باريس: معرض للصور يتجاوز سلبيات العالم العربي ويكشف جماله

IMA - George Awde-s_0
حجم الخط

تحتضن باريس منذ الأربعاء الماضي وعلى مدى شهرين معرضا للصور هو الأول من نوعه في العاصمة الفرنسية. ويهدف المعرض إلى تجاوز الصور النمطية حول العالم العربي، واستعراض غنى عالمه التعددي.

في مدخل المعرض صورة لامرأة شابة ترتدي سروالا "جين" أزرق وحجاب لونه أصفر فاقع مستغرقة في تلاوة القرآن. هذه الصورة التي تجمع بين اللحظة الروحانية والمعاصرة التقطتها المصرية وفاء سمير، اختيرت لتكون على الملصق الإعلاني لمعرض لمصورين فوتوغرافيين يشتغلون على العالم العربي، والذي افتتح أبوابه في 11 من الشهر الجاري لمدة شهرين في مؤسسات مختلفة بباريس أبرزها معهد العالم العربي.

وقال رئيس المعهد ووزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ إن "المعرض هدفه الخروج من الصور النمطية الأكثر لبسا" حول العالم العربي لإثارة "الواقع الخفي" و"الرفع من مستوى التفاهم بين الشعوب".

إضاءة جديدة لفهم العالم العربي

باختياره لأعمال أكثر من خمسين مصورا فوتوغرافيا ينحدرون من العالم العربي أو من غيره، يحاول المعرض أن يقدم إضاءة جديدة عن عالم في طور التحول لكنه مثقل بالكثير من الصور الجاهزة.

هناك صور نمطية لدى الكثيرين حول العالم العربي كما يظهرها المفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد على خلاف المصورين الفوتوغرافيين الذين يأخذون مسافة من ذلك. وهكذا عندما تصور ليلى العلوي "المغاربة" بلباس تقليدي تكون مدفوعة بإرادة تقديم شهادة بشأن الثراء الثقافي المهدد، وليس البحث عن الجانب الغرائبي في الأشياء. وقالت العلوي، المغربية الفرنسية، بهذا الشأن: "هذا عمل أرشيف للتعبير عن تنوع ثقافي مهدد بالزوال".

وفي هذا العمل تقدم العلوي بورتريهات لرجال ونساء تنتزعهم من يومهم المعيشي لتصورهم أمام ستار أسود بإضاءة قوية. وتلتقي بهؤلاء النماذج في جولتها عبر المناطق النائية في المغرب.

وتوضح ليلى العلوي أنها لا تفرض عليهم الوقوف في هيئة معينة: "أقيم الأستوديو في السوق، الناس تمر، ومن يريد يتوقف. الشيء الوحيد الذي أطلبه منهم، أن يبقوا وجها لوجه معي". ولا تنفي المصورة الفوتوغرافية تأثر تجربتها بعمل المصور الأمريكي روبير فرانك الذي جاب الولايات المتحدة في نهايات خمسينات القرن الماضي ليصور "الأمريكيين".

النظرة المرتبكة للعالم العربي

وإن كان زمن الاستشراق قد ولى، إلا أن النظرة إلى العالم العربي ظلت مرتبكة جراء الثورات السياسية والنزاعات الدينية أو الحروب الإستراتيجية التي تؤثر فيها. وقد اختار المعرض أن يقدم صورا لا تتطرق إلى أحداث الساعة الحارقة في المنطقة لكن بدون أن يتهرب منها.

ويقدم الفرنسي صامويل غرطكاب عملا في العمق حول أزمة اللاجئين في ليبيا، فيما عالجت الفرنسية المغربية منى صابوني ظاهرة التحرش والتجاوزات الجنسية في مصر. انتقلت منى إلى مصر في 2015 بعد نشر تقرير لمنظمة العفو الدولية في الموضوع، لتنجز عملا تحت عنوان "الخوف" يجمع بين الشهادات والصور. وإن كانت الشهادات تعكس بوضوح المعاناة والإهانات التي تعرضت لها الضحايا، فالصور تطرح في قوالب تعطي للمرأة قيمتها.