المفتش العام خفف اجراءات استخدام العصي ، واستخدامها يتزايد حتى بدون مبرر لذلك

حجم الخط

هآرتس – بقلم يهوشع براينر

اعمال الشغب في ارجاء البلاد في زمن عملية حارس الاسوار اعادت لرجال الشرطة احدى الوسائل الرادعة والعنيفة جدا التي توجد لديهم: العصي. المسؤول عن ذلك هو المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي. شبتاي أمر قسم العمليات في الشرطة بالتخفيف من اجراءات استخدام العصي، وهي وسيلة تقريبا لم تظهر على الارض في السنوات الاخيرة. الآن يمكن لرجال الشرطة استخدام العصي في كل حالة من حالات “خرق النظام العام وعدم الامتثال”، وبتوجيه من قائد القوة في الميدان. عمليا، هم يستخدمونها ايضا في الحالات التي لا يواجهون فيها أي عنف، مثلما حدث مؤخرا في باب العامود وفي الشيخ جراح في القدس وفي اماكن اخرى.

​لقد سبق وشوهدت العصي في اعمال الشغب التي حدثت في بني براك في فترة الكورونا، بعد وقت قصير على تسلم شبتاي لمنصبه. الشرطة استخدمت العصي ضد متظاهرين متدينين حتى عندما احتجوا على مسار القطار الخفيف في القدس. ولكن مؤخرا وازاء التعليمات الجديدة فان استخدام العصي يتزايد، وهي يتم رفعها ايضا في عمليات الاعتقال وامام متظاهرين غير عنيفين. يوجد لدى الشرطة نوعين من العصي: عصا مستقيمة من البلاستيك وعصا خشبية لها مقبض.

​حتى الآن نصت اجراءات الشرطة على أن استخدام العصي مسموح فقط في الحالات التي تصنف بـ د. والتي تشمل “خرق النظام العام وعدم امتثال لتعليمات الشرطة من خلال السلوك العنيف والقاسي والخطير”، مثل رشق الحجارة على رجال الشرطة، وحتى في هذه الحالة فان استخدام العصي يحتاج الى مصادقة قائد اللواء. وبتوجيه من شبتاي يمكن استخدامها حتى في الحالات التي تنتمي للمستوى ب وبمصادقة قائد العملية، الذي يمكن أن يكون حتى ضابط صغير. اجراءات استخدام العصي في الحالات المسموحة تكون سرية.

في الشرطة يعتبرون العصي “وسيلة غير قاتلة” ويعتبرونها أولا وقبل كل شيء أداة ردع. “احيانا تتم مشاهدة رجال يجدون انفسهم أمام جمهور مع قنابل صوت في أيديهم. وهذا خاطيء. لو كانوا يحملون العصي في أيديهم فان الجمهور كان سيرتدع. هذه هي مهمة الشرطة، الردع”، قال ضابط كبير. ولكن الواقع على الارض مختلف. ففي حالات كثيرة يقوم رجال الشرطة باستخدام العصي بشكل هجومي يصل الى حد العنف الحقيقي.

في 13 ايار اقتحم عدد من رجال الشرطة بيت عائلة محاميد في البلد التحتا في حيفا. الاشتباه كان أن ابناء العائلة شاركوا بمهاجمة يهودي في شارع مجاور. في توثيق الاقتحام يشاهد رجال الشرطة وهم يضربون أبناء العائلة بالعصي بدون أي مبرر، ويواصلون ذلك حتى عندما كان ابناء العائلة على الارض. الأب عويضة واولاده تم توقيفهم في المعتقل مدة ثلاثة ايام الى أن شاهد قاضي محكمة الصلح الافلام وقام باطلاق سراحهم بدون شروط مقيدة. “لقد دخلوا ولم يتحدثوا ولم يسألوا عن أي شيء. وببساطة بدأوا يضربونا بالعصي”، قال عويضة محاميد. “طلبت منهم أن يهدأوا ولكن ذلك لم يهمهم. قاموا بالقائنا على الارض، وحتى حينها واصلوا ضربنا واهانتنا. فقط ضرب وضرب. جميعنا خرجنا ونحن مصابون. هذا كان شعور فظيع أن ترى رجال قانون يتصرفون مثل زعران. هذا حتى اكثر سوء – هؤلاء زعران بغطاء قانوني، عندما لا تستطيع أن تدافع عن نفسك”.

الافلام التي وثقت الحادثة تم نقلها الى قسم التحقيق مع رجال الشرطة، الذي بدوره بدأ في التحقيق في الحادثة. القاضي اشار في قراره الى اطلاق سراح ابناء العائلة لأن مشاهدة الافلام تثير الشكوك بأن رجال الشرطة كذبوا في تقارير العملية التي قاموا بتعبئتها والتي كتب فيها بأن ابناء العائلة قاموا بمهاجمتهم ولم يسمحوا لهم بالخروج من البيت.

