كشف الدكتور محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن جهود تبذلها شخصيات فلسطينية في خارج لإعادة العلاقة بين حركته ومصر التي توترت منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي مطلع يوليو 2013.
وقال الزهار في برنامج أوراق فلسطينية عبر قناة الغد العربي من القاهرة، مساء أمس الأحد: "هناك مبادرة من بعض الشخصيات الفلسطينية في الخارج والتي لها تأثير ودور لإقناع مصر بضرورة فتح علاقاتها مع حماس واستعادة دورها في غزة".
ورحب الزهار في ذات الوقت بتلك الجهود، وقال: "نحن نرحب بهذه الجهود وعلى استعداد للتساوق معها".
وجدد تأكيد حركته على عدم عبثها بأمن مصر، مشيراً إلى أن الأخيرة "تعلم ذلك"، وقال: "لم ننجر مع أي طرف يلعب بأمنها سواء كان مع النظام أو ضد النظام"، موضحا أن "مصلحة مصر هدوء غزة".
وأبدى الزهار استعداد حماس للبدء من غدا التعامل مع مصر اقتصاديا بقيمة (3) مليارات دولار سنويا، على أن ترتفع إلى (9) مليارات دولار بعد تسعة سنوات، مشيراً إلى أن مصر أحق بهذه الأموال "بدلاً من ذهابها إلى الجانب لإسرائيلي لشراء الاسمنت".
وحول أزمة إغلاق معبر رفح البري، وجه الزهار اتهامه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: "أبو مازن هو المسئول عن إغلاق معبر رفح وباقي المعابر، وهو الذي يلعب بأزمة الكهرباء في غزة".
وأردف "هناك حالة دولية من عدم الرضا من موقف أبو مازن تجاه معبر رفح لأن ذلك يضر بمصر"، متهما حركة (فتح) بأنها تريد السيطرة على المعبر لاستخدامه في أغراض التهريب".
وطرح الزهار مبادرة لإنهاء أزمة المعبر عبر تولي شخصيات وازنة إدارته بعيدا عن حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وقال: "إذا كان مجرد اسم حماس موجود على المعبر يزعج مصر أو يزعج أبو مازن، نحن على استعداد أن نضع شخصيات وازنة محترمة ليست من اللصوص وتجار الأوطان بحيث يكون لها الإشراف على المعبر".
وقال: "مستعد و أتعهد نيابة عن كل حماس (...) أي أحد يأتي للإشراف على معبر رفح، ولكن لن نرضى أن تكون فتح".
وأعلن الزهار تأييده أي مبادرة تهدف لإعادة اللحمة الداخلية على أسس وطنية وسياسية ثابتة، وقال: "أي دعوة من دحلان أو غير دحلان لمصالحة حقيقية، نحن جاهزين، ولكن اؤكد لو سألت أي أحد سيقول لك أن أبو مازن لا يريد لأنه يراهن على سقوط المقاومة وهذا الرهان فاشل"، على حد قوله.
وأشار إلى أن مبادرة محمد دحلان لإنهاء الخلافات الفتحاوية الداخلية وتحقيق المصالحة "أبو مازن لن يمررها بالمطلق، لسبب العلاقة بينهما"، مبينا أن مصر حاولت في الفترة الأخيرة مصالحته مع أبو مازن و "هرب"، بحسب تعبيره.
في سياق منفصل، أكد الزهار استعداد حركته في حال قررت إسرائيل شن حرب جديدة على قطاع غزة، وقال: "نحن لا نخشى أي حرب جديدة مع العدو، وإذا أرادت إسرائيل أن تجرب نفسها سنؤلمها أكثر مما ألمناها في حرب العصف المأكول".
و تابع "أنا عندي استعداد الدخول في حرب مع "إسرائيل"، ولكن هل منظمة التحرير مستعدة الوقوف معي ؟!".
وعن عدم تحقق المطالب الفلسطينية عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وجه الزهار لومه إلى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد الذي كان يرأس الوفد، داعيا إياه إلى "رفع صوته تجاه إسرائيل" لانتهاكها الاتفاق.
وحول إطلاق الصواريخ من غزة، أوضح أن من يطلق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل في هذه الأوقات، ليس لهم تنظيم وهم أفراد يختلفون مع تنظيماتهم، مشيراً إلى أن عبثية وفردية هدف إطلاق الصاروخ "عيب".
وأكد أن حماس سلطة وقوة موجودة وهي التي تقدر متى يطلق الصاروخ ويأتي بنتائج ايجابية، مبيناً أن كل الصواريخ التي يضربها الاحتلال الإسرائيلي تستهدف أماكن فارغة ردا على إطلاق الصواريخ من غزة.
وأوضح أن الهدف من شق المقاومة شارع على طول الحدود بين قطاع غزة وفلسطين التاريخية، والذي أطلق عليه "شارع جكر" هو لضبط تهريب العملاء، مشيراً إلى أن المقاومة تتجه إلى تحرير كل فلسطين، ونحن وإسرائيل في حرب مستمرة.
وحول انتفاضة القدس، اتهم الزهار السلطة الفلسطينية وحركة فتح بأنها تريد الانتفاضة فقط "لتحسين شروط التفاوض"، مشيراً إلى أن هناك حراك دولي لوأد الانتفاضة.
وأشار إلى أن هناك قرار لدى السلطة الفلسطينية بمنع الانتفاضة، متحدياً حركة فتح السياسية والميدانية بغير ذلك، مطالبا إياها بدعوة الجماهير الفلسطينية في جنين وطولكرم ونابلس للانخراط في انتفاضة القدس.
وقال: "الأسلحة التي يمكن أن تعادي الاحتلال الإسرائيلي موجودة في يد السلطة وهي أسلحة "خرساء لا تنطق"، على حد قوله.
داخلياً، استبعد الزهار أي مصالحة فلسطينية داخلية في ظل وجود برامج متناقضة، مطالبا حركة فتح بضرورة إجراء انتخابات وفق برنامج كل فصيل والقبول "بتعايش البرامج"، غير أنه أشار إلى أن فتح لا تقبل نتائج لا ترضيها.
وقال: "فتح تريد أن تبقى هي الأغلبية للأبد، ولا تريد أن تعترف أن القضية ليست احتواء حماس كما كان يتحدث دينس روس"، مشيراً إلى أن فتح لديها قاعدة "أن حماس ستسقط".
وأضاف "معوقات المصالحة، هي لعدم اعتماد تعايش البرامج، وقبول فتح نتائج الانتخابات".
وعن عدم السماح لحركة فتح إقامة حفل لإحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، تسائل الزهار لماذا لا تقيم فتح ذكرى عرفات في رام الله ؟ لماذا لا تقيمها قرب ضريح عرفات في المقاطعة ؟ لماذا لا تقيمها في مناطق مغلقة ؟ لماذا تريد أن تكرر تجربة السنة الماضية وتفجر المنصات وتخرج بعد ذلك وتتهم حماس بذلك لتفشل إحياء ذكرى عرفات ؟
وأكد الزهار أن حركة فتح "ليست حركة محظورة في قطاع غزة" وأن قياداتها يتحركون بسهولة.
وفيما يتعلق بقضية توزيع الأراضي التي أعلن عنها القيادي في الحركة زياد الظاظا، أكد الزهار أن الظاظا يمتلك الحق مائة بالمائة في أن يتصرف بذلك، مشيراً إلى أن حكومة التوافق لم تقم بدورها ويجب تعبئة هذا الفراغ، وقال: "ان ما يجري الحديث عنه ليست عملية توزيع أراضي وإنما عبارة عن مشاريع إسكانية"