كشفت مصادر فلسطينية ومصرية أنَّ العاصمة المصرية القاهرة تضغط بشكلٍ كبير من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس و"إسرائيل"، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف للتوصل لاتفاق يضمن تهدئة طويلة الأمد بغزّة.
ونقلت صحيفة القدس المحلية عن المصادر، قولها: "إنَّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يُتابع شخصيًا مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، وكبار المسؤولين في الدولة بالقاهرة، من أجل المضي قدمًا في هذا الملف المعقد الذي يمكن أن يفتح آفاق أكبر للتوصل لاتفاق تهدئة طويلة الأمد يساهم في إنجاز الكثير من القضايا المتعلقة بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".
وأوضحت أنَّ التسهيلات "الإسرائيلية" المتسارعة لغزّة مرتبطة بشكل أساسي بالضغوط التي تُمارسها مصر برفقة أطراف أخرى منها الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة التي تدعم الخطوات المصرية لتحسين الوضع الاقتصادي بغزة ما يسمح بالتقدم في ملف صفقة تبادل الأسرى.
وبيّنت أنَّ هناك تسهيلات "إسرائيلية" أخرى خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة لقطاع غزة، تهدف بالأساس لبناء الثقة بين حماس و"إسرائيل" من أجل المضي قدمًا في ملف صفقة تبادل الأسرى.
وأشارت إلى أنَّ الأيام المقبلة قد تشهد تطورًا في مواقف حماس و"إسرائيل" من أجل اتخاذ خطوات “بناء الثقة” بين الجانبين من أجل المضي قدمًا في صفقة تبادل على عدة مراحل.
وكان القيادي في حركة حماس، حماد الرقب، قد قال في تصريحٍ خاص بوكالة "خبر" يوم أمس الأربعاء، إنَّه من المفترض أنّ يعيش قطاع غزة حياة طبيعة، وأنَّ حركة المعابر وإدخال المستلزمات اللازمة لإعادة الإعمار بعد العدوان الأخير، غير خاضعة للابتزاز السياسي من الاحتلال "الإسرائيلي" أو غيره، وذلك في تعقيبه على حزمة التسهيلات المتزايدة للقطاع.
وأضاف الرقب: "إنَّ المطلوب هو تقديم الاحتلال تسهيلات أكبر من ذلك بكثير لقطاع غزّة؛ لأنَّ البنية الاقتصادية في القطاع تعيش وضعاً مزرياً عدا عن زيادة كبيرة في أعداد البطالة".
وطالب المجتمع الدولي وكل المعنين بمتابعة شأن القضية الفلسطينية، والتحرك من أجل رفع الظلم الذي يتعرض له أبناء قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وبالحديث عن مدى استجابة الاحتلال للضغط الذي تُمارسه فصائل المقاومة على حدود غزّة، قال الرقب: "إنّ هذه التسهيلات نتيجة مباشرة لتلك الأنشطة"؛ مُستدركًا: "في اعتقادي أنّه ما لم تكن موجودة لما حدثت هذه التسهيلات، وهذه السياسة تُؤكّد على أنَّ العدو لا يفهم إلا لغة الضغط والمناوشة معه؛ لأنّه سارق لحقوقنا وكل ما هو طبيعي في حياتنا".
وللمرة الأولى، أعلنت دولة الاحتلال "الإسرائيلي" عن إدخال مستلزمات البناء لقطاع غزّة بعد وقف توريدها منذ انتهاء العدوان الرابع على غزّة في 21 مايو الماضي؛ كما سمحت في وقتٍ سابق بإدخال مستلزمات العملية الإنتاجية بشكلٍ جزئي وأدخلت الحديد وفق "السيستم القديم" الذي يدخل من معبر كرم أبو سالم، الأمر الذي سيعيق مخرجات عملية إعادة الإعمار.