كشف المحامي خالد محاجنة، الموكل بالدفاع عن الأسير محمد عارضة، مساء يوم الأربعاء،عن ظروف أسرى "نفق الحرية" داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال محاجنة في حديثٍ لموقع (عرب 48): "إنّ الأسرى يقبعون في زنازين انفرادية وبظروف إنسانية صعبة للغاية، بعد أنّ انتهى التحقيق معهم في أجهزة المخابرات، وتقرر تقديم لوائح اتهام ضدهم في المحكمة المركزية بالناصرة، يوم الأحد المقبل".
وأضاف: "أنّ الأسرى الستة لا يعرفون الوقت، ولا يعرفون الليل من النهار، ويتعرضون لعمليات تحقيق متواصلة على مدار الساعة من قبل ضباط مخابرات الاحتلال".
وتابع: "ومنذ اعتقالهم وحتى اليوم لم يسمح لهم الاحتلال بتبديل ملابسهم، والحصول على أبسط الحقوق الإنسانية التي يجب أن يتمتع بها الأسرى، وهم يقبعون في زنازين انفرادية منذ اعتقالهم".
وأكمل: "أنّ المشوار الذي بدأ اليوم سيكون طويلاً مع بداية المحاكم التأديبية داخل السجن، كالعزل وسحب الكانتينا، وسحب الفورة (الاستراحة)، ومنع زيارات الأهل لهم، وكل أنواع التنكيل، مُشيراً إلى أنّهم انتهوا من تحقيق المخابرات وسيواجهون الآن إجراءات سلطة مصلحة السجون.
واستطرد بالقول: "اليوم تم تقديم ما يسمى بتصريح المدعي العام تمهيداً لتقديم لوائح اتهام، وهي تهم أمنية تضاف إلى تهمة الفرار من السجن حسب ما صرح ممثل جهاز المخابرات اليوم، لكن محمد عارضة يرفض كل هذه التهم ويقول إنه فرّ من السجون بحثاً عن الحرّية، وأنه لو خطط لتنفيذ أمر معيّن لكان قد نفذه منذ اليوم الأول، خاصة وأن مدة فراره تجاوزت الخمسة أيام".
وأوضح أنّ مهندس عملية الهروب هو محمود عارضة ابن عم محمد، لكن نسب أيضاً لمحمدتهم التخطيط للهرب والمشاركة في عملية الحفر خاصة في مراحلها الأخيرة، فقد كان له جزء كبير في عملية الحفر، وهو طبعاً مقرّب جداً من ابن عمه ويقبعان معاً في السجن منذ مدة طويلة.
وتابع المحامي محاجنة: "إنّني التقيت الأسير محمد عارضة ثلاث مرات في الفترة الأخيرة، وهو موجود في الزنزانة منذ أسبوع ولم يسمح له بالخروج منها على الإطلاق ولا لأي سبب أو حاجة، ولا يتحدث مع أحد ولم يتم التحقيق معه طيلة الأسبوع، فقد ألقوه في الزنزانة وتركوه، وحتى الطعام الذي يقدم له لا يرقى لأن نسميه طعاماً".
وحول معنويات الأسرى، قال المحامي: " إنّ معنوياتهم عالية بكل الأحوال، فالتحقيق معهم انتهى فلا ضرب ولا تعذيب، ولكن لا نعرف ماذا ينتظر الأسرى، فقد يتم نقلهم إلى الجنوب، إلى سجن نفحة أو ريمون في بئر السبع، وهناك قد يتم عزلهم نهائيا في أقسام منفردة.
وأردف: "إنّ محمد يقبع في السجن منذ 22 عاماً، وحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات، وهو يقول إنه لم يقتل أحداً، صحيح أنه قام بتصوير منفذ عملية بنيامينا، وأنه هو من أرسل الشريط المصور إلى غزة، لكنه لم يطلق النار ولم يقتل أحدا، وإن الحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات و15 سنة أخرى جائر لا يستحقه".
وكانت محكمة الاحتلال، ذاتها قد مددت صباح اليوم، اعتقال الأسرى الستة لغاية يوم الأحد المقبل، بالإضافة إلى خمسة أسرى تدعي النيابة العامة أنهم "قدموا المساعدة للأسرى وتستروا على عملية الهروب من السجن".