معابد يهودية في الضفة وسط "حرب" فتح و حماس!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور

لم ينته بعد، التفاعل العام لـ "عملية عبور نفق جلبوع"، وما تركته من آثار كسرت هيبة دولة الكيان، حتى خرجت بعض الأصوات "الشاذة وطنيا"، بفتح معارك خاصة وتستبدل "العدو الإسرائيلي" بـ عدو فلسطيني"، وصل أمرها الى اعتبار السلطة الفلسطينية "احتلالا" محاربته مقدسة على محاربة احتلال دولة الكيان، مترافقا مع حملة للبدء في شن حملات اغتيالات ضد قيادة السلطة وأجهزتها، واتهام عام لأهل الضفة.

سنعتبر ان "توقيت" ذلك جاء مصادفة وليس محركا من قوى "غامضة"، فالصمت عليه من فصيل أصحاب تلك الحملات، وكأنها "كلام شباب"، مع أن بعض مروجيها شغلوا مواقع أمنية، وأسماء ليست "مجهولة" أبدا، يمثل تشجيعا "موضوعيا" لها، سيدفع الكثير من ذات التوجه المحسوب على حركة حماس وجماعتها الإخوانية الى نشر تلك الدعوات بشكل مكثف.

وما حدث في جامعة الأزهر من اقتحام شرطة حماس وأمنها لحرم الجامعة، ومصادرة أعلام ورموز بينها "الكوفية" الفلسطينية يمثل رسائل تكميلية لتلك "الحرب الكلامية"، المستبدلة العدو الاحتلالي بـ "عدو فتحاوي – سلطوي"، في تحول هو الأخطر مفاهيميا وسلوكا منذ انتخابات الانقسام "الموضوعي" يناير 2006، الى الانقسام العملي بعد انقلاب يونيو 2007.

وفجأة، تبادر حركة فتح بتجنيد وسائل إعلام السلطة الفلسطينية، (التي كانت قدوة مميزة في تغطية أخبار عملية العبور الكبير)، الى فتح حرب إعلامية ضد حركة حماس بسبب أنها "تملك مخططا ضد الرئيس عباس" وتقوم بمهاجمته بشكل غريب، رغم أن المسألة لم تكن واضحة الى حد تجنيد الإعلام الرسمي والاستنجاد بمسؤولي فتح والفصائل لفتح النار على حماس وقيادتها.

موضوعيا، ارتكبت حماس خطيئة سياسية كاملة، بأنها لم تسارع فورا برفض دعوات "ناشطيها وبعض كتبتها المعلومين"، واعتبار ما ينشر يحمل شبهات وطنية أي كانت "النوايا"، خاصة وكما يقال أن "جهنم مبلطة بأصحاب النوايا الطيبة"، ولكن صمتها شكل قوة دفع لمثل تلك الكتابات "الشاذة"، زادت من مخاطرها ما حدث في جامعة الأزهر، ترافقت مع نشر أخبار كاذبة على مواقعها حول صحة الرئيس محمود عباس، بطريقة ساقطة أخلاقيا، أي كان الخلاف – الاختلاف معه.

ولأن فتح، مخدوشة كثيرا، فلم تتمكن من فرملة الحملة ببيان واحد يرفض ويطالب القوى كافة بالتصدي لتلك الحملة "المشبوهة"، وتعيد اهتمام الإعلام الرسمي لمواجهة العدو الحقيقي، خاصة بعد قرار حكومة "الإرهاب السياسي" بقيادة بينت لابيد، ببناء "معابد يهودية" في مستوطنات الضفة الغربية، ما يمثل إعلانا رسميا بالتهويد، واعتبار تلك المستوطنات جزء من إسرائيل، إقرارا بعمليات الضم التي كانت تنفذ بالتسلل.

قرار حكومة "الإرهاب السياسي" في تل أبيب، لم تستفز حركتي فتح وحماس لأنهما غرقا في حرب داخلية ورفعا شأن "الذات الحزبية المقدسة" على حساب "الذات الوطنية"، ما يقدم هدايا بلا حدود لدولة العدو القومي لتمرير مخططها التهويدي ليس بتعزيز عمليات الضم، بل لترسيخ الانفصال السياسي – الكياني بين الضفة وقطاع غزة.

الفترة القادمة، ستشهد عمليات تهويد متسارعة تترافق مع فتح خطوط اتصال مع حماس في قطاع غزة، لتخفيف الحصار بشكل كبير ووضع قضية "تبادل الأسرى" على طاولة البحث، في خدعة سياسية كبرى، لم تعد أبعادها خافية أبدا.

حرب التهويد وتكريس الضم تتسارع، بالتوازي مع حرب داخلية بين فتح وحماس تمثل غطاءا لتمرير الأولى، مع مناورة كبرى جديدة حول معادلة لابيد المستحدثة من خطة شارون "رفاهية غزة مقابل الأمن"، والتي بدأت عمليا بالتطبيق وستسارع في قادم الأيام.

حرب "داحس الحمساوية ضد الغبراء الفتحاوية" الراهنة هي القاطرة المستجدة لتطوير الانقسام نحو الانفصال الى زمن...ما يفترض هبة وطنية لمواجهة ذلك بكل السبل الممكنة تصل الى حد إعلان "البراءة" من كل طرف يواصل خدمة مخطط دولة الكيان في التهويد والضم والانفصال.

ملاحظة: منصور عباس "شريك رئيسي" لحكومة الإرهاب السياسي...معقول يكون وافق على بناء معابد يهودية في مستوطنات الضفة إعلانا بضمها الى الكيان...لو صح الحكي بيصير "متهود" بدل "متأسلم".

تنويه خاص: بكل صراحة آخر استطلاع مركز أبحاث فلسطيني يمكن اعتباره بـ"مدفوع الأجر السياسي" من الممول لترويج حكاية بدل حكاية...كل الأرقام وهمية مش شعبية...وصاحبها عارف!