هآرتس-إسرائيل تطالب إجبار الفلسطينيين على قبول حل الشيخ جراح

حجم الخط

هآرتس _ يونتان ليس و وبن صموئيلس

 

توجهت جهات حكومية إسرائيلية للإدارة الأمريكية باقتراح للضغط على الفلسطينيين في الشيخ جراح شرقي القدس، لتبني الحل الوسط الذي عرضه قضاة المحكمة العليا أول أمس. هذا بسبب تقدير أن العملية قد تؤدي إلى حل للمواجهة وتخفيف التوتر الدولي حول إخلاء محتمل للعائلات. اقترح القضاة إسحق عميت ودفنه ايرز ونوعم سولبرغ، أن يبقى السكان في بيوتهم كمستأجرين محميين من الجيل الأول، أي يمكن لأبنائهم وأحفادهم البقاء في البيوت.

وحسب الاقتراح، سيدفعون مقابل ذلك 1500 شيكل في السنة لشركة “نحلات شمعون” التي طلبت إخلاءهم وإسكان يهود مكانهم. تحفظ الفلسطينيون والشركة على هذا الاقتراح، وأمر القضاة العائلات أن تقدم خلال قائمة بأسماء أصحاب الحقوق على العقارات خلال سبعة أيام كي يستطيعوا بلورة اتفاق بين الطرفين.

قال مصدر سياسي للصحيفة عقب هذه المبادرة بأنه “يجب توجيه الضغط الدولي حول قضية الشيخ جراح للطرف الفلسطيني. الحل الوسط الذي عرضه القضاة هو حل جيد للمستأجرين الفلسطينيين في المنطقة، ويمكن أن ينزلهم عن الشجرة”. مصدر آخر قال بأن “الإدارة الأمريكية قلقة من مسألة الإخلاء، لكنها لا تضغط في هذا الشأن، لأنها تدرك بأن القرار ليس بيد المستوى السياسي في إسرائيل، بل بيد السلطة القضائية التي هي جسم مستقل وجدي وغير منحاز”.

إسرائيل قلقة من أن يضع قرار المحكمة إسرائيل في مركز مواجهة سياسية غير مسبوقة، وأمام دول صديقة أيضاً. عبرت الإدارة الأمريكية مؤخراً مراراً عن قلق كبير من إخلاء محتمل لهذا التجمع. وقد حذر كل من ملك الأردن عبد الله، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من تداعيات هذه الخطوة الإسرائيلية المختلف عليها، الذي سارع إلى إبلاغ الإسرائيلي.

المواجهة التي جرت في أيار الماضي مع حماس والتي عرضت قضية الشيخ جراح كذريعة رئيسية لها، أجبرت الإدارة الأمريكية على الانسحاب من النية الأصلية، وهي عدم إعطاء اهتمام كبير للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتوجيه مواردها لقضايا مشتعلة أخرى.

توجه موظفون أمريكيون إلى إسرائيل قبل عملية “حارس الأسوار” وطلبوا منع الإخلاء في الشيخ جراح. في ذاك الشهر، وعلى خلفية التصعيد الأمني، أوضحت مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية بأن للولايات المتحدة “مخاوف جدية من الإخلاء المحتمل”. وعندما بدأت المواجهات العنيفة مع المتظاهرين في الشيخ جراح إلى التمدد إلى الحرم، نشرت الإدارة الأمريكية بياناً كشف عن “المخاوف العميقة”.

إضافة إلى رسائل دبلوماسية شديدة، من فوق الطاولة ومن تحتها، استخدم رجال برلمان من كل الطيف السياسي في الحزب الديمقراطي ضغطاً كبيراً على البيت الأبيض، ونشروا بياناً علنياً يدين سلوك إسرائيل في الشيخ جراح. سلسلة طويلة من السيناتورات انتقدوا سلوك إسرائيل في أيار.

وهناك شخصيات معروفة، مثل كريس ميرفي وبيرني ساندرز واليزابيث فيرن والكسندريا اوكسيو – كورتيز والياهو عومر ورشيدة طليب، وجهت انتقاداً لأفعال إسرائيل في حي الشيخ جراح، كما انتقدت الإدارة الأمريكية لأنها لا تعمل على كبح إسرائيل.