الابرتهايد هي الكلمة الوحيدة الناقصة لدى الوف بن

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم جدعون ليفي

الوف بن احسن تحليل المئة يوم الاولى لنفتالي بينيت (“هآرتس”، 17/9). خلافا لشعار “فقط ليس بيبي”، المعطر ذاتيا والذي لا يتوقف عن التأثر من تغيير الاسلوب الذي جلبه بينيت، كيف أنه يثني على وزرائه وكيف أننا لا نسمع أي شيء من ابناء عائلته، قلل بينيت وبحق من اهمية الاسلوب الذي ارتكز عليه بنشوة، ووصل بشكل مباشر الى الاساس، بينيت “يندفع بلطف وتصميم نحو الدولة الواحدة مع ملايين الرعايا الفلسطينيين”. ولكن بينيت لا ينشيء مجرد “دولة واحدة”، بل هو ينشيء دولة ابرتهايد. كلمة ابرتهايد يجب أن تظهر منذ الآن في كل نص. ابرتهايد سيكون الاسم الثاني لدولة اسرائيل، على الاقل منذ اللحظة التي اعلن فيها رئيس الحكومة بأنه لا يوجد لديه أي اهتمام بالتسوية وأن الاحتلال هو خالد في نظره.

يجب علينا تهنئة بينيت على قول الحقيقة. فقد وضع نهاية لحفل الاقنعة لعملية السلام، التي لم تكن عملية ولم تكن في أي يوم تنوي التوصل الى سلام. سلفه تمتم ذات يوم وقال “دولتان”. الآن حتى هذا انتهى. هذا تطور ايجابي. بينيت ايضا اعلن بأنه لن يلتقي مع محمود عباس. وهذا ايضا من الجيد أنه جاء بهذه الصورة. من اجل ماذا نحتاج الى صورة في سلسلة مناسبات التصوير هذه التي لم تستهدف في أي يوم التوصل الى تسوية عادلة. هذه الفرص فقط استهدفت أن تعجب الامريكيين والاوروبيين من اجل أن يسمح هؤلاء لاسرائيل بمواصلة ترسيخ الاحتلال وبناء المزيد من المستوطنات وأن تقوم بتطهير المزيد من الاراضي عرقيا. من اجل ماذا ترديد “دولتين”، الذي لم يكن أي رئيس حكومة اسرائيلي يعنيه، اذا كان بالامكان قول دولة واحدة ولا نغضب أحد. هذه هي النقطة المهمة التي شخصها بينيت: بينيت هو الشخص الاول الذي يفعل ذلك دون أن يقوم بالاغضاب. معسكر السلام الاسرائيلي، والعالم ايضا، يحتضن مؤسس الابرتهايد الذي ينوي قتل الحلم الفلسطيني بلطف وحتى أنه يعلن عن ذلك. ليس لأن هذا الحلم لم يمت من قبل، لكن الآن ايضا حتى الحلم اصبح غير ممكن. 

يجب أن نقول ابرتهايد، ليس لفخامة التوصية بل كقبضة في وجه العالم الذي يحتضن بينيت. وقد خرج كل من الرئيس الامريكي والرئيس المصري عن طورهما لاحتضان الشخص الذي هو “ليس نتنياهو” الذي برز وكان يجب على شخص ما تذكيرهما بمن يحتضنانه. كان هناك عدد غير قليل في العالم، مثل اسحق رابين، الذين احتضنوا جون فورستر من جنوب افريقيا، وبعد ذلك ندموا، وربما حتى خجلوا. الآن العالم يحتضن بينيت، وهو شخص مهذب ومتواضع وعقلاني وبراغماتي ومؤهل، دون أن يروا ما الذي يختبيء وراء الشخص الذي يحتضنونه. هكذا، أيها الاعزاء الاوروبيون والعرب والامريكيون، أنتم متحمسون لرجل الابرتهايد هذا. يجب أن لا ترتكبوا خطأ بهذا الشأن. في الواقع يجب الوثوق به عندما يقول بأنه لا ينوي السماح بقيام دولة فلسطينية. ولكن ما هو استنتاجكم، يا من تحتضنون بينيت؟ هل بدلا من دولة فلسطينية واحدة هو ينوي أن يعطيهم دولتين؟ أو أن المواطنة والمساواة في الحقوق و”صوت لكل شخص” هي في الدولة الواحدة؟ ماذا تعتقدون أن تكون وجهته اذا لم تكن دولة فصل عنصري حديثة؟ ما هي نهاية لعبة عزيزكم اذا لم تكن جنوب افريقيا في قالب مختلف؟.

الآن التحدي موضوع امام العالم. كل احتضان لبينيت هو احتضان للابرتهايد. لا يمكن تغليف كل شيء بتهنئة الشكر لله أننا تخلصنا من نتنياهو، ايضا اغماض العيون وخداع النفس يجب أن ينتهي. بالتحديد ازاء شخص عاقل ومتواضع وله مؤهلات مثل بينيت يجب أن نوجه نظرة مباشرة اليه ونقول اذا لم تكن هناك دولتان فستكون هناك دولة واحدة. واذا لم تكن ديمقراطية فهي ستكون دولة ابرتهايد. بينيت اختار الابرتهايد. يجب أن يكون لذلك ثمن في العالم. 

كم سيكون من المؤثر رؤيته وهو يعتذر لعائلة جندي اسرائيلي واحد؛ كم كان من المروع والمزعج فهم رؤيته لخمسة ملايين شخص حكم عليهم بأن يعيشوا الى الأبد في وضع أقل من بشر. هذا هو الشخص الذي تحتضنونه، يا جو بايدن وانغيلا ميركل وعبد الفتاح السيسي. أيها العالم، هل أنت مستيقظ؟ هذا هو الشخص الذي تحتضنونه.