يستطيع الرؤساء والحكام الذين نعرفهم اليوم ، أن يواصلوا إدارة الصراع ولكنهم ضعفاء لا يستطيعون صناعة السلام .
وفي مسيرة التاريخ أن الضعفاء لا يصنعوا السلام أبدا . السادات حصل على جائزة نوبل للسلام بعد فوزه بحرب العبور وتوقيع السلام مع مناحيم بيغن \ عرفات حصل على جائزة نوبل للسلام بعدما حارب وقاتل أربعين عاما وهو يحمل السلاح \ ستالين وتشرتشل ومعهما روزفلت وقعوا اتفاقية يالطا عام 1945 بعدما خاضوا الحرب العالمية الثانية وانتصروا. ولو أن هتلر انتصر في الحرب ربما حصل على جوائز كثيرة مع زعيم ايطالي الفاشي ماسوليني ومع إمبراطور اليابان هيروهيتو .
بايدين يمكن أن يواصل إدارة الصراع بأدوات من سبقوه . لكنه لم يثبت بعد أنه صاحب رؤية ولديه مشروع للسلام .
إسرائيل تعاني من ضياع كبير . لقد حفر نتانياهو حفرة كراهية كبيرة وعميقة ، ورمى كل يهود إسرائيل فيها حتى صارت " زنزانتهم الآمنة " فأصبحوا لا يرون إلا من خلال نافذتها . وأقنعوا أنفسهم أنهم لو خرجوا من هذه الزنزانة لسوف يفقدون الأمن ، فتشبثوا باليمين ويمين اليمين وإرهاب اليمين وجنون اليمين حتى فقدوا رشدهم .
الحكام العرب أصابهم الرعب من الربيع العربي فصاروا يخشون البيت الأبيض أكثر مما يخشون الله.
وهم في حالة نكران ما بعدها حالة . تحكمهم غريزة الخوف وحب البقاء والتشبث بالسلطة حتى صاروا مادة سخرية لكل طلبة العلوم السياسية في جامعات العالم !!
الرئيس الفلسطيني يريد صنع السلام ولكنه لا يقدر على صنع السلام . فهو لا يملك صواريخ ولا مدافع ولا كتائب تجبر الإسرائيليين على النزول إلى الملاجئ إذا ما غضب .
وأمام هذا كله .. لا أرى أية إمكانية للحديث عن السلام الحقيقي . وإنما يدور الحديث عن تسويات مؤقتة لقضايا قطاع غزة لحين المعركة القادمة .