هل نحن الأمل؟ الاحتجاج لم يهتم في أي وقت بما سيحدث بعده

حجم الخط

هآرتس – بقلم جدعون ليفي-

اعتقدت في البداية أن هناك شخص ما كان شجع: في ميدان رابين علقت في نهاية الاسبوع لافتة كبيرة كتب عليها “نحن الامل”. وتحتها اقيم “معرض الاحتجاج”، الذي كان عنوانه متواضع ايضا مثل روح كل المعرض: “شعب حر في بلادنا”. اعمدة ذهبية مثل التي توجد في حفل توزيع جوائز الاوسكار توصل الى معرض الصور والملصقات التي توثق احتجاج بلفور، مع تمثال بشري وعلم اسرائيل في الوسط. 

ليس هناك أي شعار تم تفويته، اقتباسات من المهاتما غاندي وحتى شالوم حانوخ، بما في ذلك نتان يونتان واسحق رابين. ومن يتجول في المعرض يقتنع بأن هذا المعرض هو معرض لشعب التيبت الذي خرج مؤخرا للحرية بعد نضال دموي. والشعارات هي: “جئنا للتنظيف”، “أنتم قمتم بالتخريب ونحن سنقوم بالاصلاح”، “أنتم اليأس ونحن الأمل”، “لا يوجد عفو” و”وقتنا الاجمل”. على نموذج غواصة كتب “غواصة الرشوة”. وقد تم تعليق قمصان احتجاج للعرض مثل تذكار لغزو النورماندي، أو سقوط جدار برلين. 

من الجيد أن من نظموا الاحتجاج اقاموا هذا المعرض: هو يعكس حضور روح احتجاج بلفور. والآن حيث أن هدفه تحقق بالكامل وبنيامين نتنياهو اصبح رئيس المعارضة – حتى في بلفور لم يعد يسكن، بالتأكيد بفضل احتجاجهم الذي لم يتوقف الى أن شاهدوه خارجا – فانه يمكن التفرغ لعرض الانتصار. ألبومات الانتصار بعد حرب الايام الستة شملت تقدير للذات أقل مما هو في هذا المعرض المضحك. تمجيد الذات هو القلب النابض لليسار الصهيوني. لا يوجد مثله من اجل ارضاء الذات. هو أمر مستنير للغاية ويسعى الى السلام والعدالة ومليء بالنوايا الحسنة. في نهاية المطاف، اتصل وزير يساري مع محمود عباس وهنأه بعيد الاضحى – اجراس سلام ورقم قياسي للتنوير. 

لا يوجد مثل هذا المعرض كي يشرح لماذا ردع واخاف احتجاج بلفور. فقد كان احتجاج مبالغ فيه ولا اساس له، حدوده تقلصت الى حدود المناطق المريحة، وتركزت حول هدف واحد اقل مصيرية بكثير مما تم عرضه، وهو لم يتوقف عن الاستمتاع بنفسه والمبالغة في اهميتها. بلفور لم يسقط نتنياهو، نتنياهو سقط لأن نفتالي بينيت وجدعون ساعر قررا، لاسباب شخصية، الذهاب مع يئير لبيد. وقد كان للتأثير تأثير هامشي، هذا اذا وجد. يجب تقدير هؤلاء الاشخاص الذين اضاعوا أيام السبت على مدى اشهر من اجل هدف لم يكن بالنسبة لهم أسمى منه. بعضهم ايضا دفعوا الثمن باعتقالهم لليلة أو التعرض للضرب. ولكن لم تكن هناك أي علاقة بين الشفقة والواقع. وقد احتجوا وهم في وضع الخمول. نتنياهو لم يكن ما قالوه عنه، والنتيجة التي تم الحصول عليها بالتأكيد ليس مثل تلك التي من اجلها كانت هناك جدوى لكل هذه الفوضى. حول تركيزهم فقط على اسقاط نتنياهو كتب الكثير. وماذا بعد؟ اليكم ما تبع ذلك، لم يعد هناك ما يمكن قوله عن هذا الاحتجاج الذي ذهب الى التقاعد على امواج الانتصار. 

لقد تعهدتم بالامل، احضرتم افيغدور ليبرمان وزير للمالية، هكذا يكون الامر عندما يريدون انهاء الفساد، يجلبون فساد اكثر. وعدتم بحمامة وجلبتم بينيت وساعر. وعدتم بسلام وجلبتم حكومة تناضل من اجل تعديل قانون المواطنة وتقوم بحياكة اتفاق خنوع في افيتار وتنكل بأسيرة فلسطينية ثكلت ابنتها، وتواصل قنص الفتيان الفلسطينيين مثلما حدث أول أمس في النبي صالح. وعدتم بالتغيير لكن لم تجلبوا أي تغيير. حكومة منتفخة اخرى الى اقصى حد، وفي نفس الوقت تتلعثم في معالجة الكورونا. ولكن هذا لم يكن يهم الاحتجاج. فهو لم يكن معني أبدا بما سيحدث في اليوم التالي. 

اذاً من أين جاء هذا الرضى بالنفس المبالغ فيه؟ ماذا تغير في حياتنا الى الافضل منذ اسقاط الديكتاتور؟ هل تم ابعاد الخطر الاكبر الذي كان يتربص بالديمقراطية في دولة يعيش ثلث رعاياها تقريبا تحت استبداد دائم؟ هل اصبحت الاجراءات متواضعة اكثر مع حكومة مضخمة لدرجة الغثيان؟ بالطبع، أحد ابطال الاحتجاج، ايلي افيدار، حصل على وظيفة لا اساس لها، وليس لها أي اهمية بعد الاحتجاج؛ يجب عدم الاستخفاف بذلك، لكن “نحن الامل”؟.