الاحتلال ماض في استهداف الأطفال

منظمة حقوقية: الاحتلال يلجئ إلى القوة المميتة في ظروف لا يبررها القانون

تشييع جثمان الشهيد الفتى محمد التميمي
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، اليوم الثلاثاء على أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ماضية في استهداف الأطفال الفلسطينيين بقصد قتلهم، مستغلة حالة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة التي تتمتع بها.

وأشارت الحركة العالمية، في بيان لها، إلى حادثة استشهاد الطفل محمد منير التميمي (17 عامًا) برصاص قوات الاحتلال في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله في الـ23 من الشهر الجاري.

وأوضحت أنّ الطفل التميمي- وحسب المعلومات التي جمعتها حول ذلك- أُصيب بعيار ناري حي أسفل ظهره وخرج من بطنه، أطلقه جندي إسرائيلي صوبه من مسافة لا تتعدى ثلاثة أمتار.

وذكرت أنّ قوات الاحتلال اقتحمت قرية النبي صالح في حوالي الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم من الجهة الشرقية الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات مع عدد من الأهالي، لافتةً إلى أنّه جنود الاحتلال أطلقوا خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

وقالت: "خلال ذلك أطلق جندي إسرائيلي كان داخل جيب عسكري الرصاص الحي على الطفل محمد التميمي من مسافة لا تتعدى ثلاثة أمتار، فاخترقت الرصاصة ظهره وخرجت من بطنه تاركة فتحة كبيرة أمكن رؤية أمعائه منها".

وأضافت أنّه نقل على إثرها إلى المستشفى الحكومي في سلفيت بواسطة مركبة خاصة حيث خضع لعملية جراحية استمرت لنحو أربع ساعات، ومن ثم جرى تحويله إلى وحدة العناية المركزة، ليعلن عن استشهاده لاحقًا.

ولفتت إلى أنّ الطفل محمد التميمي هو الطفل الفلسطيني العاشر الذي يستشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، منذ بداية العام الجاري 2021.

وشدّدت الحركة العالمية، على أنّ قوات الاحتلال تلجأ إلى القوة المميتة المتعمدة في ظروف لا يبررها القانون الدولي، وأن الاستخدام المفرط للقوة هو القاعدة.

وأوضح أنّ الإفلات الممنهج من العقاب يعرض الأطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي للقتل في أي لحظة دون محاسبة للقتلة.

وبيّنت أنّه بموجب القانون الدولي، لا يمكن تبرير القوة المميتة المتعمدة إلا في الظروف التي يوجد فيها تهديد مباشر للحياة أو إصابة خطيرة.

وتابعت أنّ التحقيقات والأدلة التي جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، تشير بانتظام إلى أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين في ظروف قد ترقى إلى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد.

ونوّهت إلى أنّه نادرًا ما تُحاسَب قوات الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال الفلسطينيين، بما في ذلك القتل غير القانوني والاستخدام المفرط للقوة.

وبحسب منظمة "ييش دين" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فقد تم إغلاق نحو 80% من الشكاوى المقدمة إلى سلطات الاحتلال من قبل فلسطينيين بسبب الانتهاكات والأذى على أيدي الجنود الإسرائيليين بين عامي 2017 و2018 دون فتح تحقيق جنائي.

ولفتت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، إلى أنّ من بين الشكاوى التي فُتح فيها تحقيق جنائي، أسفرت ثلاث وقائع فقط (3.2%) عن لوائح اتهام.

وأشارت إلى أنّه بشكل عام فإن فرص أن تؤدي الشكوى إلى توجيه لائحة اتهام ضد جندي إسرائيلي بارتكاب أعمال عنف بما في ذلك القتل، أو أي أذى آخر، تبلغ 0.7%، بحسب "ييش دين".