في ظل رئاسته لحزب "ليكود"

هل انتهت حياة نتنياهو السياسية.. وما هي خيارات "بينيت" في التعامل مع الملفات الفلسطينية؟

نتنياهو وبينت
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - حنين مرتجى

بعد خوض دولة الاحتلال "الإسرائيلي" 4 انتخابات متتالية في غضون أقل من عامين، والتي أدت لتفاقم أزمات سياسية مختلفة، تمكن المعسكر المناوئ لزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو من الإطاحة  بحكمه الذي استمر 12 عاماً، ونيل ثقة الكنيست يوم الأحد الماضي، بتأييد 60 صوتاً لتصبح حكومة "بينيت - لابيد" الـ36 في "إسرائيل" .

وتُواجه الحكومة الجديدة المتناقضة التركيب، التي يترأسها أولاً نفتالي بينيت لمدة عامين ومن ثم يائير لابيد، وتضم لأول مرة حزب عربي بها، حقل ألغامٍ وضعها نتنياهو في بداية طريقها السياسي لإسقاطها، وأبرزها ملف قطاع غزّة، ومسيرة الأعلام المقرر إقامتها اليوم.

وتوعد نتنياهو بإسقاط الحكومة الجديدة والعودة لمنصبه، من خلال إحكام قبضته على رئاسة المعارضة في "إسرائيل"، حيث قال نتنياهو خلال كلمة له يوم أمس الإثنين: "إنّ الحكومة الجديدة لن تدوم طويلاً، فهي تقوم على الاحتيال والكراهية والسعي إلى السلطة، ومنقسمة للغاية ، ولا يُمكن أنّ تنجح".

ورأى مختصان بالشأن الإسرائيلي، أنّ حياة نتنياهو السياسية لن تنتهي إلا في حال تم عزله من رئاسة حزب "الليكود" وإذا أصدرت المحكمة قراراً ضده في ظل قضايا الفساد المتهم بها.

الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، قال: "إنّ حياة نتنياهو السياسية لن تنتهي إلا في حال  أصدرت المحكمة قراراً ضده، كونه مازال مُسيطراً على رئاسة حزب "الليكود"، وله شعبية في أوساط الجمهور الإسرائيلي".

وأضاف الهندي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ "نتنياهو يُراهن مع مرور الوقت على حدوث متغيرات تؤدي لقيام عناصر من اليمين "الإسرائيلي" بالنجاح في إسقاط الحكومة الجديدة"، مُعتقداً أنّ مصيره بات على المحك وأقرب للخروج من الحياة السياسية.

وحول أسباب سقوطه، أوضح الهندي، أنّ فشل نتنياهو ناجم عن عدم مصداقيته، ولأنّه لم يعد قادراً على  تقديم أيّ شيء جديد للمتجمع الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ أوراق القوة التي يمتلكها والمتمثلة في اتفاقيات السلام واعتراف البعض بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" لم تكن كافية لكي ينجح في تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى أنّه فاسد.

من جانبه، قال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة: "إنّ خروج نتنياهو من أسوار الحياة السياسية لا يُمكن أنّ يحدث إلا في حال تم عزله من منصب قيادة حزب "الليكود" فهي القلقة الوحيدة التي يتحصن بها نتنياهو الآن".

وتابع جعارة: "إنّ أحزاب المعارضة لا تسطيع إسقاط أيّ حكومة"، مُنوّهاً إلى أنّ إفشالها يتم من خلال أمرين وهما: الأول يتعلق بنتائج الانتخابات، و الثاني: يتمحور حول مقدرة الحزب الفائز بأكثر المقاعد على الوصول إلى 61 مقعداً في الكنيسيت الإسرائيلي باعتباره الرقم الذهبي في السياسة الإسرائيلية.

وأكّد على أنّ أحزاب المعارضة في "إسرائيل" لا  تسطيع إسقاط  أيّ حكومة، وما قاله نتنياهو في كلمته التي وُصفت بالقتالية العنيفة، لن تُفيد حزب "الليكود" مُطلقاً.

