وسط هدير الطائرات الحربية والقصف المتواصل ومشاعر الخوف التي كانت تتسلل إلى أعماقها، خطت آلاء الجعبري بريشتها مشاهد العدوان الإسرائيلي، الذي استمر 11 يوماً على قطاع غزّة.
ومن أهم المشاهد التي وثقتها آلاء بريشتها مشهد فزع الأطفال من نومهم، في كل ليلة من ليالي العدوان يُباغت فيه الاحتلال غزّة بعدد كبير من الطائرات والصواريخ، سعياً فيه لخلق الهلع والفزع في صفوف الأطفال والنساء والشيوخ، في وقت ينام فيه العالم بهدوء وسلام.
"كنت أسعى من خلال الرسم إلى إيصال حقيقة وجه الاحتلال للعالم، الذي يسعى دائماً إلى تضليله، وكشف الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزّة ومدينة القدس"، وفق ما روت آلاء لوكالة "خبر".
كل لوحة حكاية
حملت كل لوحة وثقتها في طياتها حكاية عايشها المواطنون خلال العدوان الأخير، حيث كانت إحداها لطفلة تعزف على آلة موسيقية وسط الدمار الذي خلَّفه الاحتلال خلال قصفه لبيوت الآمنين في غزّة.
وأضافت في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "أنّها أرادت من خلال هذه اللوحة إيصال رسالة للعالم أننا مدينة نحب السلام والأمن، وأنّ من حق أطفال فلسطين العيش في هدوء واستقرار كباقي أطفالهم".
اكتشاف موهبتها
آلاء الجعبري "25 عاماً".. خريجة تخصص إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة، وهي واحد من الفنانين الذين وثقوا جرائم الاحتلال في حي الشيخ جراح والقدس وغزّة، إلى جانب الصحفيين والأدباء والكتاب.
وأوضحت آلاء، أنّها منذ نعومة أظفارها تعشق الرسم، ووالديها كان لهما دوراً كبيراً في صقل موهبتها، لافتةً إلى أنّها لم تلتحق بأيّ دورة تدريبية في مجال الرسم وطورت موهبتها بالاعتماد على ذاتها.
وأشارت إلى أنّها بدأت بتطوير موهبتها في المرحلة الإعدادية والثانوية، عبر التعلم من مقاطع الفيديو المنشورة على منصة "اليوتيوب"، بالإضافة إلى استفادتها من تجارب فنانين محترفين في غزّة.
وأكملت: "شاركت في العديد الفعاليات والمعارض الفنية التي تُقام في قطاع غزّة، وكان أبرزها عن القضية الفلسطينية"، مُنوّهةً إلى أنّ آخر ورشة عمل شاركت فيها كانت قبل العدوان الأخير مع فنان ألماني تابع للاتحاد العام للمراكز الثقافية.
وبيّنت أنّ نقطة التحول في موهبتها، كانت عندما انتقلت إلى تعلم وممارسة الرسم الرقمي "الرسم عبر جهاز الحاسوب من خلال برامج الأدوبي"، لافتةً إلى أنّ شركة (I Luck) التي تتدرب الآن بها كان لها دور كبير في صقل موهبتها في هذا المجال.
ورأت أنّها تنقل بالرسم الحقيقة للعالم بطريقة إنسانية عن طريق التأمل باللوحات الفنية، مُوضحةً أنّها تنشر لوحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير كبير على الرأي العام.
صعوبات وطموح
وقالت: "إنّ قلة الدورات التدريبية في غزّة ولاسيما في مجال "الرسم الرقمي" ، بالإضافة إلى إغلاق المعابر و الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 14 عاماً، كانت من أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الفنية".
وأكّدت آلاء في ختام حديثها، على أنّها تطمح بأنّ تصل إلى درجة الاحتراف بالرسم، وخلق بصمة لها تُميزها عن غيرها من الرسامين والفنانين في قطاع غزّة، إضافةً إلى المشاركة في معارض دولية.