أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، عن توقيع اتفاقية امتياز تاريخية مع ائتلاف يضم أربع شركات باكستانية هي: "شركة البترول الباكستانية المحدودة" و"شركة ماري للبترول المحدودة"، و"شركة تنمية النفط والغاز المحدودة " و"الشركة الحكومية القابضة الخاصة المحدودة".
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الائتلاف الذي تقوده "شركة البترول الباكستانية المحدودة" /بي بي إل/، حصل على حقوق استكشاف النفط والغاز في "المنطقة البحرية رقم 5" في أبوظبي، وذلك ضمن الجولة الثانية من المزايدات التنافسية التي أطلقتها أبوظبي ضمن استراتيجيتها لإصدار تراخيص لمناطق جديدة.
وتمثل هذه الاتفاقية المرة الأولى التي تستثمر فيها شركات باكستانية في امتيازات لاستكشاف النفط والغاز في إمارة أبوظبي كما تعد أول شراكة بين أدنوك وشركات الطاقة الباكستانية.
وتستفيد هذه الاتفاقية التاريخية من علاقات التعاون الوثيقة بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان الإسلامية، كما تؤكد نهج أدنوك في توسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة مع شركاء قادرين على تسهيل وصول منتجاتها من النفط الخام والمشتقات البترولية إلى أسواق النمو الرئيسية.
ووقع الاتفاقية كل من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها، ومعين رضا خان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة البترول الباكستانية المحدودة.
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة بتحقيق أقصى قيمة ممكنة من موارد النفط والغاز في أبوظبي، تم توقيع هذه الاتفاقية التاريخية التي قمنا بموجبها بترسية امتياز لاستكشاف النفط والغاز على ائتلاف يضم عدداً من الشركات الباكستانية. وتمثل هذه الاتفاقية مرحلة جديدة من التعاون في قطاع الطاقة بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان اللتين تتمتعان بعلاقات وثيقة تمتد لخمسين عاماً في مختلف القطاعات، حيث توفر هذه الاتفاقية المزيد من الفرص المهمة التي يمكنها تحقيق منافع متبادلة مثل دعم أمن الطاقة والمساهمة في تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين. ونحن سعداء بالشراكة والتعاون مع ’شركة البترول الباكستانية المحدودة‘ والشركات الأخرى الأعضاء في الائتلاف لاستكشاف النفط والغاز في ’المنطقة البحرية رقم 5‘ بما يحقق منافع ومصالح متبادلة".
وأضاف "يأتي اختيار الائتلاف الذي يضم عددا من الشركات الباكستانية العاملة في مجال الطاقة ضمن الجولة الثانية من المزايدة التنافسية التي أطلقتها أبوظبي لإصدار تراخيص لمناطق جديدة، ليؤكد نهج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة مع شركاء يتمتعون بمزايا مهمة مثل الوصول إلى الأسواق ورأس المال وأفضل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة. ونحن متفائلون وواثقون من قدرتنا على تحقيق أقصى قيمة من هذه الموارد من خلال التعاون مع شركائنا في الجولة الثانية من المزايدة التنافسية، وذلك في إطار سعينا المستمر لتسريع وتيرة استكشاف وتطوير موارد أبوظبي الهيدروكربونية غير المستغلة تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة".
وبموجب شروط الاتفاقية، سيحصل الائتلاف على حصة 100% في مرحلة الاستكشاف، وسيستثمر ما يصل إلى 1.12 مليار درهم /304.7 مليون دولار/، بما في ذلك رسوم المشاركة، في عمليات التنقيب وحفر آبار الاستكشاف والتقييم لاستكشاف وتقييم فرص النفط والغاز في "المنطقة البحرية رقم 5"، التي تغطي مساحة تبلغ 6223 كيلومتراً مربعاً وتقع على بُعد 100 كيلومتر شمال شرقي مدينة أبوظبي.
من جانبه، قال معين رضا خان: "يسعدنا كتحالف بقيادة شركة البترول الباكستانية المحدودة أن يتم اختيارنا في عملية ترسية امتياز ’المنطقة البحرية رقم 5‘ في أبوظبي. ولا شك أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في مسيرة التعاون الثنائي بين باكستان وإمارة أبوظبي في مجال الطاقة وتعزيز الروابط الاقتصادية، كما أنها توفر فرصة لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع أدنوك لتبادل المعارف والخبرات الفنية بين الجانبين".
