هكذا نجح "الشاباك" في اعتقال السجناء الستة

اليكس فيشمان.jpg
حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 



التحقيق مع السجناء الستة الفارين وأولئك الذين ساعدوهم يؤدي إلى الكشف عن مزيد من أسماء النشطاء الميدانيين، وإلى مزيد من المعلومات عن التنظيمات المعادية، ما يضمن اعتقالات إضافية في الأيام القريبة القادمة أيضا. من ناحية «الشاباك»، لم يغلق ملف الفرار بعد.
كان رجال وحدة «يمم» ورجال العمليات التنفيذية لدى «الشاباك» جاهزين لاعتقال الفارين الأخيرين – أيهم كممجي ومناضل نفيعات - قبل ثلاثة أيام، في مخيم جنين للاجئين. شبكة العملاء، التكنولوجيات، ووحدة العمليات لدى «الشاباك» حددوا منذئذ مكان الاختباء الذي يتواجدان فيه. سجلت كل حركة. غير أنه تقرر القبض عليهما عندما ينتقلان إلى مكان أكثر راحة دون تورطات عسكرية زائدة، مع إصابات. وهذا ما حصل: انتقل الاثنان إلى مكان اختباء آخر خارج مخيم اللاجئين. وكانت هذه هي المرة الثالثة التي بدلا فيها مكان اختبائهما في منطقة جنين. وصل أحدهما إلى المنطقة قبل أسبوع من الاعتقال، أما الثاني فالتحق به بعد بضعة أيام من ذلك.
قبل 14 ساعة من الاعتقال، صدر ضوء أخضر للعملية. وقد سمح هذا بتخطيط جذري للتمويه والتضليل داخل مخيم جنين للاجئين وإغلاق محاور نحو شقة الاختباء منعا لحركة المسلحين. في الواحدة والربع بعد منتصف الليل كانت قوات «يمم» جاهزة لاقتحام المبنى. وبعد نداءات ونار تهديد فهم الاثنان بأنهما وحدهما. وبالتالي استسلما هما ومساعدوهما. وكانت التعليمات للجيش ولـ»الشاباك»: إذا لم تكن هناك مقاومة فلا تصيبوهم بأذى.
انقسم جمع المعلومات أثناء المطاردة للستة إلى فصلين: ذاك الذي في نطاق الخط الأخضر وذاك الذي في جنين. غرفة العمليات الاستخبارية، التي أقيمت في إحدى منشآت «الشاباك» بعد ساعات من الفرار استخدمت منظومتي جمع معلومات: واحدة بإدارة الدائرة التي تعنى بـ»عرب إسرائيل»، والتي كان لها دور مهم الى جانب شرطة إسرائيل وقصاصي الأثر باعتقال الفارين الأربعة الأوائل؛ والثانية استخدمها لواء «السامرة» في «الشاباك»، المسؤول عن جنين أيضا. أما من أدار مشروع جمع المعلومات الاستخبارية المتداخل فكانت شعبة العمليات في «الشاباك». وأدار كل العملية من فوق نائب رئيس «الشاباك»، الذي سيعين قريبا رئيسا للجهاز.
عملت شبكات المعلومات الاستخبارية على مدار الساعة. ولم تنشر على نحو خاص لغرض العثور على الفارين. فآلاف الجساسات تستخدم أيضا في الأيام العادية، وهي تتضمن مصادر بشرية إلى جانب تكنولوجيات تشخص التحركات والتغييرات غير الطبيعية في الميدان. مسؤول «الشاباك» مثلا في ذاك الحي الذي القي القبض فيه على الاثنين يعرف جيدا من يسكن هناك. إذا بدأ يتجول في حي الشيوخ بضعة شبان غير معروفين فهذا معطى استخباري مهم. وقد ارتكب الاثنان غير قليل من مثل هذه الأخطاء، ولهذا القي القبض عليهما. في كل مكان تركوا فيه أثرا اشتروا غذاء، وأجروا اتصالا مع احد ما، وجمعت المعطيات وتمت معالجتها لأغراض عملياتية.
انتهى الأمر ولم يكتمل بسبب العفن الذي سمح بهذا الفرار المعيب. «الشاباك» والجيش سيواصلان القبض على «المخربين» وجلبهم إلى الاعتقال. السؤال هو هل الحكومة ومصلحة السجون تعرفان كيف تحتجزهم؟ الحكومة تتاجر بالخطيرين منهم في صفقات مع «حماس»، ومصلحة السجون تغفو في البرج.    

عن «يديعوت»