مفوض عام "الأونروا" يوجه رسالة إلى العاملين في غزة

فيليب لازاريني
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

وجه مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني اليوم الخميس، رسالة إلى العاملين في غزة.

وقال لازاريني  في رسالته: "ليس هناك أي مبرر على الإطلاق لقتل المدنيين الفلسطينيين وفي مكان مكتظ بالسكان مثل غزة، فإن أي هجوم سيكون له آثار وخيمة على الناس والمباني".

وجاءت الرسالة كما يلي: 

 زميلاتي وزملائي الأعزاء،

تسببت الأيام الأحد عشر من النزاع في غزة بوقوع خسائر في الأرواح وأضرار مادية لا يمكن التغلب عليها. إنني أتقدم بأحر التعازي لجميع العائلات التي تندب فقدان أكثر من 250 شخصا، وأبدي تعاطفي وتمنياتي بالشفاء لأولئك الذين أصيبوا.

لقد كان موظفو الأونروا الأبطال موجودين على الأرض أثناء وقوع الأعمال العدائية والقصف، وكانت تنتابهم مخاوف كبيرة، تاركين عائلاتهم وراءهم وهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيجدونهم في نهاية اليوم. لم تكن هناك هدنة إنسانية، وعلى الرغم من عدم وجود ضمان على سلامتهم، قرر الكثيرون أن يكونوا مع المجتمع لإظهار أفضل ما في إنسانيتهم. وإنني أود أن أقدم التحية لهم.

كان زملاء الأونروا في مكتب غزة الإقليمي، بما في ذلك إدارته العليا ومدير عمليات الإقليم، شهودا مباشرين على نطاق وحجم الدمار المدمر. لقد قام ماتياس بإطلاع المكتب التنفيذي وكذلك إصدار بيانات عامة حول صعوبة الوضع في غزة ، كما أجرى العديد من المقابلات على شبكات الأخبار العالمية، متحدثا عن العائلات التي مزقها الموت، وعما فقده قطاع غزة من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وأعربت الوكالة عن استيائها الشديد جراء الدمار الهائل الذي لحق بغزة وأدانت بشدة الهجمات على المدنيين والممتلكات المدنية، الذي يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

ليس هناك أي مبرر على الإطلاق لقتل المدنيين. وفي مكان مكتظ بالسكان مثل غزة، فإن أي هجوم سيكون له آثار وخيمة على الناس والمباني. العديد من الأشخاص قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة من جراء تأثير القنابل. ومن بين أكثر من 60 طفلا  قضوا، هناك 19 طفلا على الأقل ممن كانوا يذهبون إلى مدارس الأونروا. لم يكن من المفترض ان يحدث هذا.

لقد قدم مدير عمليات إقليم غزة علنا اعتذاره عن الألم الذي سببته التصريحات الأخيرة التي أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية. إن الدقة والتعقيد العسكريان لا يبرران أبدا قتل المدنيين والتسبب بدمار هائل للأرواح وسبل المعيشة والممتلكات.

يلتزم جميع موظفي الأونروا بمبدأ الحياد الصارم لدى قيامهم بتنفيذ مهام ولاية الوكالة. إن الوكالة لا تنحاز إلى أي طرف في الأعمال العدائية،  وهذا يشمل عدم الخوض  في التحليل العسكري، أو التغاضي بالكامل عن الأعمال العسكرية. إن الأمر متروك لمحكمة قانونية لتحديد ما إذا كان أي من هذه التصرفات يرقى إلى مرتبة الجرائم الدولية.

وأخيرا، اسمحوا لي أن أكرر وأدين وبدون لبس أية غارة جوية على مناطق مكتظة بالسكان. إن هذا لا يمكن أن يؤدي إلا إلى وقوع إصابات وحدوث مآس بين المدنيين كما رأينا خلال الأيام الأحد عشر التي وصفها كل شخص قابلته بأنها جحيم على الأرض.

أقوم في كل إحاطاتي للمجتمع الدولي بأن الأسباب الجذرية للصراع لا تزال باقية: ألا وهي الاحتلال والتهجير القسري، وهو ما نستحضره وبقوة في الشيخ جراح مؤخرا، وفي استمرار  الحصار ودائرة العنف. يجب حل هذه المشاكل.

سوف أخاطب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من اليوم للتعبير عن قلق الوكالة العميق بشأن الأحداث في غزة والتأكيد على الحاجة إلى المساءلة.