بعد أن دخلت مقاتلة روسية "بالخطأ" المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل فوق هضبة الجولان المحتلة، وتوغلت لمسافة ميل، وأنه بعد إجراء اتصالات مع الطائرة عادت إلى الأجواء السورية، نشرت صحيفة 'هآرتس'، مقالاً لعاموس هرئيل، يقول أن روسيا، وعلى ما يبدو في أعقاب اتفاق مع إسرائيل، فرضت على الأخيرة قواعد لعبة جديدة في المجال الجوي.
ولفت هرئيل إلى أنه خلافا لتصرف تركيا، فإن إسرائيل لم تسقط الطائرة الروسية التي أعلن يعالون عن اختراقها المجال الجوي،و أن تصرف إسرائيل مع الطائرة الروسية كان مختلفا عن تصرفها مع طائرة مقاتلة سورية اخترقت الأجواء التي تسيطر عليها إسرائيل، في أيلول الماضي، وأسقطتها الطائرات الإسرائيلية بإطلاق صاروخ عليها.
وكان رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وقادة الجيش الإسرائيلي، قد زاروا موسكو بصورة عاجلة، في 21 أيلول الماضي، في أعقاب قرار روسيا بتكثيف تواجدها العسكري في سوريا، وبعد الزيارة جرى الإعلان عن اتفاق وتفاهمات بين الجانبين بشأن التنسيق بينهما في حركة طائراتهما الحربية.
ورغم أن تفاصيل هذا الاتفاق والتفاهمات لم تنشر حينذاك، إلا أن أقوال يعالون أمس تكشف جانبا منها.
وفي المقابل، امتنعت إسرائيل، بحسب هرئيل، عن التدخل في قصف جوي روسي لمناطق تبعد عن حدود الجولان المحتل 18 كيلومترا فقط.
ويضيف هرئيل إنه خلافا للماضي، لا توجد تقارير تتحدث عن غارات إسرائيلية في المنطقة العلوية في شمال سورية، الذي تتواجد فيه الطائرات الروسية، وأنه 'عندما انتقل المارد (الروسي) إلى السكن في البناية المجاورة، أصبحت إسرائيل تسير في محيطه بحذر بالغ'.
وأضاف المحلل أن قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنشر منظومة 'اس-400' الصاروخية المضادة للطائرات في سورية، تؤثر على إسرائيل، لأنه بوجود قدرة لهذه المنظومة الروسية على رصد حركة الطائرات على بعد مئات الكيلومترات فإن سلاح الجو الإسرائيلي سيضطر إلى أخذها بالحسبان لدى قيامه بأي نشاط في جبهته الشمالية.