الاغتيال السياسي في إسرائيل قاب قوسين

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 


أمامنا أيام متوترة جداً في كل الجبهات: القدس، غزة، والارهاب اليهودي، حيث ان المسؤولية على «الشاباك» (المخابرات) هذه المرة أكبر من اي وقت مضى. مطلوب منهم، الآن، ليس فقط أن يحذروا وان يستعدوا لمواجهة اخرى في القطاع، بل أيضا ان يستعدوا لتصعيد في القدس في اعقاب محاولات اشعال العاصمة، بل التصدي لتهديدات حقيقية بالمس بشخصيات سياسية في اعقاب موجات التحريض الاخيرة.
في «الشاباك» يفهمون بأن الاغتيال السياسي في إسرائيل أقرب من اي وقت مضى. أمام الأحداث الخطيرة التي وقعت، مؤخرا، ستكون مهمة قاسية هي احباط من يخطط لمثل هذا الاغتيال. «الخطاب من شأنه أن يؤدي الى سفك دماء. لهذا من المحظور أن يستمر»، حذر، أول من أمس، رئيس «الشاباك». في أعقاب الاقوال الاستثنائية يثور التساؤل لماذا لم تنفذ اعتقالات لنشطاء هددوا سياسيين ولماذا حتى الآن لم تقتدهم الشرطة الى غرف التحقيق.
فضلا عن الانشغال المتزايد في احباط الارهاب اليهودي، تنشغل اقسام اخرى في «الشاباك» في احباط «ارهاب» «عرب إسرائيل»، وفي حل ألغاز في قضايا في المدن المختلطة وفي الوسط البدوي وبمنع انفجار آخر في القدس يشعل من جديد قطاع غزة ايضا. ما يضيف الزيت الى النار المشتعلة على اي حال هو مسيرة الاعلام الاخرى في العاصمة، والتي من المتوقع أن تجرى، الخميس القادم. وكما يذكر فإن المسيرة الاخيرة التي أُجريت في 10 أيار قطعتها رشقة الصواريخ التي اطلقتها «حماس» نحو المدينة وكان معناها اعلان الحرب، ما ادى في نهاية المطاف الى بداية حملة «حارس الاسوار». والآن، في الجيش الإسرائيلي يستعدون لهذه الامكانية مرة اخرى، وعليه فإن التأهب عال جدا. فقد أصدر رئيس الاركان، افيف كوخافي، تعليماته منذ الآن، للاستعداد لجولة قتالية اخرى من عدة ايام، وستكون توصية الجهتين، المخابرات والجيش، مثلما في المرة الماضية متشابهة: منع المسيرة لاجل تقليص الاحتكاك وبالتأكيد في هذه الايام الحساسة. في فترة يتبدل فيها الحكم، تشخص «حماس» الضعف وتحاول تحدي إسرائيل في كل فرصة ممكنة.
في شعبة الاستخبارات «أمان» يعرفون بأن اليأس والدين هما عنصران لا يمكن التصدي لهما. وعليه فإنهم يحاولون إخراج القدس من المعادلة لمنع اشعال المنطقة مثلما يحاول أن يفعل هذا مرة اخرى زعيم «حماس». فالسنوار، الذي يشعر بثقة عظيمة بالنفس، يحاول ان يثير الحماسة ليس فقط لدى سكان القطاع بل ايضا لدى الفلسطينيين في الضفة، في القدس، وفي لبنان. المعضلة الحقيقية التي يبحثون فيها في الغرف المغلقة هي هل إلغاء المسيرة للمرة الثانية لن يفسر كضعف سيشجع استمرار «الارهاب» بشدة اكبر؟ ولكن الموقف في هذه اللحظة هو تقليص الاحتكاك بين السكان قدر الامكان، وعندما يكون استقرار سياسي للرد بقوة بطريقة «الدفتر» التي في اطارها ترد إسرائيل في التوقيت المريح لها وهكذا تعيد الردع. هذا هو السبب الذي جعل وزير الدفاع غانتس يعلن، أول من أمس، بأنه سيطالب بعدم اجراء المسيرة بصيغة تتطلب جهدا امنيا خاصا، ومن شأنها أن تؤدي الى التصعيد.
من الواضح جدا أن حملة «حارس الاسوار» كان ينبغي أن تنتهي بشكل مختلف. مع مئات «المخربين» القتلى وليس نحو مئة ومئة آخرين من الابرياء. يحتمل أنه لو جرى هذا عمليا لكان زعيم «حماس» مردوعاً، وحذرا من أن يرفع رأسه لينشر التهديدات في كل صوب مثلما لم يفعل في الماضي.
عن «يديعوت»