت قوة فصائل المقاومة سلاحا ، وخبرة ، وعددا أكثر من خمسين ضعفا خلال السنوات 2010 – 2021 ، ولكن بايدن لم يدر بذلك ، وسيدفع ثمن خداع مستشاريه الصهاينة له . 

والآن لنتحدث عن غزة ، ووقف اطلاق النار : - 

المتتبع الدقيق لأقوال ، وتعليقات ، وتصريحات المسؤولين الاميركيين سيكتشف بسهولة التذبذب ، والتأرجح ، والتخبط ، والحيرة في موقف البيت الأبيض أولا : البيت الأبيض ، وكل حلفائه الاوروبيين ، والأنظمة المطبعة لم يتوقعوا تماما كما لم تتوقع اسرائيل هبة شباب الأقصى ، ودفاع حي الشيخ جراح عن نفسه .... القدس كانت البداية ، وستستمر هكذا . 

أحرج البيت الأبيض والحلفاء ، فما فعله الاحتلال جعل حتى المطبعين يحتجون ، وينتقدون ممارسات اسرائيل وجيش احتلالها ضد المصلين في الأقصى والحرم ، وضد أهل القدس اجمالا خلال شهر رمضان .... ادانات ، ودعوات ، وكلام الى أن دخلت دفاعا عن أهل القدس غرفة العمليات المشتركة بقيادة القسام ، وسرايا القدس لم يكن بايدن مهتما كثيرا بأهل القدس أو بالمصلين في الأقصى ، أو بعائلات الشيخ جراح ، ولذلك كانت تعليقات البيت الأبيض باهتة ، ولاقيمة عملية لها ، فاستمرت الاعتداءات ،  وجاء صمود أهلنا وأبنائنا في القدس أمثولة للشعوب المضطهدة ، وأمثولة لشعبنا أولا : كانوا يدافعون عن الأقصى ، ويهتفون هكذا نتصدى للاحتلال . 

من التتبع الدقيق نعرف أن اهتمام بايدن بدأ بعد أن أطلقت المقاومة الفلسطينية أول رشقة صواريخ سقطت في رامات غان ، وبالقرب من مطار بن غوريون ، بدأ في هذه اللحظة قلق بايدن على اسرائيل كحليف تعهدت الولايات المتحدة بحمايته ، وكمشروع تاريخي للاستعمار الجديد – أي قاعدة أمامية قوية في الشرق الأوسط لها مهمة قيادة أنظمة تابعة للبيت الأبيض لتأمين عمليات النهب طويلة الأمد ، والتحكم بالمواقع الجغرافية الاستراتيجية ، التي تشكل رابطا بين اوروبا وآسيا وافريقيا ، ولكنه كان سعيدا لأن غارات اسرائيل كانت تدميرية الى حد ظن معه بايدن أن المعركة ستحسمها اسرائيل خلال ثلاثة ، أو أربعة أيام .... ازداد قلق بايدن مع اليوم الرابع للقصف التدميري ليس على غزة وأهلها الذين دمرت اسرائيل منازلهم على رؤوس الأطفال ، والنساء ، والمدنيين بل على اسرائيل ، لقد أبلغ الخبراء الاميركيون الذين أقاموا اتصالا دائما ، ومباشرا مع وزيري الدفاع والخارجية الاسرائيليين أن اسرائيل رسمت للمعركة عدة مراحل أول أربعة منها تدميرية لكل شيء يتحرك منازل ، مدارس مستشفيات ، وزارات ، اسعاف ، دفاع مدني ... الخ ، وان المرحلة الأخيرة " غير محددة المدة " ، سوف تكون هجوما بريا ، وعندما سأل الرئيس بايدن الخبراء ماهو توقعهم لهذه الخطة ، فكان أغلبية الخبراء يرون أن اسرائيل لاتستطيع تحمل خسائر حرب برية ، وان هذا سيعكس نفسه على وضع اسرائيل ككل ، وقال أحدهم وهو برتبة جنرال : ( نساعد اسرائيل بالطائرات والصواريخ والاعتراض والمدفعية لكن لا نقاتل على الأرض بديلا عن جنودها واعتقد أن خسائر اسرائيل ستكون أكبر مما يتحمله وضع اسرائيل ، وسيحدث انهيار معنوي كبير سيتلوه انهيار تدريجي للمؤسسات ، وستكون المعركة على أرض اسرائيل بعد عدة أيام من المعركة البرية على غزة ) . 

