مجدلاني: يجب الارتكاز على إزالة كافة العقبات أمام استئناف الحوار الوطني

مجدلاني.
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

حمل الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د.أحمد مجدلاني، اليوم الخميس،المجتمع الدولي عدم استطاعته حتى الآن إلزام "إسرائيل" على تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس والقضية الفلسطينية، ولا بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس.

جاءت ذلك خلال  كلمة له أثناء افتتاح مؤتمر العام الثاني عشر للجبهة الذي عقد الخميس، في المقر العام الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة، حيث سيتواصل المؤتمر على امتداد اليومين المقبلين، بمشاركة 712 رفيقة ورفيقاً ممن تم انتخابهم من هيئاتهم التنظيمية على مستوى الفروع والساحات.

ويأتي المؤتمر متزامناً كمؤتمر موحد على حلقات، في الضفة الغربية والقدس، وفي قطاع غزة، وفي الساحات العربية في 11 بلداً عربياً، وفي الساحات الدولية في 26 بلداً حول العالم، وليأخذ المؤتمر بتركيبته الديمغرافية عناصر التمثيل من الفئات العمرية والجندرية المختلفة، فمستوى تمثيل الشباب يزيد عن 50% ونسبة تمثيل المرأة أكثر من 30%.

ودعا مجدلاني القوى المتنفذة في مجلس الأمن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، والتحرك الفوري لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في القدس من اعتداءات المستوطنين، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والمتعلقة بالقدس.

وأكّد على أنّ للشعب الفلسطيني كل الحق في مقاومة ومواجهة هذه السياسات والإجراءات، وأنّ على العالم أن ينحاز له وأن يمارس الضغط من أجل إنهاء الاحتلال.

وقال: "إنّ المقاومة الوطنية حق مشروع، كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية، ونحن بحاجة اليوم إلى إعادة استنهاض مقاومتنا الشعبية، وأنّ نأخذ بالاعتبار الإمكانات الحقيقية للشعب المقاوم وفاعلية هذه المقاومة وقدرتها على الحفاظ على زخم القوة الجماهيرية، وتهيئة الظروف لأوسع مشاركة شعبية، في إطار تفعيل وتصعيد أشكال وأساليب المقاومة الشعبية، وصولاً إلى الفعل الميداني اليومي ليرتقي من هبات جماهيرية متفرقة إلى مستوى الانتفاضة الشعبية في مجابهة الاحتلال".

وأضاف: "ندرك تماماً أنّ هبة القدس التي انطلقت شرارتها بعنفوان وصدور أبنائها أسست لفعل مقاوم حقيقي وجد صداه داخل الخط الأخضر وغزة بمقاومتها الباسلة، وخلقت واقعاً ومتغيرات دولية وإقليمية جديدة، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وفرضتها على الأجندة الدولية، خصوصاً الأمريكية بعد أن غُيبت لسنوات".

وتابع: "إنّ وحدة شعبنا التي تجسدت في هذه الهبة داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة وغزة والشتات، وفي يوم الإضراب الكبير الذي لم تشهد فلسطين مثيلاً له منذ إضراب عام 1936".

وأشار إلى أنّ هذا النهوض للحركة الشعبية والمقاومة التي تجسدت بالوحدة الميدانية، وهذا الصمود والتضحيات من كل ابناء شعبنا في القدس وغزة والضفة، فتح الطريق أمام أفق سياسي يجب أن نبني عليه ونستثمره قبل فوات الأوان، وقبل ضياع هذه الفرصة التاريخية.

وقال مجدلاني: “إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نرى أن نقطة الارتكاز الأساسية هي بإزالة كل العقبات امام استئناف الحوار الوطني وعدم إضاعة الوقت والفرصة والتقدم بكل قوة لإزالة أسباب الانقسام، وتقديم التنازلات لبعضنا البعض والعمل جدياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساس إزالة آثار وتداعيات الانقسام، ومعالجة تداعيات العدوان بابعاده الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الاعمار بأفق سياسي وتحت مسؤولية وإشراف الحكومة الفلسطينية، والتحضير بشكل مشترك وبتوافق وطنيعام لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخاب المجلس الوطني".

وأكمل: “كما أننا نرفض من حيث المبدأ التهدئة مقابل التهدئة كنتائج للعدوان الإسرائيلي الاخير على القدس وغزة، وندعوا للتمسك الحازم بوقف العدوان على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالقدس والضفة والقطاع باعتبارها وحدة سياسية وجغرافية واحدة، وفي مقدمة ذلك الحفاظ على الوضع التاريخي والحقوقي للأماكن المقدسة، ورفض سياسة التطهير العرقي في القدس الشرقية، والتنصل من الاتفاقيات بشأن إجراء الانتخابات بالقدس، والاستيطان والضم بالضفة، ورفع الحصار بكافة أشكاله عن غزة”.

واردف بالقول: “نحن أمام مفترق طرق وعلينا جميعاً التحلي بأكبر قدر من المسؤولية واتخاذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على قضية شعبنا، والمراكمة على الإنجازات التي تحققت بنضالات وتضحيات شعبنا خلال العقود الماضية”.

ودعا مجدلاني إلى أنّ  نترجم المواقف بصيغة قرارات، وأن نسعى جميعاً لتطبيقها وتوفير المناخ الوطني العام بمشاركة الجميع على قاعدة تشاركية تكفل التعددية والتكاملية بإطار رؤية استراتيجية تعبر عن الكل الوطني.

واستطرد: "لقد عملت "إسرائيل" بكل إمكانياتها السياسية والعسكرية وبدعم لا محدود من الإدارات الأمريكية المتعاقبة على إفشال كل المحاولات والمبادرات لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، فأعادت الاحتلال الفعلي لكل الأرض الفلسطينية وصعّدت سياسة الاستيطان والعزل وتهويد القدس، والاستمرار بالجريمة المنظمة ضد شعبنا الأعزل”.

وأكد مجدلاني، على أنّ في مواجهة هذا العدوان يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤوليته بالإخفاق بالنهوض بدوره للحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ومسؤولية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.