النظرية العرقية لميري ريغف

حجم الخط

هآرتس – بقلم عوزي برعام

الليكوديون قالوا كلمتهم حول المقابلة التي اجرتها ميري ريغف مع صحيفة “يديعوت احرونوت”، التي قالت فيها بأنه قد حان الوقت ليكون رئيس الليكود من الشرقيين. لقد فهموا باحساسهم الحاد كم هو الضرر الذي تسببت به لهم ولحزبهم. يبدو أن الرد وصل، لكن للاسف الشديد هناك الكثير من الاشخاص الذين يحاولون بيع البضاعة التي تبيعها ريغف بخصوص الشرقيين. هي ليست وحدها.

الشرقيون لا يبحثون عن اسياد، سواء اشكناز أو شرقيين، هؤلاء الذين من بينهم والذين يعيشون في الضواحي ويصوتون لليكود يفعلون ذلك لأنهم يعتبرون الحزب متماهي مع احساسهم الوطني، وله ارتباط بالتقاليد والدين. ضرورة الرد على اقوالها لا تنبع من حقيقة أنه توجد حجة تثير الاهتمام فيها تحتاج الى مواجهة فكرية، بل لأنها اضافت نفسها الى قائمة المرشحين لرئاسة الليكود بعد نتنياهو.

بسبب ذلك هي تجند الخطاب الشرقي. بعد أن استنفدت تملك الاطراء الذي اغدقته على الأب والابن والسيدة، اعلنت بأنه “حان الوقت لرئيس حكومة من الشرقيين”. هي تطلب من الليكوديين وقف انتخاب “زعماء لهم دي.ان.ايه ابيض”، وهو التعبير العنصري والبدائي الذي لم يسمع في السابق في أي نقاش عام في البلاد. من المثير للاهتمام الى أي فئة عرقية ستنسب ريغف احفاد توجد في حمضهم النووي جينات اشكنازية وشرقية.

الحقيقة هي أنه لا توجد في البلاد روح شرقية. ورغم أنه في السنوات الاخيرة ازداد خطاب الشرقيين إلا أنه يبدو أنه لا يمثل بصورة صحيحة مشاعر كل الجمهور الشرقي. بالاساس لأنه يبث رسائل تعارض روح الاندماج في الجيش وفي الخدمة المدنية وفي المهن الرفيعة مثل المحاماة وتدقيق الحسابات والطب.

خطأ ريغف هو خطأ في المفاهيم. وهي تجره ايضا الى المجال الشخصي. وهي تنسب عدم التقدير لها الى حقيقة أنها “شرقية اصيلة”، بدلا من حقيقة أن ظهورها هو دائما هدام ومتغطرس. هذه الصفات ربما يمكن أن تقنع قاعدة مؤيديها في الليكود، لكن ليس خارجه. ليس من الغريب اذا أن ريغف تهدد بأنه اذا لم يتم في نهاية عهد نتنياهو انتخاب نير بركات أو اسرائيل كاتس رؤساء لليكود فهي ستشكل بديل مع حمض نووي مختلف، “ليكود شرقي حقيقي”. 

“ليكود شرقي” على صيغة ريغف هو الحلم الغض لجميع معارضي الليكود الذين سيكونون سعداء من رؤيتهم على رأسه اشخاص مثل ريغف ودافيد امسالم، وليس الذين يمثلون حقا الشرقيين وسكان الضواحي. في نهاية المطاف ليس صدفة أن نتنياهو قام باخفائها هي واصدقاءها في فترة الانتخابات. وهو لم يعتقد أنه توجد لهم اهمية انتخابية كبيرة.

في النهاية، ريغف تبث رسالة عنصرية هدفها تشجيع الانقسام واحداث شرخ في المجتمع الاسرائيلي والدفع بها هي نفسها قدما. لذلك، يمكن أن نعزو الحزن الذي اظهرته على أنها غيرت اسم عائلتها من سيبوني الى ريغف. يوجد لي اصدقاء غيروا اسماءهم من شايكفيتس الى شاي ومن نوفوغرودتسكي الى نير. هم ارادوا اسماء عبرية، وهذا ما ارادته ريغف ايضا قبل أن تلتقي مع “الفلسفة الشرقية” من انتاج افيشاي بن حاييم، وجندتها لصالح طموحاتها السياسية.