مبنى أميركا الورقي في أفغانستان يتهاوى !

3866E3F5-50BB-4B04-90AE-3FC89AA193F0.jpeg
حجم الخط

بقلم: تسيبي شميلوفيتس

 

 



في نيسان من هذا العام أعلن الرئيس بايدن أن الجيش الأميركي سينهي انسحابا تاما من أفغانستان قبل 11 أيلول، الذكرى السنوية العشرين لعملية البرجين التوأمين التي بسببها اجتاحت الولايات المتحدة البلاد.
وقد أسند قراره إلى أن سلفه في المنصب ترامب قضى بأن يتم الانسحاب في أيار من هذه السنة، وإلى أن معظم الاستطلاعات تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من الأميركيين تؤيد عودة الجنود إلى الديار.                                                
يظهر استطلاع لمعهد "غالوب" نشر في نهاية تموز أنه لأول مرة يعتقد نصف الأميركيين بأن قرار الخروج إلى حرب في أفغانستان في 7 تشرين الأول 2001 عندما كان رماد البرجين التوأمين لا يزال يحرق الأنوف كان خاطئا.
ومدعوما بهذا الإسناد السياسي انطلق بايدن إلى الدرب كي يعيد من أفغانستان 3 آلاف جندي بقوا فيها.
لقد ضرب الواقع وجه الامة: المبنى الورقي الذي بنته الولايات المتحدة على مدى 20 سنة انهار في أقل من 20 يوما حيث بدأت "طالبان" تسيطر على الدولة.
الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة والتي جبت حياة 2.400 جندي أميركي وما لا يقل عن 150 ألف أفغاني انتهت بالضبط مثلما حذر معظم الخبراء: الولايات المتحدة تنثني، "طالبان" تحتل الدولة.
بعد ثلاثة أيام من عمليات 11 أيلول صادق الكونغرس الأميركي بالإجماع تقريبا على الخروج إلى حرب ضد "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان. وكانت الريح التي هبت في حينه أنه إذا كان شيء كهذا يسمى حربا عادلة، فهذه هي الحرب العادلة.
كان يفترض بهذه الحرب أن تكون سريعة نسبيا؛ إذ إن التقدير كان أنه لا يوجد أي احتمال لتنظيم عصابات بدائي مثل "طالبان" ليواجه هذه القوة المتداخلة.
وبالفعل، في غضون بضعة أسابيع سيطر الأميركيون و"الناتو" على معظم أفغانستان. وعندها، في 2003 قرر الرئيس جورج بوش الابن اجتياح العراق وتحطمت كل الخطط.
في غضون سنة كان في أفغانستان وفي العراق مئات آلاف الجنود الأميركيين، ولكن يتبين أنه يوجد للجيش الأقوى في العالم أيضا حدود لقوة الإنسان والمقدرات.
الحرب القصيرة، والضربة الساحقة لـ "طالبان" و"القاعدة" أصبحت كابوس 20 سنة.
في مرحلة معينة ما عاد يمكن لأحد أن يشرح ما الذي تفعله أميركا في أفغانستان.
وكان التفسير الرسمي: "نؤهل الجيش الأفغاني للتصدي لطالبان". وبالتالي فإما أن يكون الأفغانيون ليسوا تلاميذ نجباء أو أن هذا كان مسبقا طمسا للوعي.
20 سنة حرب كلفت الولايات المتحدة أكثر من تريليوني دولار، وفي السنتين الأخيرتين خدم في أفغانستان الأطفال الذين ولدوا بعد 11 أيلول.
صور الأيام الأخيرة محرجة للولايات المتحدة، ولكن البديل كان البقاء هناك إلى الأبد.
في واقع لا يكون فيه بوسع أميركا حتى أن تتحد للانتصار على الوباء في البيت، ليس لمعظم الأميركيين الرغبة في أن يدفنوا جنودا يقتلون في الجانب الآخر من العالم.

عن "يديعوت"