تقرير التقرير الأول من نوعه .. بندقية فتح "كتائب الأقصى" بين الماضي والحاضر والمستقبل

كتائب الاقصى
حجم الخط

بدمي يا أخي سأكمل ثورتي ، من قال أن "الفتح" أسقطت كفاحها ، من قال أن صاحبة الطلقة الأولي والحجر الأول .. انتهت مسيرتها ، قلة هم ، من استمروا على نهج مؤسسها ، قالوا : لا خيار يعلو فوق بندقيتها ، حملوا السلاح يوم القاه الجميع جانبا ، صرخوا يوم صمت الجميع على جرائم الاحتلال ، قال عنهم مخربين وعبثيين ، ويريدون هدم مشروعنا الدبلوماسي ، فردوا ، كيف نهدم ما كان نتاج كفاحنا .. نريد ان نكمل لا ان نهدم ، فردوا عليهم بعد سنين كثيرة ، الظاهر أنكم كنتم على حق ، حوار الواقع بين الجناح العسكري لحركة فتح "كتائب شهداء الاقصى" ، ومن ضلوا طريق الكفاح المسلح داخل الحركة" كما يصفهم المحللين .

وكالة خبر ، تطرح اليوم في تقريرها التساؤلات التالية ::

هل استطاعت الكتائب فرض معادلتها المسلحة على السياسيين الفتحاويين ؟ ، وهل تستطيع الاستمرار في نهج حركة فتح بتبني خيار الكفاح المسلح وحمايته من الاندثار من دستورها ونظامها الداخلي ؟ ، وهل مازال أبناء حركة فتح يثقون في جناحهم العسكري ؟ ، وهل ماتزال تشكل قوة لا يستهان فيها على الصعيد الفلسطيني والصراع الإسرائيلي ؟ ، وكيف تنظر "اسرائيل" لـ "كتائب الأقصى" ؟ . 

الكاتب والمحلل السياسي أ. أكرم عطا الله يقول لـ "وكالة خبر" ، " "كتائب الاقصى موجودة في قطاع غزة ، ولكن غير موجودة بشكل موسع ومنظم في الضفة الغربية ، هل كتائب الاقصى جزء من هيكلية حركة فتح والمرجعية تعتبر القيادة الفتحاوية ؟ ، هذا هو السؤال الحقيقي الذي يصعب الاجابة عنه ، يجب ان تكون تتبع لمركزية فتح والرئيس بشكل مباشر ، ولكن اليوم ، الكتائب تعمل بنفس فتح القديم ، عندما تشكلت الكتائب كان في عصر الرئيس الراحل "أبو عمار" ، ولكن بعد وفاته "فتح" تبنت الخيار الشعبي" على حد قوله

كتائب الاقصى قوة "فتح" الضاربة

مرت حركة فتح بعدة مراحل ، ولكنها طيلة هذه المراحل لم تسقط خيارها المسلح في مواجهة الاحتلال ، حتى في ظل اتفاقيات السلام التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل ، فكان لها موقف من كل هبات وانتفاضات الشعب الفلسطيني "قوات العاصفة – الفهد الأسود - صقور فتح - .. ألخ " ،  وحتى جاءت المحطة الأخيرة وبقرار من زعيمها الرئيس الراحل ياسر عرفات في تشكيل "كتائب شهداء الأقصى" لكي تكون عنوان المرحلة وتقود انتفاضة الأقصى "الثانية" .

خاضت الكتائب بعناصرها الثوار القدامة والجيل الجديد ، عمليات عسكرية أوجعت وأزعجت إسرائيل لسنين كثيرة ، وكانت تحاول "إسرائيل" ليل نهار إنهائها على الصعيد الميداني ، ولكن الدعم والغطاء الفتحاوي الجماهيري والقيادي كان أقوي من ذلك ، رغم عمليات الاغتيال المستمرة لقيادات الكتائب في الضفة الغربية وقطاع غزة .

المتحدث العسكري للكتائب في حوار استثنائي مع "وكالة خبر"

وفي حديث خاص لـ "وكالة خبر" مع "أبو محمد" المتحدث باسم "كتائب الأقصى – لواء العامودي" قال ، " لربما يكون الحديث عن ما قدمته الكتائب من تاريخ نضالي في تقرير يقزم المشهد ، فالكتائب منذ تأسيسها وهي تناضل لأهداف وطنية بحتة ولم تدخل في سجال إعلامي حول أغلب القضايا السياسية في المشهد الفلسطيني بشكل عام والمشهد الفتحاوي خاصة ، إلا ان استلزم الأمر في بعض القضايا الحساسة التي تحتاج لوقفة شجاعة "

