لم تنته الحرب..لم ينته الاحتلال بكل ما به ، تهويدا واستيطانا وتطهيرا عرقيا ونظام فصل عنصري بعد الأيام الـ 11 يوما التي هزت السكون العام، كما حاولت شخصية قيادية حمساوية تصوير نهاية وقف العدوان الأخير على فلسطين، في قراءة سطحية جدا، ومتسرعة جدا لما كان.
الأبرز، الذي كان بعد تلك الأيام المشرقة وطنيا، انها أجبرت النظام السياسي العالمي على إعادة فلسطين القضية على خارطة الاهتمام، بعد ان أضاعها الانقسام، وكأن الأمر بات محسوما بفصل سيدوم، خاصة وأن دولة الاحتلال عملت بكل أجهزتها لتغذية مجراه، كونه الهدية الماسية لها لتمرير مشروعها التوراتي في فلسطين.
الأبرز، الذي جسدته تلك الأيام، انها فتحت نوافذ كانت مغلقة لرؤية حقيقة العنصرية السائدة في دولة الكيان وكذا احتلالها، وأصبحت تتناول سياسية "الأبرتهايد" بعد سنوات من الغاء قرار الأمم المتحدة الصهيونية كشكل من اشكال العنصرية، وأصبح عنوانا ليس للإعلام العربي والفلسطيني، بل في الإعلام العبري والعالمي، خاصة الأمريكي، ومنه ما كان تاريخيا صهيونيا الولاء والانتماء، وتلك يمكن اعتبارها الظاهرة الأبرز من بين كل مظاهر منتج الأيام الـ 11 مشرقة الأخيرة.
الأبرز، كان كسر فكرة "التعايش الخادع" للمرة الثانية خلال 20 عاما، عندما أعلن أبناء الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل انتماء للهوية الوطنية وليس للهوية الكيانية المفروضة، فكشفت كم العنصرية المخزونة من يهود ضد عرب...توجها رئيس الطغمة الفاشية العنصرية الحاكمة في تل أبيب نتنياهو، بالتهديد بسحب الجنسية عن كل فلسطيني لا يلتزم بقانون الكيان... آفة العنصرية الأخيرة لن تختفي بقرار سريع.
الأبرز، ان وحدة الشعب الفلسطيني هي الحقيقة، وأن الانقسام مظهر تآمري، فكان التلاحم رغم التباين بين منطقة وأخرى، هو السائد، رسالة أربكت دولة الكيان قبل مستثمري الحالة الانقسامية.
الأبرز، أن حرب صواريخ ضمن صناعة بدائية أدخلت الكيان في أزمة تحديد الوجود والهوية، وعاد الحديث عن خطر "إزالة الكيان" رغم ما يخفي من محاولة استعطاف وخداع، للنقاش داخل الكيان، ولم يعد الادعاء بأنها دولة لا ترتعش من هزة محدود ليس سوى كذب.
الأبرز، ان سلاح القبة الحديدية، فخر الصناعات الأمريكية – الإسرائيلية أصابه عطب كبير، لن يتم المتاجرة به بعد حرب الأيام الـ 11، ما سيفرض بحثا في كيفية الترميم، خسائر أمنية ومالية جراء صواريخ ليست بصواريخ دولة يمكنها أن تشتبك مع الكيان..الثقة في الذات باتت مرتعشة وجدا.
الأبرز، أن الفلسطينية الهوية هي قاعدة الانتماء، وهي مقياس الحقيقة السياسية التي يمثل الخروج عنها تعرية لكل مدع بغيرها.
الأبرز، أن ملف جرائم الحرب الإسرائيلية بات حيا بعد أن ارتكابها مجازر ضد عائلات بأكملها خرجت من السجل المدني، وهي كافية دون غيرها أن تقدم كوثيقة إثبات أن هناك ملامح "إبادة جماعية" قامت بها دولة الكيان.
الأبرز، تفاصيله كثيرة لو أحسنت القوى السياسية قراءة الحدث بعين غير عين الحول الحزبي، الذي كان دوما طريقا للخراب الوطني.
الأبرز، يواجه قطار خطر لتدمير ملامحه المضيئة، ما يفرض سرعة الانتباه بدل "النوم في عسل الإنجاز"، فالعدو لن يقف متفرجا والجبان سيظهر غير ذلك، والمتغطرس لن يرى ما يسير تحت قدميه.
ثالوث هو الأخطر على الأبرز الوطني...عدو ومتغطرس وجبان...فحاذروا قبل ألا ينفع ندما، ويصبح الأمر تراكم كارثي من النكبات مرتفعة الثمن!
ملاحظة: خروج رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بعد ساعات من تهديد غانتس، تأكيد أن القيادة ليس "خطابا بليغا"...بل موقفا جريئا...وليست قرارا حزبيا ولا ألقابا دينية... بل سلوك وممارسة!
تنويه خاص: مقترح الكيان العنصري أن تمر أموال إعادة إعمار غزة عن طريق حكومة الرئيس عباس، ليس للتنفيذ بل للتخريب...طيب مش أول يلغي قرارات حصار أهلها...والباقي عندكم!