المستوطنون لا يريدون أي اتفاق مع الفلسطينيين .. ويوافقون على أي حل عن طريق الأردن ومصر

-اللحام-e1576531282602.jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 بعد واحد وعشرين عاما على فشل اتفاق كامب ديفيد ، وبعد انتفاضة الأقصى التي استمرت خمس سنوات ، وبعد ثلاث سنوات فوضى في الشارع الفلسطيني توّجت بالانقسام عام 2007 ، وبعد ثلاثة عشر عاما من حكم بنيامين نتانياهو ، انغرست فكرة " لا مفاوضات " عند الإسرائيليين . والاهم ان هذه الفكرة انغرست في تفكير صناع القرار عند الإسرائيليين وان أي قائد إسرائيلي يريد أن يفشل ويتحطم عليه اتباع اقصر الطرق لذلك عن طريق المفاوضات والسعي للاتفاق مع الفلسطينيين !!

نتانياهو اتبع أسلوب ( لا حل مع الفلسطينيين ) . ومن قبله شارون زرع فكرة الانسحاب احادي الجانب . ولكن النتائج كانت مدمرة على الامن الإسرائيلي وخلقت جيل كاملا من الفلسطينيين والعرب يقتنعون ان لا حل مع إسرائيل سوى عن طريق الصواريخ والمتفجرات .

انسحاب أمريكا من أفغانستان ورغم عيوبه الفاضحة امام الاعلام ، الا أنه يشكّل نقطة تحوّل في الفكر الاستعماري بعد الحرب العالمية الثانية . ولا شك ان الإسرائيليين يبحثون عن حل ما يؤمن لهم استراحة في هذا الإقليم العاصف . وقد عبّر نفتالي بينيت عن ذلك بقوله للرئيس الأمريكي ( نحن نعيش في الحي الأصعب في الشرق الأوسط ، فالجميع يريد ان يقتل اليهود ) . ولم يقل له ( انجزنا اتفاقات تطبيع تؤمن السلام والرفاهية لليهود على ارض فلسطين ) .

الجمهور الإسرائيلي، والناخب الإسرائيلي وهو الأهم . لا يقبل البتة أية حلول مع الفلسطينيين في مدى السنوات الخمس القادمة . ولكنه خضع لعملية تعبئة تقول أن أي اتفاق مع الملك الأردني ومع الرئيس السيسي هي مضمونة ومقبولة .

المنطقة مقبلة على هذا النوع من " التسويات " . وسواء كان الحديث يدور عن صفقة تبادل مع حماس عن طريق مصر وتهدئة قطاع غزة الذي يغلي على الجمر بسبب الحصار واغلاق معبر رفح . أو عن طريق تسوية مؤقتة تطفئ النيران المتّقدة في الضفة الغربية عن طريق الملك عبد الله .

وهذا الامر سيكون مقبولا في حال تجدّد الاتفاق الأمريكي الإيراني ورفع الحصار عن الجمهورية الإسلامية .

لا يبدو ان الحكومات ذاهبة الى حرب . ولا يبدو أن الحكومات قادرة على صنع سلام كامل . ولكن يبدو ان الجميع يقوم باستدارة باتجاه تسويات عديدة ومتشعبة في سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن وايران وفلسطين وتركيا .