كيف ننزع فتيل التوتر..؟ خيمة الدهيشة الموحدة مثالا 5-7-2021

حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

يعيش الشعب الفلسطيني هذه الايام ، وبالتحديد في الضفة الغربية، ارهاصات انفجار الازمة، التي يمكن ان نؤرخ لها منذ اللقاء النوعي بين جبريل الرجوب وصالح العاروري، رغم انهما كانا يقصدان خير الحركتين وبالتالي خير الشعب والوطن، و نجحا في اقناع غير المقتنعين بأهمية اجراء الانتخابات المتعطلة خمس عشرة سنة ، بل رأيا فيها خشبة خلاص الانقسام المستعصي.

اشترط الخائفون والمترددون ان تكون قائمة واحدة للحركتين ورئيس واحد في انتخابات متباعدة. ورغم تحذيرات عديدة صدرت عن مفكرين ومراقبين ان ليس هكذا تورد الابل، الا انهما اصرا على هذه الطريق ، سرعان ما انفجرت حركة فتح وخروج مروان البرغوثي عن الطوق رغم المؤبدات الخمس المعفر بها ، واعطته استطلاعات الرأي اعلى نسبة وأكثر ممن يضطلعون رسميا بالتمثيل ، ثم شبت قواعد الحركتين ضد القائمة الموحدة ، وشكلت كل حركة قائمتها الخاصة بها ، واوعزت كل من امريكا بايدن واسرائيل الشاباك ، بعدم ضرورة اجراء الانتخابات لتوقعهما فوز حماس بالتشريعي ومروان بالرئاسة ، فما كان من الرئيس الا ان يصدر مرسوم الغاء بقية المراسيم بذريعة القدس التي لم تعلن اسرائيل موقفا رسميا منها.

وسرعان ما جاءت “سيف القدس” التي نظر اليها البعض انها ردة فعل غضب على تأجيل الانتخابات والتهرب من نتائجها . سيف القدس وضعت السلطة في مأزق تاريخي ، خاصة بعد ان توحد كل الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده حولها ، لا حول السلطة ولا حتى حول المنظمة . وفي الوقت الذي حجب اعلام السلطة الرسمي اي خبر وكل خبر عن صواريخ غزة ، عكفت السلطة ان تتسلم اموال الاعمار ، فتوقفت الاتصالات والحوارات التي كانت مبرمجة في القاهرة ، خلال هذه الفترة ظهرت صفقة الغاز الفلسطيني السرية بين مصر واسرائيل والسلطة ، ثم صفقة اللقاحات الفاسدة ثم المقتلة المتوحشة للمعارض السياسي نزار بنات وردات الفعل الشعبية عليها. ورغم ان الموقف الرسمي من هذه الجريمة السوداء ظل دون المستوى المطلوب، الا ان بوادر عديدة في صفوف حركة فتح اشارت بوضوح الى صدق ادانتها الجريمة، من ضمنها انسحاب نقابة المحامين من لجنة التحقيق الحكومية، اعلان نقابة الصحفيين حجب اخبار الرئاسة والحكومة وعزل مدير الشرطة، اعلان الهيئة المستقلة لحقوق الانسان مشاركة التحقيق الدولي مع مؤسسة الحق، ناهيك عن مبادرات ومواقف فردية عديدة لقيادات ومفاصل وكوادر كتبت على مواقع تواصلها الاجتماعي ما لا يمكن ان يتناقض مع تاريخهم وتاريخ حركتهم المجيد.

أما التحشيد والتجييش والتهديد ، فمعروف انه اغراق السلطة في أخطائها . آخر ما يمكن التنويه له ان “خيمة وحدة” في مخيم الدهيشة قررت استضافة عائلة نزار بنات ، وهي خطوة غير مباشرة لمحاولة نزع فتيل التوتر بين الناس ، أما نزع الصاعق ، فهذا بحد ذاته يحتاج بدون شك الى تدخل جراحي وفق القاعدة الافلاطونية : أكبر الظلم ان لا يدفع الظلمة ثمن ظلمهم . ذلك ببساطة لانهم سيعيدون الكرّة.