ويضيف أبو محمد ، "تاريخ الكتائب ملئ بالعمل العسكري والعمليات المشرفة ، وربما الأرقام أكبر شاهد على ذلك ، وما زلنا مستعدين لتقديم كل ما نملك لأجل تحقيق حلم أبناء شعبنا بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف "

الشهيد الرمز "أبو عمار" وكتائب الأقصى

يعتبر المحللين استشهاد الرمز "ياسر عرفات" كان نقطة تحول استراتيجية في العمل العسكري لحركة فتح ، وهذا ما أكدته قيادة الكتائب الحالية ، فالرمز "أبو عمار" كان يشكل الحضن الداعم والحامي في بعض الوقت ، ومع غيابه فقدت الكتائب هذا الشيء .

وعن ذلك يقول المتحدث باسم "كتائب الاقصى – لواء العامودي" أبو محمد ، "بالتأكيد الرمز "ياسر عرفات - أبو عمار" كان يشكل علامة فارقة في تاريخ مسيرتنا النضالية بشكل عام ، وخاصة العمل العسكري لحركتنا فتح ، غيابه عن المشهد اليوم جعلنا معرين الظهر ، وهذا الأمر لا يخفي على أحد ، عندما كنا نخوض معاركنا مع الاحتلال كان الرمز "أبو عمار" الحضن والأب سواء معنوياً أو حتى مادياً ودعم لوجستي أيضاً "

الموقف الإسرائيلي من "كتائب الأقصى"

وحول ذلك يقول المختص بالشأن الإسرائيلي أ. توفيق أبو شومر ، " اسرائيل دائماً تحاول التسويق ان حركة فتح حتى اللحظة ليست إلا تنظيم إرهابي ولكن مدخرة للاستعمال في وقت من الاوقات اذا شذت عن المخطط الاسرائيلي ، عندما يحدث ذلك على الفور تخرج إسرائيل قضية وملف "كتائب الأقصى" ، مع العلم ان الاسير مروان البرغوثي عضو مركزية فتح ، سجن تحت بند وشهادة كتائب الاقصى ومعظم العمليات التي نفذت في عهد الرئيس الراحل "أبو عمار" كانت بسواعد فتحاوية ضمن أطار كتائب شهداء الأقصى".

ويضيف أبو شومر ، "ولكن في عهد الرئيس محمود عباس تم طمس هذه الحقيقة والحديث ان هذه الاعمال النضالية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة هي عبارة عن مطاردة فلسطينيين أو عصابات كما يدعون ، وليست كتائب منظمة ، وهذه القضية مهمة للغاية ، وتحتاج لتدقيق ومتابعة لأنهم يريدون جعل الكتائب متمردة على حركة فتح أو أنها ليست من فتح أصلا "

ويردف ، قائلا " إسرائيل تسعي دوماً لتقول أن حركة فتح "فصيل سلام" لا علاقة له بالنضال العسكري ،وللأسف بعض القيادات الفتحاوية ساعدت على ذلك ، لان هناك غض نظر من الاعلام الفتحاوي وقيادته لذلك ، لانهم يخشون العمل العسكري الفتحاوي ،  فتح لا تخشي المعارضين فقط بل العسكريين الثوار بداخلها ايضاً ، أو دعني أقول "السلطة" ولا تعترف بها لأنها منافس غير خاضع للقولبة"

وأوضح أبو شومر ، " أذن نستنتج أنه هناك طمس من الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني – سواء السلطة أو حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، لأنه ليس من مصلحتهم ابراز فصيل ثالث ، الحركتين يريدان اختصار المقاومة عليهم فقط ، وخاصة حركة حماس التي تريد ان تختصر المقاومة في "كتائب القسام" ، للأسف لا يكفينا التفكك السياسي بل تفكك مقاومة ايضاً " ، "هناك ثلاث أشياء مهمة يجب الالتفات لها في هذا الملف ، السلطة تعتم على "كتائب الأقصى" ، بالإضافة لإسرائيل والأجنح العسكري للفصائل الشريكة للكتائب "

وحول مستقبل كتائب الأقصى ، أوضح عطا الله ، "ستبقي موجودة وقائمة ، مادامت موجودة هذه الحالة ، أما ان نذهب لتصادم أكبر مع اسرائيل أو تنتهي السلطة ويتم حلها ، وتعود كتائب الاقصى لمكانتها الأساسية ، وأما نذهب باتجاه عدم تبني خيار الكفاح المسلح سياسياً".

