أكّدت وزارة الصحة بغزّة، اليوم الثلاثاء، على أنّ واقع جائحة "كورونا" في قطاع غزّة لا يُتيح عودة الطلاب لمقاعد الدراسة ضمن التعليم الوجاهي.
وأوضحت في بيانٍ مقتضب وصل وكالة "خبر"، أنّ أيّ خطوات إحادية الجانب من طرف إدارة وكالة الغوث "أونروا"، لعودة التعليم الوجاهي ينطوي على مخاطر كبيرة، ويُعرض الطلاب والمعلمين وذويهم وصحة المجتمع لمخاطر غير مسموح بحدوثها.
وكان مسؤول برنامج التعليم بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فريد أبو عاذرة، قد قال في تصريحٍ وصل وكالة "خبر": "إنّ إدارة الأونروا تنتظر القرار النهائي من إدارة الصحة في الوكالة بعد غدٍ الخميس للبت في قرار العودة للمدارس يوم السبت القادم".
وفي تصريحٍ خاص بوكالة "خبر" بيّن مدير دائرة مكافحة العدوى في وزارة الصحة بغزّة، د. رامي العبادلة، أنّ عدد الإصابات بـ"كورونا" الذي يتم تسجيله يومياً لا يُمثل العدد الحقيقي للمصابين في المجتمع، بل عدد الأشخاص الذين يتوجهون لمراكز الفحص".
وأشار العبادلة، إلى أنّ سبب ذلك يعود لعزوف المواطنين عن إجراء الفحص نتيجة الضغوط النفسية التي أحدثها العدوان الإسرائيلي الأخير.
وأضاف: "الموجة الثانية من "كورونا" بدأت بالانحسار منذ نهاية أبريل الماضي، وكنا نتوقع انتهاءها مع نهاية شهر مايو الجاري، ولكنّ بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قد تمتد لأسبوعين آخرين، ما لم يحصل أزمة حقيقية نتيجة نزوح الآلاف من المواطنين للمدارس وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية".
وتابع: "التوقعات تُشير إلى بدء موجة ثالثة من "كورونا" نتيجة عدم التزام المواطنين بارتداء الكمامة ولعدم ابتعادهم عن التجمعات"، لافتاً إلى أنّ خطر "كورونا" سيبقى ولن يزول إلا في حال تمكن العالم من إيجاد حل قطعي وجذري للفيروس.
وبالحديث عن المخاطر التي أحدثها العدوان الإسرائيلي، أوضح العبادلة، أنّ العدوان الأخير كان له دور في تعطيل عملية متابعة الحالة الوبائية في قطاع غزّة، نتيجة تخوف المواطنين من التوجه للمستشفيات ومراكز الفحص.
وأردف: "لدينا تخوف كبير من عودة المنحى الوبائي للارتفاع والدخول بموجة ثالثة، نتيجة ما تسبب به العدوان من عملية نزوح المواطنين للمدارس والذي تجاوز عددهم الـ50 آلف نازح، ولا سيما أنّ الطفرة البريطانية سريعة الانتشار".
وشدّد على أنّ وزارة الصحة لن تُقدم أيّ توصيات جديدة تتعلق بـ"كورونا" لخلية الأزمة، بسبب أنّ المجتمع خلال هذه الفترة لن يتقبل أيّ إجراءات جديدة بسبب الضغوط النفسية التي يُعانون منها جراء العدوان الأخير على غزّة.
أما عن الطفرة الهندية، توقع العبادلة، دخولها لغزّة في أيّ وقت، مُنوّهاً إلى وجود تضارب بالمعلومات حول مدى خطورتها، وما يُشاع أنها أسرع من الطفرة البريطانية بالانتشار.
وفي ختام حديثه وجَّه العبادلة، رسالة للمواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامة لمواجهة خطر الوباء، وحتى لا تلجأ خلية الأزمة لسن إجراءات مشددة.