بدأ الحجاج في بيت الله الحرام، اليوم الأحد، بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، حيث ارتفعت مع الساعات الأولى أكفّ الضراعة إلى الله عز وجل بدعاء يوم التروية في المشاعر المقدسة وخارجها في كل بقعة من بقاع الأرض، تتوسّل إلى خالقها وتسأله الرحمة والمغفرة.
يوم التروية هو الثامن من شهر ذو الحجة الهجري وفيه يقوم الحاج وغير الحاج بأعمال مستحبة ترفع من الأجر والثواب لهم، حيث ينطلق الحجاج إلى منى تبعاً لسنة رسول الله مكبرين مهللين مسبحين.
أما عن سبب تسمية هذا اليوم، فقد سمي بذلك لأن الحجيج كانوا يتروون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل: سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.
ويكون دعاء الحجيج إلى الله في يوم التروية تضرعًا أن يتقبل منهم حجهم، وألّا يردّهم خائبين، أما غير الحجيج فيدعون الله أن يكتب لهم زيارة بيته الحرام ويتقبل منهم صالح الأعمال.
ويُستحب أن يكون دعاء يوم التروية شاملًا، وأن يدعو المسلم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو جوامع الدعاء التي جمعت كل الخير في الدنيا والآخرة.
ومن الأعمال الصالحة المستحبة في هذا اليوم، الصيام في يوم التروية لغير الحاج لنيل الأجر، الاستمرار بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد بصوت عالي، التصدق في يوم التروية لغير الحاج لما في ذلك من حسنات كثيرة.
دعاء يوم التروية لغير الحاج :
يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا غافر السيّئات، يا وليّ الحسنات، ويا دافع البليّات، اللهم إنك قلت وقولك الحق: "ادعوني أستجب لكم"، وقلت وأنت أصدق القائلين: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم لا تَرُدَّنا خائبين، ولا من رحمتك مطرودين، "سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلاَءٍ عَافِيَةً، وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنا، وَأَصْلِحْ نِيّاتِنا، وَذُرِّيّاتِنا، وَأَحْسِنْ خَواتِمَنا، وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا، وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أَيْمانِنا، وَعَنْ شَمائِلِنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنا، يا ذا الْجَلاَلِ وَالإِكْرامِ، اللَّهُمَّ أَعْطِنا وَلاَ تَحْرِمْنا، وَكُنْ لَنا وَلاَ تَكُنْ عَلَيْنا، وَاخْتِم بِالصّالِحاتِ أَعْمالَنا، وَاشْفِ مَرْضانا، وَارْحَمْ مَوْتانا، وَبَلِّغْ فِيما يُرضِيكَ عَنّا آمالَنا، وَارْحَمْ ضَعْفَنا، وَاجْبُْر كَسْرَنا، وَلاَ تُخَيِّبْ فِيكَ رَجاءَنا، يا فَرَجَنا إِذا أُغْلِقَتْ الأَبْوابُ، يا رَجَاءَنا إِذا انْقَطعَتْ الأَسْبابُ، وَحِيلَ بَيْنَنا وَبَيْنَ الأَهْلِ وَالأَصْحابِ.
دعاء يوم التروية للميت :
"اللهم في يوم التروية اروي قبور موتانا بسحائب رحمتك، اللهمّ أبدلهم داراً خيراً من دارهم، وأهلاً خيراً من أهلهم، وأدخلهم الجنّة، وأعذهم من عذاب القبر، ومن عذاب النّار، اللهمّ عاملهم بما أنت أهله، ولا تعاملهم بما هم أهله، اللهمّ اجزهم عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً، اللهمّ إن كانوا محسنين فزدهم من حسناتهم، وإن كانوا مسيئين فتجاوز عن سيّئاتهم، اللهمّ أدخلهم الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ اّنسهم في وحدتهم، وفي وحشتهم، وفي غربتهم، اللهمّ أنزلهم منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزلهم منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً، اللهمّ اجعل قبرهم روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح لهم في قبورهم مدّ بصرهم، وافرش قبورهم من فراش الجنّة. اللهمّ أعذهم من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها".