انتقدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، موضوع ضرورة إعطاء جرعة ثالثة من لقاحات "كورونا" بينما لم يتلق مئات الملايين من الناس إلى الآن الجرعة الأولى في بلدان الدول النامية.
وأرجعت المنظمة، هذه الخطوة، إلى الربح المادي الذي يشكّل مصدر أرباح ضخمة لهذه الشركات، خاصة لقاحات "فايزر" الرائدة في هذا المجال، حتى وإن كانت فكرة الجرعة الثالثة مطروحة منذ بدء الجائحة، وفقًا لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".
وذكرت الصحيفة، أنّ هذه الشركات قدّمت حتى الآن مبرّرات لإعطاء جرعة ثالثة، لكنها تستند إلى بيانات مبهمة وغامضة وغير مكتملة، في رأي الأوساط العلمية المستقلة والهيئات الناظمة للأدوية مثل الوكالتين الأمريكية والأوروبية، اللتين رفضتا طلب الموافقة عليها وطلبتا من الشركة المنتجة تزويدها بالمزيد من البيانات.
ومع التقدّم الجامح لمتحوّر "دلتا" تحوّلت فرضيّة قدرته على مقاومة المناعة المكتسبة من اللّقاحات إلى الذريعة المنشودة للشركات التي تنتج لقاحات مرسال الحمض النووي الريبي وتضغط بقوة منذ أيام للموافقة على إعطاء جرعة ثالثة لزيادة الحماية المناعية.
وأوضحت الصحيفة، أنّ الأوساط العلمية تعتبر أن مستوى مضادات الأجسام وحده ليس كافياً كأساس لاتخاذ القرار حول الجرعة الثالثة، وأنّه ليس من المعروف بعد ما هو المستوى اللازم من المضادات لتفادي الإصابة بالفيروس أو المرض.
ولفتت إلى وجود دراسة أمريكية حديثة أظهرت أن مضادات الأجسام لدى الأشخاص الذين تناولوا جرعة واحدة من اللقاح، لا تقضي بالكامل على متحوّر "دلتا"، بينما الجرعة الثانية تولّد مضادات تكفي للقضاء عليه، لكنها ليست دراسة سريرية، بل هي وليدة تجارب مخبرية يزرع فيها الفيروس في دم الملقحين أو المتعافين من مرض "كوفيد-19" لقياس قدرة مضادات الأجسام على منع الإصابة بالفيروس.