قال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي، ماهر مقداد، إنّ الشعب الفلسطيني تعرض لكافة أنواع القهر والإذلال والحصار، خاصةً قطاع غزّة الذي يتم ممارسة بحقه قرارات أسهمت في تدمير النسيج الاجتماعي منذ 15 عاماً.
وأضاف مقداد، خلال حديثٍ رصدته وكالة "خبر" عبر قناة "الكوفية" اليوم الإثنين، أنّ تيار الإصلاح تدخل من أجل منع انهيار وهزيمة مقاومة الشعب الفلسطيني من الجولة الأولى، لافتاً إلى أنّ التدخلات كانت وطنية ومسؤولة دون انتظار أيّ عائد من أحد.
وتابع: "مصر لها دور كبير في خدمة القضية الفلسطينية، خاصةً خلال العدوان الأخير على قطاع غزّة"، مُردفاً: "نحن نثق بالدور المصري في معادلتنا الفلسطينية، ونعلم أنّ مصلحة شعبنا على سلم أولويات مصر الأولى".
وأشار إلى أهمية دور تيار الإصلاح في تقريب وجهات النظر من أجل دعم مصالح غزّة والقضية الوطنية الفلسطينية، مُبيّناً أنّ ذلك جاء ليس لإرضاء حماس أو قوى أخرى، بل لما يصب في خدمة شعبنا الفلسطيني.
واستدرك: "الشارع الفلسطيني يعرف دور تيار الإصلاح جيداً"، مُضيفاً: "التيار سخَّر علاقاته الجيدة مع القيادة المصرية من خلال قائده محمد دحلان لمصلحة شعبنا الفلسطيني وجسر الهوات بين الأطراف المتناحرة".
وأكمل حديثه: "ما كان لحماس أنّ تتصل بالقيادة المصرية والعكس، لولا جسر هذه الهوة على قاعدة المصلحة الوطنية الفلسطينية"، مُضيفاً: "ربما تكتمل الصورة وصولاً إلى مبادرة سياسية شاملة من عدة نقاط قد تُساهم في الدفع باتجاه تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية، وهو الأمر الذي يتحرك به التيار بنفس المسؤولية لتحقيق صمود شعبنا".
وقال مقداد: "أينما يوجد مصلحة لشعبنا سيكون تيار الإصلاح الديمقراطي متواجد دون تردد، ومسؤوليتنا الوطنية والتزامنا الأخلاقي الوطني تجاه شعبنا وقضايانا هو الذي يدفعنا لذلك".
ولفت إلى أنّ الدور المصري كان واضح ومتصاعد وسريع أثناء العدوان على قطاع غزّة، حيث بدأ مُبكراً قبل انتهاء العدوان، بالإعلان عن إعادة الإعمار.
واستطرد: "شعبنا استطاع في لحظة أن يأخذ القرار في الميدان وأنّ يُوحد نفسه بالدم، وبالتالي بدأت النتائج مبكرة حتى قبل أن ينتهي العدوان وأعطى لوحةً جميلة ورائعة".
وأوضح أنّ ما كان ينقص الحالة الفلسطينية هو إنهاء الحالة العدمية من الانقسام وإعادة توحيد حركة فتح على أسس صحيحة تُشبه فتح وروحها الوطنية والكفاحية، إضافةً إلى إعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني من خلال برنامج وطني يتفق عليه كافة الأطراف ومن خلال الانتخابات التي تتجلى فيها إرادة الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "كما ينقصنا قيادة سياسية واحدة وخطاب سياسي واحد نُواجه به العالم حتى نستفيد مما صنعه الشعب الفلسطيني خلال الـ11 يوماً من العدوان، الذي سبق قياداته وغيَّر المعادلة في المنطقة وأعاد صياغة العلاقات الثنائية الفلسطينية العربية الدولية وجعَّل العالم كله في لحظة يُعيد ترتيب القضية الفلسطينية من المؤخرة إلى رأس جدول أعمال كل الدول وفي مقدمتها أمريكا".
ونوّه إلى أنّ القادم سيكون أفضل، وليس أمام شعبنا خيار سوى أنّ يُواصل نضاله وتضحياته، مُتسائلاً: "هل سيتم في هذه المرحلة استثمار ما صنعه شعبنا الفلسطيني كما ينبغي؟".
وأردف: "فتح وشعبنا من حقهم أنّ يكون لديهم قيادة تصل إلى مستوى الملحمة التي صنعها شعبنا الفلسطيني خلال الأيام الماضية"، لافتاً إلى أنّ الشعب الفلسطيني قواه حية ولديه ما يصنعه ويقدمه، فهذه التفاعلات ستُظهر أمور كثيرة في الساحة.
وختم مقداد حديثه، بالقول: "هناك شروط لابد أنّ تحدث حتى تتم الأمور بكل سهولة وسلاسة، بدلاً من العودة إلى المربع الأول من الصراعات والمنازعات والمناكفات والتعطيل، ومنح الاحتلال ومن يُسانده فرصة لإتمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية وزحف الاستيطان وتهويد القدس".