هي امرأة يهودية، كانت تعاني من مرض السرطان، اسمها، أماندا إلك، متزوجة من حاخام، اسمه، ميخال إلك، ويسكن الاثنان في التلة الفرنسية في القدس.
هما متزوجان منذ خمس سنوات، ولهما ستة أطفال، ماتت الزوجة، أماندا في شهر شباط 2021، دُفنت في المقبرة اليهودية وفق الأصول الشرعية.
ذاتَ يومٍ، مدح أحدُ أبناء المرأة المتوفَّاة السيدَ المسيح في إحدى الحصص في مدرسته الدينية، اليشيفا، ما أثار استغراب المدرس الحريدي وبقية طلاب الفصل، هذا استدعى إعادة فحص سبب هذا المدح، لأن المُعتاد في مدارس الحريديم المتطرفين هو ذم وشتم رسول المسيحية والإسلام، وليس مدحهما.
قامت مجموعات تابعة للحريديم بالبحث عن سبب مدح السيد المسيح، واكتشفوا المؤامرة (الكبرى) في قصة هذه الأسرة!
وهي أن الحاخام، ميخال، القادم من أميركا، كان مبشراً للطائفة المسيحانية الصهيونية، الانجليكانية، وهو يدعي أنه حاخام يهودي من سبط، ليفي!
مع العلم أن هذه الطائفة، المسيحانية الصهيونية تدعم إسرائيل بملايين الدولارات، ولها سفارة ضخمة في القدس، ولكن هذه الطائفة لا تحظى بالترحيب في الوسط الأصولي الحريدي، لأنها تبشر بالمسيحية، وتنتظر المسيح المخلص، ولا تنتظر الماشيح اليهودي، بعد المعركة الفاصلة في، هرمجدون، في زمن اليوبيل، مع تباين الآراء بين الطائفتين في؛ هل ستكون السيادة النهائية للمسيحية، أم لليهودية؟!
بناءً على التهمة السابقة، فإن زوجته المتوفَّاه، أماندا، كانت أيضاً تعمل معه، فهي إذن ليست يهودية نقية!
لم تنتهِ القضية باستجواب الحاخام المزيف، وطرده من الطائفة، لأنه أنكر كل الدعاوى السابقة، وأكَّد يهوديته، بل بدأت مأساةٌ جديدة، وهي مأساة (قبر زوجته) المدفونة في مقابر اليهود، يجب إذاً، وفق عقيدة الحريديم، إزالة جسد أماندا (الملوث) من وسط القبور اليهودية (النقية)، ودفنها في مقابر غير اليهود!
طالب الحاخام الأكبر لطائفة الإشكنازيم، دافيد لاو، بسرعة إزالة بقايا عظام الزوجة من المقبرة، أيَّده الحاخام السفاردي الأكبر، إسحق يوسيف، ابن الحاخام، عوفاديا يوسيف، أما حاخام المدرسة الدينية، شلومو شراغا، فطالب بسرعة تنفيذ هذه الإزالة، حتى لا يطال التلوثُ قبورَ اليهود الأنقياء!
رفض الزوج إزالةَ قبر زوجته من المقبرة اليهودية، لأنه لا يزال مُصراً على التمسك بيهوديته، وأنه ليس مبشراً مسيحياً، أمرت المحكمة بعدم إزالة القبر!
أفتى حاخامون آخرون، بعد قرار المحكمة المدنية بعدم إزالة القبر، أفتَوْا ببقاء القبر بشرط أن يُعزل عن بقية قبور اليهود الأنقياء.
لم يكتفِ مطاردو الزوجين بذلك، بل شرعوا في فتح ملفات هذا الحاخام المزيَّف، وشرعوا في إيجاد الحلول للمشكلات الآتية:
أشرف الحاخام (المزيَّف) على عدة احتفالات دينية، ومنح التراخيص الشرعية لعدة أشخاص، فما مصير هؤلاء؟ هل يجب أن يرجعوا لحاخام آخر غيره، ليُعيدوا الترخيص الشرعي في قضاياهم؟ ما مصير كل الشباب اليهود الذين أشرف الحاخام المزيف على تدشينهم، عند بلوغهم سن التكليف والرشد، (البار متسفا)؟
ما موقف الشريعة اليهودية من عمليات الختان التي نفذها هذا الحاخام غير الشرعي، هل يجب إعادة ختانهم من جديد؟!
ملاحظة أخيرة: (هذه القصة الغريبة، لا تحدث إلا في الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط! مترجمة عن تقريرٍ أعدَّه الصحافي، جيرمي شارون، لصحيفة، جورسالم بوست، يوم 22-6-2021).