غانتس يصلحها في الغرف المغلقة نــتـــنـــيــــاهــــــو يُخــــرّب الــــعـــلاقــــــات مـــــع أميركـــــا

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 


على خلفية محاولات استبداله وتشكيل حكومة تغيير، اختار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شد الحبل في العلاقات مع الأميركيين. كان يمكن التخلي عن التصريح الذي أدلى به، ولا سيما في ضوء الوضع الامني الحساس وأهمية الحليف الأكبر لإسرائيل.
في خطاب ألقاه في احتفال تبادل رئاسة "الموساد" من يوسي كوهن الى دادي برنياع قال نتنياهو: "إذا اضطررنا لنختار، وآمل الا يحصل هذا، بين الاحتكاك مع صديقتنا الكبرى الولايات المتحدة وبين ازالة التهديد الوجودي فسنختار ازالة التهديد الوجودي. هذا يقع قبل كل شيء عليكم، على القيادة السياسية لدولة إسرائيل وعليكم يا دادي، فأنتم من يتعين عليهم عمل كل شيء، كي تضمنوا ان إيران لن تتسلح باي حال بسلاح نووي.
جعل هذا القول وزير الدفاع، بيني غانس، يتحفز وهو الذي سيسافر الى واشنطن في زيارة عاجلة ومهمة هدفها ليس فقط تنسيق المواقف مع الادارة الجديدة بل الحرص على أن تتسلح إسرائيل فوراً. وكما كتبنا، الخميس الماضي، بعد حملة "حارس الاسوار" وقبيل امكانية فتح معركة مع "حزب الله" في لبنان، اذا ما تجددت هذه، فان إسرائيل بحاجة الى مزيد من صواريخ الاعتراض لـ "القبة الحديدية"، والتي جزء من خط انتاجها يوجد في الولايات المتحدة اضافة الى سلاح دقيق للطائرات القتالية والتي تنتج غالبتها الساحقة هناك ايضا.
الموضوع الثالث الذي يحتاج استكمالاً فورياً، وهو ايضا من مسؤولية القادة في البلاد، هو بناء العائق في خط الحدود الشمالي حيال لبنان. هنا لا يوجد مجال لقبول اي تأخير آخر. ففي بيان رسمي لغانتس اشار الى أنه سيلتقي مع وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، ومع مستشار الامن القومي، جيك سليبان. وحسب مصادر أميركية فالحديث يدور عن مبلغ مليار دولار، سيأتي اغلب الظن من ميزانية المساعدة الأميركية. كما ستطلب إسرائيل تقديم موعد وصول الصواريخ والقذائف الذكية للمخازن في البلاد.
هنا مكان للتساؤل لماذا لم تقر خطة تسلح رئيس الاركان، افيف كوخافي، من القيادة السياسية، الخطوة التي كانت ستمنع الوصول الى هذه النقطة؟ كما ينبغي أن نفحص كيف حصل انه بعد حملة واحدة فقط، حيال جبهة واحدة، في غزة، تكون حاجة لاعادة ملء المخازن.
في اللقاءات في واشنطن سيجري غانتس ايضا حوارا استراتيجيا في موضوع الاتفاق المتشكل مع إيران، وذلك في ظل الحفاظ على التفوق الامني لإسرائيل واستقرار الشرق الاوسط. كما سيبحث غانتس مع مسؤولي الادارة الخطة التي وضعها جهاز الامن لاحلال هدوء طويل المدى في قطاع غزة واعادة الأبناء، في ظل تعزيز حلف المعتدلين والسلطة الفلسطينية.
ينبغي الأمل ألا يمس قول نتنياهو بالزيارة، ما دفع غانتس ليسارع ويرد على ما قيل. "الولايات المتحدة كانت وستبقى الحليف الاهم لإسرائيل"، صرح وزير الدفاع. "ادارة بايدن هي صديقة حقيقية لإسرائيل. حتى لو كانت هناك خلافات، فهي ستحل بالحوار المباشر في الغرف المغلقة وليس في خطاب استفزازي قد يمس بأمن إسرائيل".
رئيس "الموساد" الجديد، دافيد دادي برنياع، اطلق مع تسلمه مهام منصبه رسالة ضد إيران وضد محاولات بلورة اتفاق نووي جديد معها. "أقول بشكل واضح: لا، ليس في نيتنا العمل وفقا لطريقة 'الاغلبية تقرر'. إذ ان هذه الاغلبية اياها في العالم لا توشك على أن تتحمل ثمن خطأ تقدير التهديد". وأوضح برنياع بان "الخطة الإيرانية ستبقى تتلقى بشدة عظيمة ذراع الموساد".
يبدو حالياً ان هجوماً إسرائيلياً في إيران لا يوجد على جدول الاعمال، بل مواصلة الأعمال الهجومية ضد البرنامج النووي، مثلما نفذ "الموساد"، وفقا لمصادر اجنبية، في عهد يوسي كوهن. وحسب الخطاب الافتتاحي لبرنياع يبدو أنه يعتزم مواصلة السياسة ذاتها ولكنه متعلق الآن ايضا بسياسة رئيس الوزراء الجديد وكذا بالحبل الذي تمده الولايات المتحدة لمثل هذا العمل، بينما توجد هي بالتوازي في مفاوضات مع الإيرانيين على اتفاق جديد.

عن "يديعوت"