بينيت وغانتس يقودان نحو مواجهة غير ضرورية مع غزة

حجم الخط

بقلم: رفيف دروكر



عقد كابينت نفتالي بينيت جلسة قبل فترة قصيرة حول غزة. ومثلما هو دارج عندنا فان رئيس الأركان هو الذي قام بتأطير النقاش. توجد أمامنا ثلاثة خيارات، قال أفيف كوخافي، وهي: إدارة الوضع، أي مواصلة الأمور كما هي الآن؛ أو احتلال غزة، ولا حاجة إلى التفصيل، والخيار الثالث هو سنغافورة. 2. صفر. ما معنى ذلك؟ يصعب تخيل هذا. ولكن رئيس الأركان، لسبب ما، لم يرغب في إعطاء تفاصيل. فقد اكتفى بهذه الأقوال في ساحة المستوى السياسي، وكأن الخيارين الأخيرين يوجدان في ملعب آخر. كوخافي شخص كلاسيكي.
عندما كان أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع وأراد تعيين رئيس الأركان، اختار الجنرال نيتسان ألون.
مصدر رفيع كان مطلعا على الأمر قال لي إن الون تسلم من ليبرمان رسالة تقول إنه الأفضل.
تأثر ليبرمان بإبداعية الون ولم يخف من صورته اليسارية. على أي حال، بعد فترة غيّر موقفه. فقد عرف أن ألون لا يمكن فرضه على بنيامين نتنياهو. وافترض ليبرمان أن نتنياهو لا يعارض ألون حقا، بل هو أراد تعيين رئيس أركان يكون مدينا بتعيينه لرئيس الحكومة وليس لوزير الدفاع.
قرر ليبرمان اختيار المرشح الطبيعي، المجمع عليه، كوخافي. ولكنه فعل ذلك بطريقة أصيلة. فقد أعلن لرئيس الحكومة عن قراره قبل لحظة من قيام نتنياهو بالسفر في المروحية. وقال شهود على المحادثة بين الاثنين بأن نتنياهو صرخ وكان غاضبا وقال لليبرلمان إنه إذا أعلن عن التعيين فإنه سيعلن عند هبوطه عن إلغائه.
قام ليبرمان بالإعلان، وقام نتنياهو بابتلاع الضفدع وتم تعيين كوخافي. وهذا لم يكن ضفدعا كبيرا جدا. كوخافي هو ضابط موهوب، لديه إنجازات كثيرة، وفي الحقيقة هو ليس حلا وسطا. ولكنه بشكل عام لن يحاول شق طريق، يفترض أن المستوى السياسي لا يرغب فيه.
في حالة غزة كان يوجد موقف منفرد في الكاببنت، موقف وزير الأمن الداخلي عومر بار – ليف، الذي حاول تحدي النموذج. منذ عشرين سنة نفعل الشيء ذاته، والوضع يتدهور فقط و"حماس" تزداد قوتها، وفي كل مرة الضرر يكون أكبر. فلماذا نستمر في هذه الخطة الحالية؟
بصورة مفاجئة، لم تسمع في الغرفة معارضة كاسحة. قال جدعون ساعر جملة استخفت باحتمالية إجراء تسوية مع "حماس". بار ليف صمم وقال إنه حتى إعطاء غزة مطارا لا يبدو أمرا فظيعا بالنسبة له.
وإذا قامت "حماس" بخرق القواعد فإنه خلال أربع ساعات سنقوم بتدميره.
وللأسف الشديد لم يتطور أي نقاش حقيقي. وتقريبا كالعادة، ساد هناك اتفاق بأن هذا ليس وقته، وأنهم لم يستعدوا لذلك، وأنه سيتم إجراء نقاش فيما بعد. قال بينيت عدة ملاحظات مهمة. فهو لم يستبعد الفكرة كليا، بل ذكر أن إسرائيل كاتس أيد خلال السنين إقامة جزيرة اصطناعية.
كالعادة، نحن في الحلقة المفرغة ذاتها. الآن غزة لا تزعجنا فلماذا نخاطر ونغير شيئا؟ عندما سيتم إطلاق القذائف فنحن بالتأكيد لن نغير أي شيء بسبب "الإرهاب".
والأسوأ من ذلك هو أن وزير الدفاع، بني غانتس، تبنى سياسة مرفوضة، تربط بين جثامين الجنود الإسرائيليين والمواطنين المحتجزين لدى "حماس" وبين المسائل الاستراتيجية لغزة. يعتقد غانتس أن هذا واجب أخلاقي، وهو يشعر بأنه ملتزم بوعوده الانتخابية.
في حينه كان هذا شعبوية رخيصة والآن هو عدم مسؤولية. توجد ذرائع من أجلها يجب على إسرائيل المخاطرة بمواجهة مع غزة، لكن هذا ليس الموضوع. لن يقوموا بإدخال بضائع مهمة إلى غزة حتى تكون هناك صفقة تبادل.
في هذا الأمر يبدو أن بينيت يتفق مع غانتس، وهما يمكنهما تقريبنا من مواجهة غير ضرورية مع "حماس".
بينيت وغانتس يتفاخران بأنهما يقومان بقصف عقارات فاخرة رداً على كل بالون حارق، وفي محاولتهما تغيير الطريقة التي يتم فيها نقل الأموال القطرية.
هذه هي المادة التجميلية التي تعطيهما القليل من الوقت السياسي. حان الوقت لتغيير هذا النموذج أمام غزة. وكوخافي بالتأكيد لن يقوم بوضع العقبات.

عن "هآرتس"