هذا هو السبب الذي جعل بايدن يلح ، ويصر ، ويستعين بحلفائه ( خاصة السيسي الذي تربطه بأجهزة الولايات المتحدة علاقات قديمة ووثيقة ) ، للتدخل لوقف الحرب لأن نتنياهو لم يكن بحالة ذهنية قادرة على تقييم سليم للوضع ، وكانت عقدة القوة التي تتحكم بقراراته أراد بايدن منع انتقال القتال من قتال غزة اسرائيل الى قتال حول بقاء ، أو عدم بقاء اسرائيل ، لقد وصل الخبراء الى حد التوقع أن امتداد المعركة ، واستمرارها سيولد معارك في يافا ، وحيفا ، واللد وتل ابيب بدلا من غزة ، وان الضفة سوف تنقض على المستوطنات . 

اصرار بايدن كان انجاز وقف الحرب بين غزة واسرائيل ، وابعاد الأذهان عن القدس والضفة الغربية ، التي حاول ويحاول بايدن شراء مسؤوليها بالمال ، بايدن يتصور أنه بعد ست مكالمات تليفونية مع نتنياهو أنجز وقف الحرب ؟! وأنه أمسك بحبل نجاة اسرائيل ، وانقاذها من الشطب كلاعب أساسي في الشرق الأوسط ، ويعول بايدن الآن استنادا لما تعلمه خلال فترة انتهت هي فترة حكم اوباما فسيرمي الآن بقذيفة حماسوالارهاب ،  وبدأ ذلك بالقول بوقاحة لا مثيل لها بأن حماس تنظيم ارهابي ، وانه يدعم اسرائيل ، وحقها في الدفاع عن نفسها ، وهذه الجملة تعني أن حماس الارهاب اعتدى على اسرائيل ، فردت اسرائيل على الارهابيين بالدفاع عن نفسها ، وان واشنطن ساندت وستساند اسرائيل على ضرب الارهاب ؟! وذكر بايدن أن المرحلة التالية ستأخذ وقتا لأنها يجب أن تعالج موضوع الخلاف بين حماس والسلطة .  

وفي هذا اشارة واضحة أن شرط عدم اشراك حماس في السلطة مازال ، هو شرط واشنطن يريد بايدن أن يمتن أمن اسرائيل بضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض ، و اعادتهم لصراعاتهم 

اعتبر بايدن بعدم ذكر القدس رغم أن ممارسات اسرائيل العنصرية فيها ، هي التي فجرت الأوضاع ، وبهذا ناقض بايدن نفسه عندما أمر الناطقة باسمه بعد أحداث القدس في الأقصى والشيخ جراح بأن تدلي بتصريح ينتقد الممارسات ، التي تحد من حرية الفلسطينيين في الصلاة بالأقصى ، لكنه لم يذكرها في مؤتمره الصحفي لأنه اعتقد أنه عاد للامساك بزمام الأمور ، شكك بايدن بالتزام حماس بوقف اطلاق النار لأنها تنظيم ارهابي ، وقال انه يضعهم تحت المراقبة !! 

فهل هذا يؤشر الى بند معين في الخطة ، وهو بند الخداع والثعلبية ، أي أنه من المحتمل أن ترتب بعد أيام عملية تبدو ، وكأنها صادرة عن حماس ضد اسرائيل ، وتتهم حماس بخرق وقف اطلاق النار ، وتحصل أشياء يكون صهاينة البيت الأبيض قد خططوا لها ( في مثل هذه الحالة يجب أن لا ندخل في جولات كلامية ، بل نلجأ لعمليات خاصة من الضفة والقدس ) . 

بايدن يريد حل الدولتين !! 

أي دولة هي فلسطين ؟ ..... لا يتحدث عن هذا الأمر بعد كل ما مررنا به من مآسي اوسلو ورهانات الخاضعين ، واغماءات غير المدركين نقول بأن خطة العمل الدبلوماسي يجب أن يعرضها الفلسطينيون على أن تبدأ على عكس السابق : 

1- البند الأول القدس عاصمة فلسطين ، وعدم التحرك لأي بند آخر قبل اقرار هذا البند لابديل لهذا ، ولا شريك للفلسطينيين في الاشراف على القدس . 

2- الغاء كل الاستيطان العنصري الصهيوني من أراضي الضفة الغربية " كامل المحتل عام 1967 " . 

3- السيادة على الجو ، والبحر، والأرض ، والحدود . 

هكذا نبني على انجاز صمود غزة الاسطوري ، وعلى سواعد الثائرين من حيفا الى بئر السبع وأهلنا في القدس ، ومدن ، وقرى ، ومخيمات الضفة الغربية . 

نملك الارادة ، ونجمع القوة ، وهكذا يستمر رص صفوف الجماهير العربية والاسلامية . وهكذا ننتصر .