علق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية معتصم حمادة، اليوم الخميس، على القمة الثلاثية، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بالقاهرة.
وقال حمادة في بيانٍ ورد وكالة "خبر" نسخةً عنه: "الحاضر الغائب في القمة الثلاثية هو رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينت"، مُشيرًا إلى أنّ بينت دُعي للقمة لكنه اعتذر حتى لا يلتقي بالرئيس عباس.
وأوضح أنّ القمة جاءت بعد زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد لقاء الرئيس عباس وزير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بيني غانتس.
وأضاف: "أمريكا ليست جاهزة الآن، ولا في الوقت القريب، لحل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، لعدم امتلاكها رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ولفت إلى أنّ السياسة الأمريكية تقوم على احتواء الموقف، وإدارة الصراع، وتخفيف التوتر والعمل على بناء خطوات الثقة بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، واستبدال مفاوضات الحل الدائم بمفاوضات مراجعة تطبيقات اتفاقات أوسلو.
وبيّن حمادة أنّ المرحلة القادمة هي من مراحل إدارة الصراع وليس حله، مُشدّدًا على أنّ ما يتم تنفيذه هو تقييد الموقف الفلسطيني بالشروط الأمريكية، ليرضخ لسياسة الاحتلال، وهو ما ورد في وثيقة المبعوث الأميركي هادي عمرو في 14/7/2021.
وأكّد على أنّ ما سيتم مناقشته في القاهرة، هو تهدئة الأوضاع في الضفة، وكيفية استمرار التهدئة في غزّة مع تقديم تسهيلات معيشية واقتصادية فقط، مُنوّهًا إلى أنّ إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزّة، معطل ومرهون بالشرط "الإسرائيلي" بإتمام صفقة تبادل الأسرى.
وتابع: "ما يجري تطبيقه من تسهيلات اقتصادية ومعيشية، يحمل في طياته خطرًا كبيرًا على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، فكافة القضايا التي ناقشها الرئيس عباس في لقائه مع غانتس، تتعلق بتقديم تسهيلات معيشية ما يُشكل اعترافًا فلسطينيًا بتأجيل الحل السياسي".
وأردف: "هذا التحرك قد يقودنا في ظل الاحتلال إلى حالة انفراجية ربما اقتصادية، لنجد أنفسنا أمام مفاوضات تدمج بين تطبيقات أوسلو والحل الدائم، ليقال أنّ ما جرى الاتفاق عليه هو التطبيق العملي لحل الدولتين".
وشدّد على عدم وجود أيّ تفسير لدى الإدارة الأميركية لحل الدولتين، ما يساعد على التلاعب بالصيغة لصالح الحل الاقتصادي بديلاً للمشروع الوطني، مُوضحًا أنّ ما جرى في اجتماع اللجنة التنفيذية يختلف عن البيان النهائي، الذي كان عبارة عن استماع لزيارات عباس الأخيرة وللقائه مع غانتس.
وحمّل حمادة، الرئيس عباس وقيادة السلطة مسؤولية ما وصلت له القضية الفلسطينية، مُؤكدًا على أنّ الشعب الفلسطيني والقوى السياسية قدمت نموذجًا كفاحيًا ونضاليًا قويًا في معركة القدس بديلاً لحلول أوسلو.
وأضاف: "كان الأجدر من القيادة الفلسطينية أنّ تجعل من الانتصارات التي حققتها القوى السياسية خلال الحروب المتكررة على غزّة، مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية، لكن القيادة السياسية غلبت مصالحها الفئوية على المصالح الوطنية لشعبنا، وصار النظام السياسي الفلسطيني الحالي عاجزًا عن تحمل مسؤوليات المسيرة الوطنية".
وختم حمادة بيانه بالقول: "حماس بدورها حاولت أنّ تُقدم الانتصار وكأنّه خاص بها وحدها، وكأنّه انتصار ليس على العدو الإسرائيلي، بل على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وهذا ما عطل إمكانية الحوار بعد النصر الكبير في معركة القدس للتوافق على استراتيجية كفاحية وطنية".