عدم سقوط إسرائيل في «فخ العسل» الأميركي

حجم الخط

بقلم: أرئيل كهانا

 


الى جانب الرغبة في تصويب أخطاء الماضي، الواجب الاكثر أهمية للحكومة الإسرائيلية هو عدم الخلط بين الشكل والجوهر. تشير الوقائع إلى أن الولايات المتحدة منطلقة نحو توقيع اتفاق مع إيران، وتريد فتح قنصلية للفلسطينيين في القدس.
بعد اسبوعين ونصف من تشكل الحكومة الإسرائيلية، لا يمكن تجاهل الأجواء الجديدة التي تسود بين واشنطن والقدس. «وجه الرئيس بايدن بشكل دافئ لرئيس الحكومة، نفتالي بينيت، دعوة لمقابلته في القريب العاجل» هذا ما اكده البلاغ الرسمي من قبل رئيس الولايات المتحدة.
هذه الحكومة (حكومة بايدن) تريد أن ترى تقدما اضافيا مع دول عربية اخرى، ولكن ايضا مع الفلسطينيين. «وكذلك نحن نريد»، قال وزير الخارجية الإسرائيلية لابيد، مساء أول من امس، في ابو ظبي، في محاولة لإظهار كم هي متقاربة المواقف. ثم ألقى باللائمة على ترامب، وهذا يتعارض مع دعواه للمحافظة على دعم الجمهوريين والديمقراطيين.
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، وبعد لقائه نظيره الأميركي، انتوني بلينكن، قال لابيد، إن الخلافات مع الولايات المتحدة ستبحث دائما في الغرف المغلقة، «وليس في المؤتمرات الصحافية». وكما قال فإن كليهما أكد على انهما يمثلان حكومتين جديدتين، معنيتين ببداية جديدة.
توجد هوامش اضافية لمحاولة كلا الطرفين، حكومة بايدن وحكومة بينيت – لابيد، لتنقية الاجواء وازالة الغضب الذي تراكم بين الدولتين في سنوات نتنياهو. من المهم الاشارة الى ان هذا جيد. على العكس، فإنه من واجب قادة إسرائيل ان يحافظوا على التحالف مع الولايات المتحدة. وبشكل عام، من الجيد أن نكسب بضع نقاط داخل الحزب الديمقراطي، وربما ايضا في وسائل الاعلام الأميركية، وفقا لهذه التصريحات.
ولكن الى جانب الرغبة في تصويب الاخطاء الماضية، فإن المهمة الكبرى تتمثل لدى الحكومتين بعدم الخلط بين الشكل والجوهر. وذلك بعدم تفضيل الاجواء الودية على الجوهر وعدم الانزلاق نحو الاخطاء والوقوع في فخ العسل.
العناق الأميركي لبنيت ولابيد لم يكن باردا. بايدن مصر انه خلال فترة ولايته لن تمتلك إيران سلاحا نوويا، كما أخبر الرئيس ريفلين. وباعتباره نشأ في بيت لناج من الكارثة، فإن بلينكن يريد حقا ان يفعل ما يراه صائبا للحفاظ على الدولة اليهودية. ولكن مهمة حماية إسرائيل ليست ملقاة على المسؤولين الأميركيين، بل علينا نحن الإسرائيليين.
تشير الوقائع الى ان الولايات المتحدة تتجه نحو عقد اتفاق نووي مع إيران، وهو اتفاق غير مرغوب من قبلنا. ولكن هذه قصة اخرى، حيث تنفذ خططا وتتيح للنظام القاتل الحصول على مليارات الدولارات. والواقع ان بلينكن هو بالذات من يريد فتح قنصلية للفلسطينيين في قلب القدس، وفي هذا إشارة الى أن القدس ستكون مستقبلا ايضا عاصمة للفلسطينيين.

عن «إسرائيل اليوم»