يحكى أن رجلاَ غريباَ دخل الى قرية صغيرة اَمنة وطلب من شيخ القرية أن يجيره ويسكن في غرفة صغيرة من بيته كانت مخصصة الى حماره، وقبل الشيخ بذلك وأجار الغريب وجعله يعمل لديه ويعطيه أجرا، وبعد مرور السنين طلب الغريب من الرجل أن يزوجه بنت من بنات القرية فزوجه الشيخ وبعد عدة شهور طلب من الشيخ غرفة أخرى ... وبعد مرور عدة سنين أصبح للغريب في البيت أكثر من صاحبه.. لدرجة أن صاحب البيت إذا أراد أن يدخل أو يخرج من البيت يستاذن الرجل الغريب فأحياناَ يسمح له بالخروج وأحياناً لا يسمح له بذلك ... تلك قصة تنطبق تماماً على ما نحن فيه اليوم، فبعد مرور 67 عاما على النكبة وخروجنا من فلسطين عام 1948 ومقاومتنا حتى اتفاقية أوسلو التي وافقنا عليها منذ البداية على أن تصبح غزة والضفة سنغافورة في الشرق العربي ... ولكن أصبح نتنياهو يمن علينا بالأمتار من أرضنا ويقول لن أعطي الفلسطينيين ولو متراَ من أرض اسرائيل .
أصبحت أرضنا فلسطين اسمها أرض اسرائيل وأصبح المحتل يمن على صاحب الأرض وأصبح قانون القوة وقانون الغاب هم الحاكم على هذه الأرض لدرجة أن بعض الدول العربية الشقيقة أصبحت تتساوق مع هذا الكلام وتقيم علاقات بالسر والعلن مع الكيان الاسرائيلي وبدأت ترفع يدها عن الموضوع الفلسطيني لانه وجع راسي... ونحن بدأنا نعرف أن القيادة العربية الحالية أصبحت تؤمن بحق اسرائيل بالعيش بسلام في هذه المنطقة أكثر من إيمانها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ونحن كفلسطينيين مازلنا بحالة من التشرذم و الانقسام وبلا موقف موحد، حتى على أقل قضية وموقف ترى تباين في الاَراء. كل فصيل له موقف لدرجة أننا لحتى الان وبعد مرور ثلاثة اشهر على الانتفاضة المجيدة لم نتفق على اسم لها، هل هي انتفاضة أم هبة جماهيرية أم فشة خلق.
اَن الأوان كي نتفق اَن الأوان كي نمقت الانقسام ونتحد اَن الأوان كي نعتصم بحبل الله جميعاَ ولا نتفرق كفانا فرقة كفانا انقساماَ كفانا كراهية... قبل أن يفوتنا القطار ... ويدوسنا تحت عجلاته عندها سوف لا ينفع الندم.