يجلس كثير من الناس ساعات طويلة على وضع واحد دون أن يغيروا وضعهم أو يحركوا أطرافهم أو جسدهم، فينتج عن هذا الوضع نشوء تنميل يسري في الساقين والقدمين وأحيانا تشنج فيهم. حالة التنميل هي في الغالب غير مؤذية، وسرعان ما تنتهي بمجرد تعديل وضع الجلوس أو تغيير وضع الجسم، ومثل هذا يحصل في الساق والذراع واليدين، بل يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسد يتعرض لفترة طويلة من الانحناء أو الالتواء دون حركة.
هناك حالات من تنميل الأطراف قد ترافقها تشنجات حادة، تبقى ملازمة للعضو لساعات، وتعيق حركة الإنسان، وفي هذه الحالة فإن التنميل قد يكون مسببا عن ضرر لحق بالعصب بسبب جرح أصاب العضو أو تكرار إصابة العضو بجروح في عين المنطقة، فينتج عنها التهابات جرثومية أو فيروسية، أو ربما تكون ناجمة عن حالات تسمم موضعي له صلة بإمراض مزمنة يعاني منها المرءومنها السكري على سبيل المثال.
مثل هذه الحالات تعرف بـ "الاعتلال العصبي المحيطي" لأنها تصيب المناطق العصبية البعيدة عن الدماغ وعن الحبل الشوكي، وغالبا تنحصر في اليدين والقدمين. ويوجد نحو مائة نوع منها، والبعض منها يمكن أن يتفاقم ويُفقد المصاب القدرة على الحركة.
أسبابها كثيرة جدا ومتنوعة، تبدأ من نقص في بعض الفيتامينات لتصل إلى الإفراط في تناول الكحوليات أو الوراثة أو التسمم الناجم عن مرض السكري (الغنغرينا). علاج هذه الحالات يلزمه تشخيص دقيق للوصول إلى سبب التنميل (المتكرر والتشنجات التي قد ترافقه)، وطالما أن الأعصاب المحيطية لم تتضرر، يبقى العلاج ممكنا والشفاء محتملا.
الاعتلال الناجم عن أمراض وراثية لا علاج له، لكن أنواع الاعتلال الأخرى قابلة في الغالب للعلاج والشفاء، فالسيطرة على مستوى السكر في الدم مثلا يقلل إلى حد كبير من اعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، كما أن تزويد الجسم بجرعات عالية من الفيتامينات يمكن أن يشفي إصابات "الاعتلال العصبي المحيطي".
الوصايا الحياتية العامة قد تساعد في الشفاء إلى حد كبير، وفي طليعتها التخلص من الوزن الزائد، وتحاشي تعريض الجسد إلى المواد المسببة للتسمم، إتباع حمية غذائية بإشراف طبيب مختص، تجنب الكحول أو تقليل استهلاكه إلى حد كبير، ترك التدخين، وفي العادة قد يؤدي التدخين إلى تضيق الشرايين فلا يصل الدم بانتظام إلى الجهاز العصبي المحيطي فتحدث التشنجات وحالات التنميل.
تكرار حالات تنميل القدمين واليدين، وعدم زوالها بسرعة بعد تحريك الأطراف قد يستلزم زيارة الطبيب، لأنه قد يكون ناجما عن أمراض جدية، منها على سبيل المثال، الانزلاق الغضروفي والتصلب المتعدد أو اعتلال الأعصاب.