دور كتائب الأقصى في الحرب الأخيرة وتبني "فتح" لها

رغم كل ذلك ، نجد اليوم أن كتائب الأقصى مازالت مستمرة في نضالها وكفاحها المسلح رغم ما تعانيه من تضييق من قبل القيادة الفتحاوية التي تعمل داخل السلطة الفلسطيني وحالة الانقسام الداخلي الذي يحرمها من ممارسة عملها بحرية في قطاع غزة .

والحرب الأخيرة كانت أكبر شهيداً على ذلك ، فالجميع شاهد "كتائب الأقصى –لواء العامودي" الجناح العسكري لفتح ، كيف خاض معركة كانت بمثابة رد الاعتبار للحركة وكوادرها وجماهيرها التي افتخرت في ذلك .

وحول عدم تبني بعض قيادات حركة فتح لكتائب الاقصى ، قال المتحدث "أبو محمد" بامتعاض واضح ، " لا أود الدخول في هذا الملف ، ولكن دعني أقول أن حركة فتح لنا ولكل حملة البندقية وفكر الكفاح المسلح داخلها ، ليس قول بل حقيقة يلمسها الجميع ، لأن كتائب الاقصى – لواء العامودي هي الوحيدة التي استمرت على نهج مؤسسيها ولم تقبل المساومة على بندقيتها أو الانجرار وراء وعوادات دولية وعربية واتفاقيات سلام ومفاوضات لم نستفيد منها شيء بل على العكس أخذت الكثير من "عمر ثورة الشعب الفلسطيني".

ويضيف أبو محمد ، "لن نسمح لأحد أن يمنح الفتحاويين عضوية داخل الحركة حسب أجندته ، العضوية الحقيقية للانتماء والانتساب لفتح هي البندقية ، في المؤتمر السادس استطعنا فرض هذه المعادلة وأيضاً في المؤتمر السابع سيعاد المشهد نفسه ، وهنا نستذكر في زمن الأب الراحل "أبو عمار" كان نصيب البندقية في مؤتمرات الحركة أكثر من النصف ولكن اليوم أختلف الأمر ونحن سنحاول إعادته كما كان ، لأنه أرث كبير أستأمننا عليه المؤسسين ونحن سنحافظ عليه بأرواحنا "

في الحرب الاخيرة كان هناك تبني فتحاوي من قبل المتحدثين الرسميين باسم حركة "فتح" وخاصة في مقابلة على قناة الميادين مع المتحدث أسامة القواسمي و"أبو محمد" المتحدث العسكري باسم "كتائب الاقصى – لواء العامودي" ، في هذا السياق يقول أ. توفيق أبو شومر " كان تبني لحظي عاطفي ، في لحظة المعركة لا أكثر ، أقول هنا ، أنه لابد ان يكون هناك كتاب توضيحي عسكري ، سجل نضالي يوثق اعمال كل فصيل على حدي وخاصة كتائب الاقصى " .

"يجب ان نتوحد في المعركة وإلا يذكر نشاطات الفصائل على حدي أو ان تسمي المعركة بعدة أسماء ، بل توحيد فلسطيني مقاوم واحد"على حد قول أبو شومر .

أما المحلل أكرم عطا الله يقول في هذا السياق ، "اعتقد في الحرب الجميع يقترب من بعضهم البعض وكان هناك تبني من المتحدثين باسم حركة فتح للعمل العسكري بشكل كامل ، برنامج "فتح" سمح بمبادرات من هذا النوع وتبقي ضمن "فتح" ، ولكن ليست كاملة التبني وليس كامل الرفض أيضاً"

ويردف ،  "هناك تقارب بين كل تيارات فتح ، العسكري والسياسي هذا تاريخيا ، ولو لم يكن منظم ، حركة فتح واسعة وتسمح في هذا التباين وهي اعتادت على ذلك على قدر الحرية التي تفتحها لأبنائها"

ومن ناحيته ختم ،  أبو محمد ، المتحدث العسكري حديثه لـ "وكالة خبر" ، "من خلال منبركم الاعلامي المقاوم الذي نشكره ونقدره ، نود أن نقول للكل الفتحاوي والفلسطيني ، ان كتائب الاقصى لواء العامودي ستبقي حامية مشروعكم الوطني ، وكما أثبتت في الحرب الأخيرة "طريق العاصفة" جدية ذلك ، الحرب القادمة سيكون لنا كلمة أكثر قوة وسيتفاجأ الصديق قبل العدو بالقدرات والإمكانيات التي وصلنا لها ، واليوم نحن أقوي من الأمس ، وغداً سنكون أقوي من اليوم .. والقادم أعظم وفي حفل تخريج فوج "بركان الثورة" كان دليلا على ذلك " .