نجاح الحكومة الجديدة

ورأى الهندي، أنّه بالرغم من أنّ الحكومة الجديدة ضعيفة ومتناقضة إلا أنّ إمكانية نجاحها واردة جداً، فهي لن تميل لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الوضع القائم سواء على الصعيد الفلسطيني أو الإقليمي أو الداخلي الإسرائيلي، نظراً لتركيبتها المتناقضة التي لن تسمح لها بذلك، بالإضافة إلى أنّ بقاء نتنياهو في رئاسة المعارضة سيسهم في إطالة عمرها.

وتوقع الهندي، أنّ لا تُحقق هذه الحكومة أيّ انجازات جديدة خلال الستة أشهر المُقبلة، نظراً لأنّ المرشحين لرئاسة الحكومة هم جدد في الساحة السياسية بـ"إسرائيل" وخبرتهم السياسية أقل من 10 سنوات، بالإضافة إلى كونهم لم يتمرسوا بالعمل الوظيفي كثيراً.

لا تغيير في السياسة المتبعة

وأكمل الهندي: "إنّ سياسية "إسرائيل" تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة في عهد الحكومة الجديدة لن تتغير، حيث سيزداد الاستيطان في الضفة وستقل الضغوط الدولية على حكومة بينيت ولابيد"، مُشيراً إلى أنّ السياسة المتبعة في غزّة منذ عام 2007 ستبقى كما هي قائمة على  الحصار الإسرائيلي، والحروب، والتهدئة.

واعتقد الهندي، أنّ قطاع غزة قد يشهد تهدئة مؤقتة، في حال أنجزت صفقة تبادل   أسرى بين المقاومة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي.

فيما نوّه جعارة، إلى أنّ الموقف الإسرائيلي من القضية الفلسطينية غير مرتبط بالعواصم العربية وبالثورات الفلسطينية لكنه مرتبط فقط بواشنطن فهي التي تمتلك القرار بشأن قيام الدولة الفلسطينية، ولا تسطيع "إسرائيل" ولا أيّ نظام عربي الوقوف ضد أيّ قرار تتخذه أمريكا.

انجازات ودور العرب

بالحديث عن دور العرب في الحكومة الجديدة، قال جعارة: "إنّ زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس حقَّق انجازات غير مسبوقة  في تاريخ البرلمانيين الفلسطينيين داخل الكنيسيت الإسرائيلي، أبرزها أنّه لأول مرة يُوقع مشكل الحكومة للوصول إلى 61 مقعداً اتفاق ائتلافي مع حرب عربي".

وشدّد على أنّه لأول مرة يعترف بشرعية النائب الفلسطيني في الكنسيت "الإسرائيلي"، مُردفاً: "أنّه تم توقيع اتفاق ائتلافي حكومي مع منصور مبني على 3 نقاط أبرزها رصد من 30 لـ50 مليار شيقل لتحسين الوضع الفلسطيني في دولة الاحتلال ولا سيما سكان النقب".

وأكمل: "ثانياً الاعتراف بالتجمعات السكانية الغير معترف بهم حتى الآن في دولة الاحتلال، وتم الاتفاق على الاعتراف بخمس مواقع"، لافتاً إلى أنّ منصور عباس يُطالب بالاعتراف بـ10 وفي حال هدد بالانسحاب من الحكومة قد يستطيع انتزاع الـ5 مواقع الأخرى.

وتوقع جعارة، أنّ منصور عباس سيكون له تأثير كبير في هذه الحكومة، وقد يستطيع انتزاع انجازات كبيرة، في حال هدد بالانسحاب حال لم تُحقق مطالبه، فبدونه لا تسطيع الحكومة الجديدة الوصول للرقم 61 مقعداً.

يُذكر أنّ الائتلاف الحكومي الجديد يتكون من ثمانية أحزاب مختلفة سياسيًا وأيديولوجيًا؛ إذ ينتمي ثلاثة منها إلى اليمين المتطرف، واثنان إلى اليمين، وينتمي آخران إلى اليسار الصهيوني، إضافةً إلى حزب عربي ذي توجه إسلامي.