اتفقت مصر وألمانيا على شراكة لتنفيذ أول مصنع من نوعه في مصر والقارة الإفريقية لتصنيع "ماكينات الخراطة فائقة التطور التي تعمل بالليزر والموجات فوق الصوتية"، وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن المصنع سينتج ماكينات تستخدم في الصناعات الأساسية لقطاع الأعمال بكافة مجالاته.
وبعد لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكريستيان تونيس، رئيس شركة "دي إم جي موري" الألمانية، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، اليوم، مراسم توقيع عقد شراكة بين الهيئة العربية للتصنيع، وشركة "دي إم جي موري" الألمانية؛ لتأسيس مصنع لإنتاج ماكينات التحكم الآلي المبرمج CNC في مصر.
نقلة في الصناعة المصرية"
ويصف الفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، الاتفاق الذى تم توقيعه مع الشركة الألمانية على أنه "نقلة في الصناعة المصرية"، مؤكداً أن هذا المصنع هو الأول من نوعه في المنطقة، وأن شركة «دي إم جي موري»، تعتبر من أفضل الشركات العالمية في مجال صناعة هذا النوع من الماكينات.
وقال الفريق التراس إن إنشاء هذا المصنع الفريد من نوعه في مصر وإفريقيا، يدعم جهود الدولة المصرية في توطين الصناعة وإتاحة تصديرها إلى الخارج.
إنجاز خلال 18 شهر
ويوضح رئيس "العربية للتصنيع"، أن الهيئة اختارت الشريك الألماني لتنفيذ المشروع نظراً لجودة منتجه وسمعته المعروف بها عالمياً، مؤكدا أن إنشاء المصنع بالتعاون بين الجانبين "مكسب استراتيجي لمصر".
ومن المقرر افتتاح المصنع وإتاحة منتجاته بالأسواق في 2023، وسيتم إعداد تقرير متابعة شهري لخطوات التنفيذ، مع الالتزام بالمواعيد المستهدفة للتنفيذ وبدء الإنتاج.
والمصنع المنتظر مُميكن بالكامل وعالي البرمجة لإنتاج معدات الخراطة والتفريز، وفق بيان لمجلس الوزراء المصري، ويقع على مساحة تبلغ حوالي 60,000 م2.
ويُتيح المصنع كافة الإمكانيات للحلول التقنية الشاملة، التي تشمل التشغيل الآلي المرن، والتحويل الرقمي الكامل، وتجميع التدفق المتطور، عن طريق استخدام أنظمة نقل المركبات الموجهة الآلية، ويرتبط الإنتاج بالقدرة السنوية لأكثر من 1000 ماكينة، إضافة لخدمات الرقمنة الصناعية للمصانع، فضلا عن إنشاء أكاديمية للتدريب على تلك المعدات.
وأكدت الرئاسة المصرية في بيان على أهمية عملية توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا إلى مصر، وأشاد بالمكانة والتقدير اللذين تحظى بهما الخبرة والشخصية الألمانية في مصر، بما لديها من ثقافة عمل دؤوبة ودقيقة وإنتاج فائق الجودة.
ثقة في مصر
ويؤكد كريستيان تونيس، رئيس مجلس إدارة الشركة الألمانية العالمية، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه لن يتم الاكتفاء بتوريد تكنولوجيا تصنيع الماكينات فقط إلى مصر، بل سيتم توطين تقنية متقدمة للغاية في مصر، متوقعاً أن تظل الماكينات التي ستصنع على أرض مصر في الخدمة لفترة تتراوح بين 20 إلى 25 سنة.
ويضيف تونيس أن الماكينات التي ستُصنع في مصر ستتميز بأن تكلفة تشغيلها اقتصادية، وجودتها عالمية، بما يمثل دعماً للصناعة الوطنية المصرية.
تفضيل ألماني لمصر
وشدد رئيس "دي إم جي موري القابضة" على أنه دُعي إلى مصر لتدشين الشراكة، وتم التواصل مع مسئولي الهيئة العربية للتصنيع وتوطيد علاقات الشراكة، مضيفاً أن شركته مُتحمسة للاستثمار في مصر في ظل التطورات الكبيرة وغير المسبوقة التي تشهدها البلاد في البنية التحتية، والرقمية، ومجال التحول الرقمي والطاقة.
وعن اختيار الشركة الألمانية لـ"العربية للتصنيع" للتعاون المشترك معها في إنشاء مصنع الماكينات، قال تونيس، إن شركة "دي إم جي موري" الألمانية التي يترأسها عندما تدخل سوقا جديد ليس لها شركاء فيه، يتم البحث عن مؤسسة "مصدر ثقة"، وأنه يطمح إلى أن يثمر التعاون مع "الهيئة" عن إنتاج ماكينات على أعلى مستويات الجودة العالمية.
ومن المقرر أن تفتتح أكاديمية "دي إم جي موري" موقعا جديدا للتدريب في المصنع الجديد، للمساهمة بالتعليم الألماني في تعليم الشباب المؤهلين العاملين في مصر، فضلا عن طرح دورات تدريبية في المدارس والجامعات المصرية؛ بهدف إعداد الشباب المتحمس لبيئة العمل الحديثة، بجانب المساهمة في تحديث التعليم الصناعي.