وأضاف: "نحن متحمسون بشكل خاص كون هذا التحالف يضم أربع شركات وطنية كبرى في الاستكشاف والإنتاج، وهي على أتم استعداد للمساهمة في تعزيز مكانة أدنوك وإمارة أبوظبي الرائدة في قطاع الطاقة العالمي".
وفي حال الوصول إلى اكتشافات ناجحة ذات جدوى تجارية خلال مرحلة الاستكشاف، سيحصل الائتلاف على حق تطوير وإنتاج هذه الاكتشافات ذات الجدوى التجارية. وتمتلك أدنوك خيار الاحتفاظ بحصة 60% في مرحلة إنتاج الامتياز التي تبلغ مدتها 35 عاماً من بدء مرحلة الاستكشاف. وستتيح ترسية "المنطقة البحرية رقم 5" المزيد من الفرص الواعدة في مجال تعزيز القيمة المحلية المضافة في الدولة خلال فترة الامتياز.
وإلى جانب حفر واستكشاف وتقييم الآبار الاستكشافية والتقييمية، ستشهد مرحلة الاستكشاف استفادة الائتلاف ومساهمته مالياً وتقنياً في مشروع المسح الجيوفيزيائي الضخم الذي تنفذه أدنوك والذي يقوم بتوفير بيانات دقيقة ثلاثية الأبعاد عن منطقة الامتياز. وتشير بيانات المسح الذي أجري بالفعل على مساحة كبيرة من هذه المنطقة، التي تقع بالقرب من حقول النفط والغاز الحالية، إلى أنها ذات إمكانات واعدة.
وأطلقت أدنوك الجولة الثانية من مزايدات أبوظبي التنافسية في عام 2019، حيث طرحت نيابةً عن حكومة أبوظبي مجموعة من المناطق البرية والبحرية الرئيسية. وبترسية "المنطقة البحرية رقم 5" على الائتلاف الباكستاني تختتم الجولة الثانية من مزايدات أبوظبي التنافسية، والتي شهدت تقديم عروض تنافسية للغاية للمناطق الجغرافية المعروضة.
وفي أعقاب اكتشافات أدنوك الأخيرة البالغة 22 مليار برميل من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخلاص في مناطق برية، و160 تريليون قدم مكعبة قياسية من موارد الغاز غير التقليدية القابلة للاستخلاص، فقد تقرر عدم ترسية ترخيص الاستكشاف لـ "المنطقة البرية رقم 2". وتعتزم أدنوك التعاون مع شركاء محتملين لمنح ترخيص الموارد غير التقليدية في هذه المنطقة التي تحتوي على موارد غير تقليدية تضاهي في نوعيتها إنتاج النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
وفي إطار الجولة الثانية من مزايدات أبوظبي التنافسية، قامت أدنوك بترسية امتياز استكشاف "المنطقة البحرية رقم 4" في أبوظبي على إحدى الشركات المملوكة بالكامل لشركة "كوزمو القابضة" اليابانية، و"المنطقة البحرية رقم 3" على تحالف تقوده شركة "إيني أبوظبي بي. في"، المملوكة بالكامل لشركة "إيني" الإيطالية للطاقة، وشركة PTTEP الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المملوكة بالكامل لشركة PTTEP التايلندية، و"المنطقة البرية رقم 5" على شركة "أوكسيدنتال" الأميركية.
واستناداً إلى البيانات المتوفرة من الدراسات التفصيلية للنظام البترولي والمسوحات الجيوفيزيائية التي تم الحصول عليها من آبار الاستكشاف والتقييم، تشير التقديرات إلى أن المناطق الجديدة ضمن الجولة الثانية من المزايدات التنافسية تحتوي على موارد كبيرة تقدر بعدة مليارات من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي.
وتدير شركة البترول الباكستانية المحدودة 15 حقلاً منتجاً في جميع أنحاء باكستان وتساهم بأكثر من 20% من إجمالي إمداداتها من الغاز الطبيعي. واعتباراً من يونيو 2020، بلغت احتياطيات الشركة المؤكدة القابلة للاستخلاص 1793.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، و 13.3 مليون برميل من النفط / الغاز الطبيعي المسال/ المكثفات و543.1 ألف طن من غاز البترول المسال.