العلاقة العاطفية هي علاقة تشاركية بين طرفيها لا تقبل التسابق حول مركز القيادة، لكن من الممكن أن تتساءلي من باب الفضول من المسيطر الرجل أم المرأة في العلاقة الزوجية؟
عندما يتعلق الأمر بالعلاقة العاطفية والزوجية، فعادة ما تكون القوة والسيطرة على المدى الطويل بيد الشخص الذي يستثمر أقل من أجل استمرار هذه العلاقة ونموها. للأسف، القوة والتحكم يكونان بيد الطرف الذي يحمل مشاعر أقل تجاه الطرف الآخر ولديه القدرة على التخلي عن العلاقة وإنهائها في أي وقت وليس لديه أي استعداد للتوقف أمام العقبات والمعوقات التي قد يواجهها أي إثنين في حياتهما.
الغضب مرادف للحب والإهتمام
قد يظن بعض الناس أن إظهار الغضب هو عكس الحب، بينما في حقيقة الأمر فإن التجاهل وعدم إظهار الإحترام هما المرادفان لعدم الاهتمام. عندما يظهر شريك حياتكِ الغضب ويعبر عنه فهذا يعني أنه يود إصلاح المشاكل العالقة ومازال مهتما بإستمرار هذه العلاقة فللرجل طرقه الخاصة لإظهار والتعبير عن حبه. على العكس، فعندما يظهر التجاهل وعدم الإهتمام فهذا يعني أنه لم يعد يكن لكِ مشاعر الحب وعلى استعداد للخروج من هذه العلاقة في أي وقت. هذا الشخص (سواءً الرجل أو المرأة) الذي فقد المشاعر والتواصل تجاه العلاقة هو الذي يسيطر عليها في تلك اللحظة وبيده إنهائها في أي وقت.
إذا شعرتِ عزيزتي أن الأرض تنسحب من تحت أقدامكِ وأن موازين القوى في العلاقة لم تعد مشتركة ومتقاربة، فعليكِ أن تأخذي بعض الإجراءات الدفاعية، قبل أن تفقدي السيطرة على الأمور وإلى الأبد.
معالجة الخلافات والحرص على المشاركة
لا يوجد علاقة على وجه الأرض لا يحدث فيها خلافات ومشكلات، لكن الفارق بين علاقة ناجحة وأخرى فاشلة يكمن في كيفية علاج هذه الخلافات. في العلاقة الصحية يمكن للطرفين علاج خلافاتهما بعقلانية ليستكملا حياتهما بعدها بدون مشاكل كما يمكنهما التعامل مع الإختلافات الشخصية كأمر واقع يثري العلاقة ويمنحها تميزاً وهذا بشكل قطعي لا يحدث في العلاقة المتنافرة الفاشلة إن صح التعبير.
إن العلاقة العاطفية لا يجب أن يقتصر الأمر فيها على "أنا" و "أنت" لكن يجب أن يعرف الطرفان أن هناك كيان ثالث يجمعهما معاً هو هذه "العلاقة" المشتركة التي عليهما الإهتمام بنجاحها واستمراريتها. لا يمكن أن تنظري إلى الأمور بمنطق "هل هذا الأمر مناسب لي؟" ولكن عليكِ أن تسألي ما إذا كان مناسباً لشريك حياتكِ أيضاً وللعلاقة التي تجمع بينكما. إن هذا النوع من التفكير المشترك هو الذي لا يهتم به الكثير من الناس وهو ما يفقدهم القدرة على صيانة علاقاتهم بشركاء حياتهم.
لا يوجد ضمانات في الحب والزواج
على كل شخص منا أن يفهم أن العلاقة الزوجية لا تأتي مصحوبة بضمان مستمر لمدى الحياة، لكنها مثل أي علاقة تحتاج للجهد والصيانة والعمل على توثيقها يوماً بعد يوم. إن عقد الزواج ليس مثل عقد العمل أو عقد البيع فليس به أي بنود تضمن استمرارية الحب والتفاهم بين طرفيه، لذلك على الطرفين أن يقدما الكثير من الجهد والحب والتفهّم من أجل استمرار العلاقة ونجاحها ولا يمكن أن يقوم بهذه المهمة طرف واحد. أيضاً لا يفوتنا أن نذكركِ سيدتي أن إنجاب الأطفال ليس ضماناً لإستمرار الزواج أحياناً يكون الأمر نقمة لكِ ولهم. التشبث بزواج فاشل لا يسعد أحد به بل يجعلكِ تعيسة.
لا تصلحها إذا لم تنكسر!
"لا تصلحها إذا لم تنكسر" إن هذا القول القديم قد يسري على بعض أمور الحياة لكن ليس عليكِ انتظار إنكسار الشيء لتعملي على إصلاحه. بل عليكِ أن تعملي على صيانة ما لديكِ من أشياء وكذلك علاقاتكِ الإنسانية بما فيها علاقتكِ الزوجية وتقديم ما يلزم من أجل أن تبقى في أفضل حالاتها.
إن الصيانة تطيل عمر الأشياء وكذلك تطيل عمر العلاقات، الإنسان بطبعه ليس لديه الكثير من الصبر للإستمرار في علاقة تسبب له الألم والحزن وإذا انكسرت العلاقة لا يمكن إصلاحها بعكس الكثير من الأشياء.
النشاطات المشتركة
عليكما أن تغيرا روتين الحياة والقيام بنشاطات مشتركة من حين لآخر. قد يظن البعض أن مثل هذه الأعمال بمثابة إهدار للوقت والجهد والمال، لكنها في حقيقة الأمر تزيد من التواصل فيما بينكما وتخلق الذكريات الجميلة التي تستلزمها كل علاقة للإستمرار والترابط.
إن العلاقة الإنسانية تحتاج للكثير من التواصل لتستمر، قد تكون لمسة حانية هي كل ما يحتاجه شريك حياتكِ للتحمل والإستمرار رغم كل العقبات.