أكَّد أكاديميون ومختصون على أهمية اتخاذ القرار الصائب والصحيح، عند اختيار التخصص الجامعي، باعتباره قراراً مصيرياً يحدد مستقبل الطلبة الناجحين في الثانوية العامة.
جاء ذلك خلال لقاء أكاديمي أقامه الدكتور يحيى المدهون بمكتبه في بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة بعنوان: "اختيار التخصص المناسب .. سبيلك لحياة جامعية موفقة ".
وقال د. يحيى المدهون: "إنّ اختيار التخصص الجامعي يحتاج إلى قرار دقيق ومدروس؛ لأنه يحدد مستقبل الطلبة، وهذا يتطلب أن يختار الطالب تخصصه الجامعي وفقاً لقدراته وإمكانياته وتطلعاته المستقبلية، والسعي لاستشارة أصحاب الخبرة في المجال؛ ليكون ملماً بالتخصص الذي يدرسه".
وأضاف أنّ اختيار التخصص الجامعي يتطلب تحديد المهارات التي يتميز بها الطالب، حتى يبدع في التخصص الذي يختاره.
من جهته بيّن الإعلامي أ.محمد أبو حطب، أنّ خريج الإعلام لابد أن يمتلك مهارات تمكنه من الالتحاق بسوق العمل، مثل: "مهارات التصوير والتحرير والتصميم وإخراج الفيديو"، لافتاً إلى أهمية امتلاك مهارة ترجمة المقاطع والأفلام والخطابات وإنهاء اختبارات التوفل والآيلتس، لمن يرغب في الالتحاق بتخصص اللغة الإنجليزية.
بدوره أشار د. أديب السقا، إلى أن الطالب في عصرنا الحالي يحتاج إلى التميز في تخصصه، وأن يكون صاحب رسالة في خدمة مجتمعه، مُوضحاً أنّ المهارات المطلوبة لمن يرغب في تخصص إدارة المال والأعمال ومنها المهارات القيادية، ليكون إداري ناجح ولديه جرأة في اتخاذ القرار المناسب، والقدرة على التواصل الفعال، وتحمل المسؤولية والصدق والأمانة؛ لنيل ثقة الآخرين وضمان نجاح الأعمال.
من ناحيةٍ أخرى قال د. أحمد أبو درابي: "إنّ تخصص القانون واسع، ويشمل المزيد من التخصصات الفرعية، والالتحاق به يتطلب بذل جهد كبير في المتابعة والمراجعة والبحث والتدقيق في المجال القانوني على اختلاف تخصصاته"، مُنوّهاً للراغبين في دراسة القانون؛ لأهمية السعي لصقل مهارات كثيرة، والتدريب على مهارات القيادة والإدارة والحاسوب والعلاقات العامة؛ ليتميز في مجال تخصصه ويجد فرصة العمل المناسب.
وفي الإطار ذاته، قال د. محمد البرعي: "إنّ الشغف يعد حافزاً مهماً؛ لتحصيل المعرفة في مجال القانون حيث يشعر الطالب بالدافعية في دراسة القانون واستيعابه".
وفي مجال العلوم التربوية، شدّد أ. إسلام الساعاتي على ضرورة مراعاة الرغبة والقدرة وسوق العمل عند اختيار التخصص الجامعي، مُشيراً إلى أهمية كليات التربية في إعداد المعلم الفعال، الذي يتميز بصفات شخصية وكفايات مهنية، تجعله قادراً على أداء رسالته النبيلة والسامية في غرس القيم والاتجاهات الإيجابية؛ لبناء المواطن الصالح لمجتمعه.
وفي السياق ذاته أوضح أ. عبد الرحمن ورش أغا أن كلية التربية بمختلف أقسامها الأدبية والعلمية تمثل جوهرة الكليات الجامعية؛ لدورها في بناء شخصية الطالب وإعداد معلم المستقبل، لخدمة المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته، داعياً إلى الحفاظ على مكانة المعلم وهيبته؛ ليسهم في تخريج أجيال مثقفة وواعية قادرة على النهوض بالوطن.
وفي نهاية اللقاء الأكاديمي لفت د. يحيى المدهون لأهمية الاستفادة من الحياة الجامعية، من خلال المشاركة في الأنشطة المتنوعة التي تصقل شخصية الطالب، وتبرز مواهبه وتنمي قدراته، وكذلك الانخراط في أنشطة التدريب والتطوير والسعي؛ لبناء العلاقات الجيدة مع الطلبة والخريجين والعاملين في مجال تخصصه.
ونوّه إلى أن التفوق في الجامعة يتطلب حسن استغلال الوقت وتنظيمه، وتحمل المسؤولية والالتزام بمواعيد المحاضرات وارتياد المكتبات الجامعية والامتثال لقوانين وأنظمة الجامعة، وبذل المزيد من الاجتهاد والمثابرة والثقة بالنفس والأمل بمستقبل أفضل.