ما تأثير "الاتفاق الإبراهيمي" على إزالة الحواجز الاقتصادية؟

ما تأثير "الاتفاق الإبراهيمي" على إزالة الحواجز الاقتصادية؟
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

دفع توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، قبل عام، إلى تحقيق طفرة هائلة في مجالات التعاون كافة، وإنجازات مهمة في الشراكة الاقتصادية بين أبوظبي وتل أبيب على وجه التحديد.

ومرَّ عام على الحدث الذي شهده البيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020، حين وقعت دولة الإمارات اتفاقًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، برعاية وحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تزامنًا مع توقيع البحرين اتفاق مماثل.

ووفر اتفاق السلام، أرضية كبيرة بين الدول المُوقعة لتحقيق نمو استثنائي وإنجازات في الشراكة الاقتصادية خلال وقت قياسي.

وهذا ما أشار إليه وزير الاقتصاد الإماراتي، عبدالله بن طوق المري، إذ قال خلال حواره عبر الاتصال المرئي مع المجلس الأطلسي الأميركي إن "دولة الإمارات وبتوجيهات قيادتها الرشيدة تؤمن بأن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد على شراكات اقتصادية قوية متعددة الأطراف والتزام مشترك بتحقيق الاستقرار والازدهار، ويأتي الاتفاق الإبراهيمي للسلام ترسيخا لهذا الاتجاه".

وأوضح أن الاتفاق ولّد فرصًا اقتصادية واسعة ومتنوعة لدولة الإمارات وإسرائيل.

وخلال عام واحد، جرى تحقيق تبادل تجاري غير نفطي بلغ نحو 700 مليون دولار بين أبو ظبي وتل أبيب، إضافة لتوقيع نحو 60 اتفاقية رئيسية بين الجهات المعنية في البلدين، على مستوى القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية والثقافية والبحثية وغيرها.

وكانت هذه الاتفاقيات في عدد من أهم القطاعات المستقبلية مثل العلوم التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي والسياحة والقطاع اللوجستي والنقل والرعاية الصحية والطاقة والبيئة والبحث والتطوير والزراعة الحديثة وحلول المياه والري.

وقال بن طوق إن الإمارات تسعى إلى زيادة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل إلى أكثر من تريليون دولار على مدى العقد المقبل، مما يعزز العلاقة القائمة منذ عام والتي أنتجت بالفعل مليارات الدولارات من الأعمال.

الأبحاث العلمية

وحظي مجال الأبحاث العلمية، باهتمام بالغ للشراكة بين أبوظبي وتل أبيب، إذ كان في طليعة ثمار اتفاق السلام، حين وقعت شركة "أبيكس الوطنية للاستثمار" الإماراتية على اتفاق تجاري مع مجموعة "تيرا" الإسرائيلية للتعاون في مجال الأبحاث والتطوير المرتبط بمرض كوفيد-19.

وفي أبريل الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، توقيعها اتفاقية تعاون مع وزارة الصحة الإسرائيلية، من أجل التعاون في مجالات مرتبطة بتعزيز جودة قطاع الرعاية الصحية في كلا البلدين.

وتسعى الاتفاقية إلى تعزيز الأمن الإلكتروني وحماية البيانات الصحية، بالإضافة إلى التدريبات الطبية، ومجالات الإبداع والذكاء الاصطناعي ضمن مجالات أخرى عالية التقنية.

وقبل أيام، وقّع الشيخ طحنون بن سعيد بن شخبوط آل نهيان، رئيس مجلس إدارة المجموعة الفيدرالية وسمارت فيجن لتقنية المعلومات، اتفاقية تعاون مع كبرى الشركات الإسرائيلية المتخصصة بالصحة الرقمية (DHI 2048) لتقديم حلول صحية مبتكرة، ورقمنة تقديم خدمات الرعاية الصحية في دولة الإمارات، باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

إعفاء من التأشيرة

وشهدت أول زيارة رسمية لوفد إماراتي إلى إسرائيل، بأكتوبر الماضي، التوقيع على أربع اتفاقيات في مجال الاقتصاد والاستثمار والطيران والإعفاء من التأشيرات، لتصبح الإمارات أول دولة عربية تتبادل إعفاء السياح من التأشيرة مع إسرائيل.

