أسـبـوع حـاسـم بـيـن «حـمـاس» وإسـرائـيـل

حجم الخط

بقلم: يوني بن مناحيم

 



تقول مصادر في "حماس" إن هذا الأسبوع سيكون مصيرياً في كل ما له علاقة بتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتقدم نحو إعادة إعمار القطاع. وتنتظر الاستخبارات المصرية عودة الوفد الأمني الإسرائيلي إلى القاهرة ومعه الرد على مطالب "حماس" بشأن مسألة صفقة تبادل الأسرى وإعادة إعمار القطاع.
وكان المسؤول الكبير في "حماس"، خليل الحية، نائب يحيى السنوار، دعا إسرائيل إلى الإسراع في الاستجابة إلى مطالب "حماس" في موضوع التخفيف من الحصار على القطاع وإعادة إعماره إذا كانت تريد الهدوء. ولا تزال "حماس" تدرس الاقتراح الجديد لتحويل جزء من أموال المساعدة الشهرية القطرية إلى 100 ألف أسرة محتاجة في القطاع بوساطة مصارف فلسطينية. وحتى الآن لم توافق "حماس" على الاقتراح الذي قبلته إسرائيل والأمم المتحدة ومصر وقطر والسلطة الفلسطينية.
في هذه الأثناء تنهمك "حماس" وإسرائيل في تمرير رسائل متبادلة. تطلق "حماس" بالونات حارقة على مستوطنات غلاف غزة، وترد إسرائيل بقصف أهداف تابعة لـ"حماس" في القطاع، وهي تحرص على أن تكون هذه الأهداف خالية كي لا يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات وتصعيد.
الرسالة الإسرائيلية إلى "حماس" واضحة: هي لا ترغب في تصعيد، لكن الرد على إطلاق بالونات حارقة على أراضي إسرائيل سيكون حاداً.
المحادثات في القاهرة متعثرة ووصلت إلى حائط مسدود. إذ تعارض حركة "حماس" ربط إسرائيل بين إعادة إعمار القطاع واستعادة 4 أسرى ومفقودين موجودين في قطاع غزة، وتريد الفصل بين الموضوعين. وبالاستناد إلى صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حماس"، بلّغ الوفد الإسرائيلي الاستخبارات المصرية أنه غير مخول البحث في إطلاق سراح أسرى فلسطينيين "أياديهم ملطخة بالدماء"، وأن الحكومة مخولة فقط البحث في هذا الموضوع. وطالب الوفد الإسرائيلي بالحصول على معلومات عن أسيرين (أبراهام منغيستو وهشام السيد) قبل أن تبحث الحكومة الإسرائيلية في مبادئ الصفقة، لكن "حماس" ردت بأن الأمر يتعلق بإطلاق سراح النساء وصغار السن من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، كما حدث في المرحلة الأولى من "صفقة شاليت" في سنة 2011.
من جهة أُخرى أعربت مصر عن غضبها حيال رد إسرائيل على إطلاق بالونات حارقة على غلاف غزة لأنه يعرقل محادثات القاهرة. وحتى الآن الأجواء متشائمة وجميع الموضوعات وصلت إلى حائط مسدود.
في هذه الأثناء يستمر إغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، ولا تزال المساحة المسموح بالصيد البحري فيها لا تتجاوز ستة أميال فقط، ويخضع قطاع غزة لحصار شديد منذ أكثر من شهر، ويصرخ الناس في غزة وقيادة "حماس" تتردد في كيفية التصرف إزاء إسرائيل، هل تواصل اتصالات التهدئة أو تقوم بجولة قتال إضافية تعيدها إلى النقطة عينها.
الاتصالات بين إسرائيل والاستخبارات المصرية، التي بدأت بعد إعلان وقف إطلاق النار قبل شهر، فشلت حتى الآن، ما دفع بحركة "حماس" إلى العودة إلى إطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة. ورداً على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أهدافاً تابعة لـ"حماس" تقوم بتصنيع الصواريخ. وتقول مصادر إسرائيلية إن "حماس" بدأت بتصنيع الصواريخ بعد نهاية عملية "حارس الأسوار"، ولديها نحو 7000 صاروخ، بعد أن استخدمت 4000 صاروخ في عملية "حارس الأسوار"، وتحاول إسرائيل حالياً ضرب قدرتها على تجديد مخزونها الصاروخي.
رئيس الأركان، أفيف كوخافي، بعد عودته من زيارته إلى الولايات المتحدة أمر الجيش بالاستعداد لحرب في قطاع غزة. والتقدير في الجيش الإسرائيلي أن زعيم "حماس"، يحيى السنوار، لا يتخوف من جولة قتال جديدة من أجل "إعادة خلط الأوراق" في مواجهة الحائط المسدود في محادثات القاهرة وعدم قدرة "حماس" على تحقيق إنجازات حقيقية بعد الحرب وتقديمها إلى جمهور مؤيديها.
في المقابل تزداد داخل الحركة مطالبة القيادة بالوفاء بوعودها وتحقيق المعادلة الجديدة "غزة - القدس".
هذا الشعار بدأ يتآكل على الأرض. زيارات اليهود إلى الحرم القدسي مستمرة، ومشكلة إجلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جرّاح لا تزال مرتبطة بالتقديرات القضائية، وعلى الأرض بدأت تبرز نقطة توتر جديدة في حي البستان في قرية سلوان شرق القدس، على خلفية قرار بلدية القدس هدم عشرات المنازل في القرية لإقامة مشروع "حديقة الملك".
تتابع "حماس" باهتمام شديد الحكومة الجديدة في إسرائيل وتصريحات رئيسها بينت الذي تحدث في نهاية الأسبوع الماضي عن خيار عمل عسكري واسع في قطاع غزة إذا دعت الحاجة.
وتتخوف "حماس" من أن يكون الجيش الإسرائيلي بصدد إعداد عملية برية مفاجئة في جولة القتال الجديدة توجه ضربة مؤلمة إلى الحركة.
من جهته تعلم الجيش الإسرائيلي دروس الحرب الأخيرة في غزة، وكل ما له علاقة بالإسكات السريع لمنصات إطلاق الصواريخ التي تستعد "حماس" لإطلاقها على إسرائيل في جولة القتال المقبلة التي ستكون مختلفة تماماً عن عملية "حارس الأسوار".

عن موقع "مركز القدس للسياسة والشؤون العامة"