مصدر في الشرطة اعترف في محادثة مع الصحيفة بأن مجرد قرار تزويد رجال الشرطة بالعصي يمكن أن يشكل محفز لزيادة استخدام وسيلة العصي. “شرطي يحمل عصا، هذا يحولها الى أداة متاحة للاستخدام. والكثير من رجال الشرطة يستخدمونها بدون أي حاجة”، قال.

في القدس استخدام العصي اصبح منتشر بشكل خاص منذ تغيير الاجراءات. عدد من سكان شرقي القدس ابلغوا بأن شرطة حرس الحدود ورجال الوحدة الخاصة في الشرطة يتجولون في المنطقة وهم يحملون العصي، حتى اثناء تنفيذ اعتقالات لا ترافقها اعمال شغب. محمد حميد (19 سنة) تم ضربه بالعصا من قبل شرطة حرس الحدود في الاسبوع الماضي في باب العامود. وحسب قوله هو فقط اراد المرور من المكان. “الشرطي على الفور استل العصا عن ظهره وبدأ يضربني”، قال واضاف “بدون أي تحذير، مباشرة على الارجل. صرخت عليه ولكن هذا زاد عصبيته. كيف يمكن استخدام العصي امام اشخاص يريدون فقط الدخول الى البلدة القديمة والذهاب للشراء؟ طوال حياتي لم اشاهد رجال الشرطة يستخدمون العصي هكذا بسهولة كبيرة، بدون أي سبب حقيقي. هذه أداة خطيرة جدا ومؤلمة”.

​أحد الاشخاص الذين جربوا على جلودهم التغيير هو احمد غرابلي، مصور في وكالة الانباء الفرنسية “آي.اف.بي” الذي تمت مهاجمته من قبل شرطي عندما قام بتصوير اعمال شغب في الحرم في الشهر الماضي. “بالضبط عندما هدأ رشق الحجارة في الموقع تقدم مني شرطي وبدأ يقول لي: اذهب من هنا، دون أن يكون بجانبنا متظاهرين. قلت له بأنني سأتحرك. وببساطة بدأ يضربني بعصا”، قال غرابلي. “في البداية ضربني 3 – 4 مرات الى أن نجحت في الابتعاد عنه وقلت له لا تضربني، أنا صحافي. هو بدأ يصرخ وضربني مرة اخرى. قدمي آلمنتي وهذا كان مثل الصعقة الكهربائية. هو ببساطة استشاظ غضبا وبدأ يضربني”. وحسب اقوال غرابلي، هو يعمل مصور منذ 17 سنة، وهذه هي المرة الاولى التي يواجه فيها عنف كهذا. “طوال حياتي لم يهاجموني بهذه الصورة، لقد تفاجأت جدا. هذا عمل عنيف جدا. لماذا يجب على الاولاد رؤية والدهم وهو يضرب هكذا؟ قلت لاولادي إنه ليس جميع رجال الشرطة هكذا. ولكنني لا اعتقد أنهم سيفعلون له أي شيء”.

​وقد ورد من الشرطة ردا على ذلك: “خلال عملية حارس الاسوار وخروقات النظام الشديدة في ارجاء البلاد تم القيام باعادة تفكير حول مكانة العصي في سلم الوسائل الموجودة في أيدي قوات تفريق اعمال الاخلال بالنظام. على ضوء ذلك تم اتخاذ قرار عملياتي ومهني بأن استخدام العصي كوسيلة لتفريق من يخلون بالنظام سيكون من المستوى ب، وفي حالات معينة من المستوى ج. العصا الشرطية تشكل جزءا من سلة الوسائل الموجودة لدى القوات لغرض تفريق اعمال الاخلال بالنظام. استخدام هذه الوسائل استهدف منع استخدام وسائل اخرى تكمن فيها امكانية اضرار أكبر. استخدام العصا بصورة مهنية تناسب الاجراءات لا يمكن أن يرفع مستوى المخاطرة. وفيما يتعلق بالادعاءات بشأن استخدام لا يطابق الاجراءات يجدر، ومن الصحيح، أن يتم فحص ذلك بصورة مفصلة من قبل الجهات ذات الصلاحية”.

​وزير الامن الداخلي، عمر بار ليف، قال في جلسة قائمة العمل: “العصا هي جزء من الأدوات التي توجد لدى كل شرطي. أنا لن أدخل الى الاستخدام العملياتي، متى يجب استخدام العصا ومت يجب استخدام شيء آخر. أنا يمكنني القول من خلال تجربتي العملية في السابق بأنه يفضل استخدام العصا على استخدام مسدس 9ملم.