حين تقف الكلمات .. عاجزة

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم: إبراهيم دعيبس

 

في تاريخ شعبنا الطويل توجد حالات ومواقف وفعاليات تقف الكلمات عاجزة عن وصفها او التعبير عنها لما تتضمنه من بطولات وحالات اعجاز غير موقعة، وآخر هذه الحالات كانت كيفية تمكن عدد من الاسرى في سجن «جلبوع» من الانطلاق من السجن رغم كل المراقبات والحراس والقيود نحو الحرية.

نحن جميعا نعرف ان الاحتلال قام بحملات تفتيش وملاحقة واسعة للغاية لالقاء القبض على هؤلاء الأسرى وتمكن من ذلك، ولكن هذا لا ينفي ولا يخفف من حقيقة ما قام به هؤلاء الاسرى من حفر نفق بمعدات بدائية للغاية ، والانطلاق نحو الحرية، وستظل هذه الحادثة نقطة براقة ومضيئة في تاريخ الاسرى ليس في فلسطين وحدها وانما في كل العالم، واسرائيل تدرك ذلك ولهذا فقد شكلت لجنة للتحقيق في كيفية تمكن هؤلاء الاسرى من القيام بهذه الخطوة الجريئة في تحد واضح للاحتلال بكل قوته وفعالياته.

على أية حال، فقد ايقظت هذه الحركة الرأي العام الفلسطيني الذي بدأ يتحرك ويخرج في مسيرات واسعة في مختلف المدن والبلدات للاعراب عن التقدير والافتخار بهؤلاء الاسرى ومطالبة الرأي العام الدولي بالتحرك لوقف ممارسات الاحتلال والاعتقالات التي لا تتوقف.


كما ان الاسرى في مختلف السجون الاسرائيلية بدأوا يتحركون ويواجهون قوات القمع مما أدى الى اصابة العشرات منهم، وقد قاموا باضرام النار في احدى غرف سجن «ريمون».

لابد من الاشارة هنا ايضا الى ان زكريا الزبيدي، احد هؤلاء الاسرى وهو من مخيم جنين وقد استشهدت والدته وشقيقه طه في قصف اسرائيلي لمنزل العائلة خلال انتفاضة الاقصى وقد اعتقل اكثر من مرة وكان آخرها خلال عام 2019.

وقد أيقظت حركة هؤلاء الاسرى الرأي العام الوطني الذي بدأ يتحرك تضامنا معهم، وقد خرجت مسيرات شعبية في مختلف المدن والبلدات للاعراب عن التقدير والمحبة لهؤلاء الأسرى وهي لم تتوقف وتستمر بتوسع ومشاركة أكبر من أبناء شعبنا.

وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى ان هناك عددا كبيرا من الاسرى وقد دخل بعضهم عامه العشرين او اكثر وراء القضبان كما ان عائلات الاسرى لا تعاني فقط من اعتقال الابناء وانما ايضا من عمليات الضغوط الكثيرة عليهم وبالمقدمة هدم المنازل والقيود الكثيرة.

كما ان اسرائيل التي اعتقلت بعض هؤلاء الاسرى تواجه ازمة داخلية حول تمكنهم من الخروج رغم كل القيود والمراقبة وقد شكلت لجنة للتحقيق في هذا الموضوع الذي سيظل نقطة سلبية لهم حتى ولو تمكنوا من اعادة الاعتقال.

ويرجح الرأي العام ان اسرائيل ستتخذ خطوات قاسية جديدة ليس ضد هؤلاء الذين اعادت اعتقالهم، وانما ضد كل الاسرى والمعتقلين بصورة عامة، وهنا لا بد من مطالبة الرأي العام ولجان حقوق الانسان الدولية من متابعة ما قد تقوم به وتوفير كل الشروط والحقوق الانسانية للأسرى عموما.

هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام !!

مع احترامي لهيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام فإني أستغرب وجود هيئة كهذه وتعقد اجتماعات في كثير من محافظات الوطن ويتحدث الخطباء والوجهاء حول اهمية انهاء الانقسام، ثم يتناولون الموجود من اكل وشرب وأحاديث شخصية وجانبية.

إن الانقسام كارثة وطنية ليس بحاجة الى هيئة، في تقديري، والمطلوب مطالبة طرفي الانقسام بالضفة وغزة بوقف هذه المهزلة الوطنية المستمرة فترة طويلة. وأبسط الحلول هو ما قاله ويقوله الكثيرون، هو الدعوة لانتخابات شاملة عامة حتى يختار الشعب من يقوده وينتهي الانقسام بالنتيجة، وليس عقد الاجتماعات وتكرار الدعوات والخطابات من اجل انهاء هذا الوباء الذي يدمر القضية الوطنية.