أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مسا أمس الخميس، على أنّ التمسك بقيم الحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي في مجتمع يؤمن بالتعددية وليس حكرًا على أحد، مشيدًا بأبناء المؤسسة الأمنية باعتبارهم حماة للوطن وللحرية.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء، في حفل تخريج الفوج التاسع من طلبة البكالوريوس والثالث لطلبة الدبلوم في جامعة الاستقلال "فوج حي الشيخ جراح" بمدينة أريحا.
وحضر حفل التخريج رئيس مجلس أمناء الجامعة توفيق الطيراوي، ومحافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، وأعضاء المجلس والكادر التدريسي في الجامعة، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وقادة المؤسسة الأمنية ومحافظين، وشخصيات رسمية واعتبارية.
وفي كلمة له، هنأ اشتية باسم السيد الرئيس محمود عباس الطلبة الخريجين وذويهم، معربًا عن سعادته بتراكم الإنجازات عاما بعد عام في جامعة الاستقلال الاستثنائية والتي أنشئت بظرف استثنائي.
وقال: "تتخرجون اليوم ونحن نعبر ظروفًا سياسية صعبة، ونكافح لكي نعبر ظرفًا صحيًا استثنائيًا، ونحن نتجه نحو المناعة المجتمعية بالتطعيم، في ظل مواجهة تحورات جديدة من هذا الفيروس الذي يواجهه العالم، ولذلك يسعدني أنّ إجراءات السلامة في هذا العام قد أخذت مجراها في هذا التخرج".
وأضاف: "من الناحية السياسية أمامنا مجموعة من التحديات أولها الإجراءات الإسرائيلية المجرمة على أرضنا من مصادرة وهدم للبيوت واستيطان وحصار على غزة و36 حاجز عسكري، وحصار على القدس وتهويدها، كل هذه الإجراءات الإسرائيلية إنما ترمي إلى شيء واحد وهو منع إقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس".
وتابع: نرى اليوم غياب مسار سياسي عن الطاولة، وحتى مبادرة السلام العربية للأسف الشديد لم يأخذها العالم بجدية، هذا الفراغ السياسي يجب أن يتم ملؤه ويجب أن يكون هناك مبادرة دولية من اللجنة الرباعية، وهذا العام يصادف الذكرى الثلاثين على مؤتمر مدريد الذي انعقد عام 1991 وبعد ثلاثين سنة نجد أن هناك فراغًا سياسيًا، لا مبادرة أمريكية ولا أوروبية ولا عربية ولا حتى مبادرة إسرائيلية لإنهاء الاحتلال".
وأردف: "ولذلك فإنّنا نرى أنّ الذي يملأ هذا الفراغ السياسي هو وجودنا على الأرض وصمودنا، وتمسكنا بالشيخ جراح وسلوان والأقصى وتمسكنا بكل مكوناتنا في مدينة القدس ونتمسك بوحدة الجغرافيا بين الضفة وغزة ووحدة الإنسان الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".
وأشار اشتية، إلى أنّ من "التحديات التي نواجهها أيضًا أنّ هذا الاحتلال يشن علينا حربًا غير مسبوقة على روايتنا التي تتعرض للتزوير بشكل مستمر، علينا أن نصيغ روايتنا ونعززها عن فلسطين فلكل واحد منا لديه رواية وقصة".
وأوضح أنّ "من أهم التحديات التي أمامنا، إنهاء الانقسام هذا الانقسام البغيض الذي حرمنا من مياه البحر الأبيض المتوسط على شواطئ غزة وحرم أهلنا في قطاع غزة أن يأتوا الى القدس ومنع أهل الساحل أن يروا الجبل هذا الانقسام الذي نريد له ان ينتهي بالحوار والاتفاق وبالانتخابات التي عطلها الاحتلال وسنبقى أوفياء للديمقراطية في مجتمعنا الفلسطيني ولحرية التعبير وان يكون المجتمع للجميع وليس حكرًا على أحد، ولذلك إخواني في المؤسسة الأمنية هم بالإضافة إلى أنّهم حماتنا وحماة الوطن هم أيضًا حماة الحرية".
وبيّن أنّ "مهمتنا هي التحرير والتحرر ودحر الاحتلال وإقامة الدولة وحماية المنجزات لكي يعيش أولادنا وأحفادنا بأمان، نحن هنا من خلال هذه المؤسسة الوطنية التي تعبر عن عقيدة وطنية تؤمن بروح التعاون بين الأجهزة الأمنية وجامعة الاستقلال، وعلينا أن نسعى أن تكون مخرجات جامعة الاستقلال هي مدخلات للأجهزة الأمنية بكل مفاصلها".