كما وقع ممثلو الحكومتين اتفاقاً يسمح بـ28 رحلة تجارية أسبوعيا بين الدولتين.

إزالة الحواجز

وبأواخر يونيو الماضي، أعرب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته لأبوظبي، على أهمية تعميق التعاون الاستراتيجي بين الطرفين، وإقامة علاقات سلمية وودية بين الدولتين.

ووقع الوزيران اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري، تعكس التزام الحكومتين بتنمية العلاقات الاقتصادية والتدفق الحر للسلع والخدمات، فضلا عن التعاون في مجالات إقامة المعارض، وتبادل الخبرات والمعارف، وزيارات الوفود، والتعاون بين الغرف التجارية، بالإضافة إلى مجال التقنيات الزراعية، وتعزيز البحث والتطوير المشترك.

كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة برئاسة وزارتي الاقتصاد في البلدين لتكليفها بتنفيذ الاتفاقية بهدف إزالة الحواجز وتحفيز التجارة الثنائية.

مشروعات تدعم السلام

يقول عضو مجلس الشيوخ المصري والمحلل السياسي، الدكتور عبد المنعم سعيد، في تصريحه، إن الاتفاق الإبراهيمي غيّر تغييرا كبيرا في مناخ المنطقة، لأنه كما هو معروف فخلال العشر سنوات الماضية كان مناخ المنطقة يموج بالكثير من الأحداث منها الربيع العربي والمظاهرات والفوضى، وبدأت الأمور تدخل في إطار حرب أهلية بعدة دول بالمنطقة، ومن ثم انتشار الفوضى والتفكيك وسيادة الإرهاب والحركات المتطرفة مثل الإخوان، ليأتي الاتفاق الإبراهيمي مشكلًا اتجاها معاكسا لهذه الأمور.

وأوضح سعيد أن الاتفاق قام بشكل رئيسي على المصالحة وتجميد ضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، إلى جانب فتح أبواب لتعاون كبير في مجالات شتى لها علاقة بالتكنولوجيا ومشروعات اقتصادية مثل إدارة الموانئ وبعض الأمور الخاصة بتكنولوجيا الفضاء.

وشدد على أن التعاون الاقتصادي الاستثنائي وزيادة النشاط التجاري خلال عام على اتفاق السلامة أمر إيجابي وجيد باعتباره أنه يبث روح السلام والتعاون والتهدئة في المنطقة ويخلق حلولا جديدة لبعض المشاكل الزمنة بالمنطقة.

وأوضح أن هذا التعاون يخلق فرصًا جديدة لنشاط العلاقات التجارية والتعاون الإقليمي في المنطقة بشكل عام.

ثمار كبيرة

وأشار الخبير في العلاقات الدوليّة، أيمن سمير، في تصريحه، إلى وجود طفرة كبيرة في التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الإمارات وإسرائيل خلال الفترة الماضية، منذ التوقيع على معاهدة السلام.

وقال سمير إن هناك العديد من الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين مسؤولي البلدين، وكذلك بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وفي النهاية يستفيد من ذلك المواطنين الذين يجنون ثمار التعاون الاقتصادي.

وأشاد خبير العلاقات الدولية بالتعاون في المجال الصحي بين الإمارات وإسرائيل خاصة لمواجهة جائحة كورونا.

وقال إن هذا التعاون لم يستفد منه شعبي الإمارات وإسرائيل فقط، بل سوف يستفيد منه كافة شعوب العالم، لأن الوصول إلى علاجات وتقنيات حديثة لاكتشاف المرض يصب في صالح البشرية جمعاء.

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون بين البلدين نتيجة تأثر العلاقات الاقتصادية على مستوى العالم بجائحة كورونا والإغلاق الاقتصادي.

وأضاف "ربما تكون تأثيرات الكورونا لم تسمح بأن تُستغل طاقة الدولتين بشكل كامل، وهي طاقة كبيرة في مجال الاستثمار والتكنولوجيا، ومع التعافي من آثار كورونا فهناك آفاق للتعاون الاقتصادي بشكل كبير للغاية".

المصدر: سكاي نيوز عربية