أكّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، اليوم الإثنين، على أنّ المشهد الفلسطيني متداخل، والنظام السياسي الذي تبلور في العقود الماضية، وصل إلى حافة الانهيار، وسقطت جميع مكوناته المنقسمة والعاجزة والفاشلة.
وقال البرغوثي خلال ندوة الحركة الفلسطينية الأسيرة: "السلطة الفلسطينية، تحولت إلى سلطة بلا سلطة، واستعمار بلا تكلفة"، مُشيرًا إلى أنّه بعد ربع قرن من المفاوضات ومحاولات الوصول إلى تسوية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، قد وصل هذا المشروع إلى فشل كامل.
وأوضح أنّ المشروع الاستعماري الصهيوني لا يقبل بالحد الأدنى الذي وافق عليه التيار الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية كأساس للتسوية، لافتًا إلى أنّ سياسة التطهير العرقي التي تمارسها "إسرائيل" لازالت تتواصل إلى جانب السياسات الاستعمارية الأخرى.
وتابع: "بعد مرور أكثر من 130 عامًا على الغزو الاستعماري المدعوم دوليًا، وما مارسه من سياسات ما انفكّ يمارسها على أرض فلسطين بين النهر والبحر، هناك 7 ملايين فلسطيني هم ليسوا عاملاً ديموغرافيًا فحسب، بل إنّهم فاعل سياسي ووطني وثقافي وإنساني وحضاري".
وأضاف: "ولعل الأهم من ذلك، أنّهم فاعل مقاوم لم يتراجع، على الرغم من مسلسل التطهير العرقي والمجازر والقتل والاعتقال والإبعاد والنفي والتعذيب والمعاناة والتجويع والحصار واللجوء، عن حقه في الحرية والعودة والاستقلال".
وبشأن معركة القدس، ذكر البرغوثي، أنّ المعركة دليل ثابت وقاطع على أنّ شعبنا الفلسطيني لديه مخزون نضالي لا ينضب، وأنّ معاناته وآلامه، مهما تبلغ، لم ولن تدفعه يومًا إلى التخلي عن حقوقه الوطنية الثابتة.
وأردف: "ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني، هو ممارسة المقاومة الشاملة في مواجهة المشروع الصهيوني، وقد أثبتت المعركة الأخيرة المبدأ الذي دعونا إليه دومًا، وهو المقاومة الشاملة التي تتكامل فيها أساليب وأشكال النضال، وتتعاضد فاعليتها مجتمعة".
ونوّه إلى أنّ المعركة كشفت عن عجز النظام السياسي الفلسطيني وهشاشته وضعفه، وأثبتت أنّ ما نحتاج إليه أكثر من أيّ وقت مضى هو إنتاج نظام سياسي جديد مدخله الوحيد العودة إلى الشعب، وإنجاز الانتخابات العامة بمراحلها الثلاث من دون إبطاء.
وختم البرغوثي حديثه بالقول: "البديل هو أسوأ مما يتصور كثيرون، فضلاً عن أنّ هذا حق مقدس لشعب عظيم، وتشديد على مبدأ التعددية وسيادة القانون والحريات العامة والتداول السلمي للسلطة وتجديد الشرعيات والقيادات".