قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال لقاء مع تلفزيون i24news"" الاسرائيلي، إنه لا يعتبر أحداث العنف الأخيرة التي اندلعت في الضفة الغربية وإسرائيل "هبة" وإنما هي "انتفاضة ثالثة" حقيقية على غرار الانتفاضة الأولى والثانية والتي تشبهها في تطور أحداثها.
وقال شعث، إن "ما دمر عملية السلام هو الطرف المحتل، فهو الطرف القوي بالمعادلة وهو المسيطر، إصرار إسرائيل على الاستمرار بالاحتلال وتعميقه بالاستيطان وتوسيعه وسرقة المياه، هو ما دمر المحاولات لتطبيق عملية السلام.
السلطة الفلسطينية تدعم "المقاومة الشعبية" ولا تتبنى "خيار الكفاح المسلح"
ولفت شعت الى أن "المقاومة الشعبية" نشأت في أعقاب فشل محاولات السلام وفي اعقاب "تعنت إسرائيل وعدم تجاوبها مع السلطة" وقال إن" السلطة الفلسطينية لم تبتدع "المقاومة السلمية" والتي تبنتها لاحقا ، وشدد على أن السلطة الفلسطينية تصر وتحرص على عدم الانجرار لأية عمليات مسلحة، وهي تصر على خيار "المقاومة السلمية" والحراك والضغط الدولي للضغط على إسرائيل للسير نحو عملية السلام.
وعن خيار "الكفاح المسلح" علق شعث أن "خيار الكفاح المسلح لا تتبناه السلطة الفلسطينية، وحتى انه غير متبنى شعبيا، بالرغم أن الشعب الفلسطيني يدرك أن خيار الكفاح المسلح هو من حقه وفقا للقانون الدولي، لكنه لا يرغب باللجوء الى هذا الحل، هو يفضل الخيار الشعبي والتحرك الدولي وإلى أية إجراءات اقتصادية من شأنها أن تعطي الشعب الفلسطيني دفعة في مواجهة الاحتلال".
وأشار إلى أن عدد المستوطنين في الضفة زاد من 160 ألف مستوطن عام 1993 بعد توقيع اوسلو الى 670 ألف مستوطن حاليا، وقال إن القيادة الفلسطينية تلجأ الى الضغط الدولي خصوصا بالتوجه الى القيادة الامريكية التي اتهمها شعث بالتقصير في دورها، وأنها لا تضغط على إسرائيل ولا تلزمها بتنفيذ اتفاق أوسلو، وانما تمارس جل ضغوطها على السلطة الفلسطينية.
وأضاف: "كان على الولايات المتحدة أن تلزم اسرائيل بأن لا تقوم بأي تغيير على أرض الواقع يمس بالحل النهائي الذي كان سيتم التفاوض عليه". وأشار شعث الى أن إسرائيل قامت بالعديد من الانتهاكات التي خالفت معاهدات أوسلو وأن الولايات المتحدة لم تصر على ردعها بالرغم من أن السلطة الفلسطينية لجأت دائما الى الولايات المتحدة حتى تمارس ضغوطها دون جدوى، ولفت الى أن جميع جهود السلطة باللجوء الى الضغط الدولي كانت بدون نتيجة.
القيادة الإسرائيلية ليست شريكا حقيقيا للسلام
واتهم شعث القيادة الإسرائيلية بأنها ليست شريكة حقيقية للسلام وقال: "لم تكن القيادة الإسرائيلية شريكا حقيقيا للسلام، بعد مقتل رابين لم نشهد أية حكومة إسرائيلية شريكة حقيقية للسلام، إسرائيل دائما ارتكبت انتهاكات خلال عملية السلام التي أعقبت أوسلو".
وعن مواجهة الخطوات أحادية الجانب يمكن أن يقوم بها نتنياهو بخصوص الضفة والقدس قال :"هو لم يتغير أبدا، فهو لا يقوم الا بخطوات أحادية الجانب، فبعد مقتل رابين فإن إسرائيل لا تقوم الا بخطوات أحادية، تفعل ما تشاء وتحاول أن تلزمنا به".
شعث متفائل بشأن تحقيق المصالحة الفلسطينية
وأعرب شعث عن تفاؤله بشأن تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية "انا متفائل دائما بشأن تحقيق الوحدة أدرك ان المسألة كان يجب أن تتحقق حتى بعد الانفصال، أدرك ان هناك خلافات خارجية تعطلها، إضافة إلى الخلافات الداخلية التي يمكن التغلب عليها، اليوم الخلافات الحالية تتعلق بخلافات إدارية نقوم بمناقشتها ونسعى الى حلها".
وعلق شعث حول موضوع لجوء السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية في قضايا مختلفة قائلا :"إسرائيل لا تقوم باي تحقيق عن الجرائم التي يرتكبها إسرائيليون بحق فلسطينيين، وان قامت فهي لا تقوم بمحاكمات، وان قامت بمحاكمة هي لا تصدر الا عقوبات خفيفة وان أصدرتها لا تنفذها حتى". مشيرا إلى احراق عائلة الطفل "علي الدوابشة" من قرية دوما "إسرائيل تعرف جيدا الجناة ولا تقوم باي إجراءات ضدهم لدواع أمنية، أنت هنا لا تحصل على أي عدالة تتعلق بأي يهود إسرائيليين الأمر الذي يدفعنا إلى اللجوء الى المحكمة الدولية". واعتبر أن "اللجوء الى المحكمة هو للضغط على إسرائيل حتى تنهي الاحتلال".