مشاهد فلسطينية تكشف عمق الانفصالية رغم "الإدعائية الثورية"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور 

ما قبل يوم السبت 21 أغسطس، أصدرت قوى التكوين السياسي الفلسطيني، فصائل ومؤسسات وشخصيات عامة، كمية بيانات وتحذيرات لا ينقصها التهديدات، حول "حرمة المسجد الأقصى"، وأن ذكرى احراقه التي حدثت وأحدثت "غضبا لم يخف" منذ عام 1969، وكان الأمر وفقا لتلك "العجقة اللغوية"، ان يكون يوما وطنيا بامتياز.

وبعيدا، عن كل إدعائية يمكن أن تصدرها ذات "التكوينات"، فما كان يوم السبت فضيحة سياسية ناطقة، بأن الوحدة أو "التوحد" حول قضية ما، أي كانت قيمتها، وليس حرمة المسجد الأقصى، لم تعد قادرة أن تهز الواقع القائم من "عزلة داخلية"، ونشوء حالة انفصالية لم تعد بين فصيل وآخر، بل تعمقت وكأنه أصبحت حقيقة سياسية – مجتمعية وجغرافية.

يوم السبت 21 أغسطس 2021، يوم يمكن اعتباره يوما لـ "حرق الوحدة السياسية الفلسطينية" الى "أجل غير معلوم"، لتنطلق القاطرة السريعة نحو "التهويدية" على حساب "الوطنية" في الضفة والقدس، فيما تمنح غزة مكانتها الخاصة تحت حصار لن ينته منفردا، مهما خزنت كميات الأسلحة فيها، أو حاولت بين حين وآخر، أن تفتح جبهة مشاكسة عسكرية، تنتهي في اليوم التالي بالبحث عن "تحسين شروط الحصار".

يوم 21 أغسطس 2021، لم تشهد الضفة الغربية والقدس، حراكا شعبيا موحدا ولا متفاعلا، ولم تفتح "جبهة شعبية" ضد العدو المحتل، واستمرت "بيتا" وبلدات جبل صبيح تعزف منفردة فعلها الكفاحي، مع بروز "نتوءات فعل شعبي – عملياتي" بين حين وآخر، وكأنها "جزيرة منعزلة" وسط محيط أصيب بمرض "جذام سياسي".

كانت الذكرى توقعا أن تكسر المشهد الانعزالي، ولو في حده الأدنى، لتكشف أن الأمر لم يكن سوى بيانات أدركت قوات المحتل واقعها، ولذا لم تعش يوما غير عادي، فيما ذهبت قوى قطاع غزة، لتبرز "عزفها المنفرد" في الفعل الكفاحي، وتعمل يوما بعد آخر، على تعزيز نظرية "يا وحدنا" أو "غزة رافعة الفعل"، وصلت ان يعيد بعضهم تعبيرا يمثل انتكاسة في الوعي، باعتبارها "سفينة نوح" الوطنية، تعبير لم يدقق في مخاطره السياسية راهنا، وانه يعمق "الانعزالية" الوطنية أكثر.

غزة، استعرضت قدرتها على المشاكسة، ولكنها عززت مظهر أخطر في التفاعل العام، ولو كان الأمر مرتبطا بقضية وطنية كان عليها ان تعمل على تطوير "المواجهة الشعبية" في الضفة والقدس، باعتبارها مركز الفعل، وأن قوة غزة دفع لها وليست بديلا عنها، وكل أحداث مسار اليوم مخاطره تستوجب التدقيق الحقيقي فيما هو قادم.

وتكتمل حالة صورة الانعزالية الوطنية تفكيرا وسلوكا، بعيدا عن كل ما يقال كلاما إعلاميا في سلوك مظهري يحق لدولة الكيان ان تعتبره "نصرا مضافا"، دون تدخلها المباشر، في سميرة رام الله مساء يوم السبت.

كيف يمكن لقوى ومؤسسات تدعي حرصها الكبير على مواجهة المحتلين، والبحث عن تطوير أدوات المواجهة، ان تستبدل حراكا شعبيا تأكيدا لحرمة القدس والأقصى، في ذكرى الحريق، بمسيرة عن اغتيال شخصية فلسطينية، مع كل الإدانة المطلقة لفعل الاغتيال وضرورة محاسبة المجرمين، ولكن كيف لها أن تسقط في فعل الاستبدال، وكان لها أن تعلن تأجيل "فعلتها" ليوم آخر، تقديرا لحرمة يوم خاص في مسار المواجهة مع العدو.

تفاصيل فلسطينية متناثرة حدثت في يوم واحد، رسمت بتجميعها "لوحة انفصالية" بألوان "إدعائية ثورية"...والى حين... سلاما لـ "بقايا الوطن" تحت قذائف جعجعة لن تتوقف!

ملاحظة: يوما بعد يوم تتكشف تفاصيل مذلة عن شروط المنحة القطرية، الصفقة التي حدثت بتوافق "ثلاثي غير فلسطيني"...ولا زال في صندوق العجب عجايب!

تنويه خاص: صار بدها جائزة خاصة لمن يعرف متى آخر مرة عقدت "تنفيذية المنظمة" لقاء كامل الأركان ومش مهم شو حكت...وتتضاعف لو عرف مين أعضاءها؟!